أنا الزوجة الثانية، من شخص متزوج، وعنده مجموعة من الأولاد.
عندما تقدم لخطبتي أخبرني أن زوجته مريضة، ولا توجد علاقة بينهما، وهو بحاجة لزوجة يُكمل مشوار حياته معها، سألنا عنه فعرفنا أنه شخص ذا خلق ودين ويخاف الله.
لأننا عرفنا أسباب إقدامه للزواج من زوجة ثانية، وافق أهلي ووافقت عليه، تزوجنا وسكنت معه في منزل مستقل، بعد زواجي بأربعة أيام صار ينام معي ليلة، وينام مع زوجته الأولى ليلة أخرى.
أزعجتني هذه الطريقة، فأنا لم أتزوجه إلا بعد معرفتي أنه ليس لديه أي علاقة مع زوجته الأولى، سوى رعايته لهم من الجانب المادي فقط، وتوقعت أن تكون كل الليالي معي، مثلي مثل بقية النساء، ناقشته كثيرًا على ذلك لكنه غير مقتنع بوجهة نظري، ويتحدث لي عن العدل بين النساء.
زواجي لم يمض عليه إلا ثلاثة أشهر، وأنا بدل السعادة أعيش تعاسة ومشاكل معه، حتى أنه صار يهرب من المشاكل بيني وبينه، وينام في بيته الأول، وأخبرني أن السبب هو كثرة الحديث في العدل بين الزوجتين، وكثرة المشاكل بسبب هذا الموضوع، لأنني أحبه كثيراً، لذلك أفتح هذا الحديث مرارًا وتكرارًا، لعلّ وعسى يكون لي وحدي.
أرشديني فأنا أعيش صراعًا نفسيًا بسبب أختياري الخاطئ.
- أنت قبلت أن تكوني الزوجة الثانية،، فلابد أن تعرفي أن هناك أحكام شرعية تتعلق بك كزوجة ثانية.
- زوجك لم يكذّب عليك، ولم يخدعك فهو أخبرك بأن زوجته مريضة، لكن لا يعني ذلك أن يهملها، ولا يعدل بينك وبينها، فالعدالة القلبية، لن يحاسبه الله عليها، لأنها خارج عن إرادته، لكن سيحاسبه على العدالة المادية كالمبيت والنفقة، فترك هذه العدالة محرمٌ شرعًا.
- قبل زواجك عرفت أنه أب لمجموعة من الأولاد، فهؤلاء لهم الحق في التمتع بأبوة والدهم، فلا يرضيك أن يعيشوا بعيدين عن أبيهم.
- الذي شجعك وشجع أهلك في تزويجك منه الأخلاق والدين، ومخافة الله، فهذه الصفات التي عجبتكم هي من تجعله يعدل بينك وبين شريكتك.
- إذا كنت تحبين زوجك فساعديه أن يكون عادلًا، فإن لم يكن به خير في بيته الأول، فلن يكون به خير في بيته الثاني.
- لا تكثري من الشكوى حتى لا يصاب زوجك بالملل من لقائك، فيميل ميلًا تامًا للبيت الأول.
- كما أنك تعانين من الحزن والأسى، فزوجته الأولى تعاني أضعاف ما تعانيه.
- حتى تعيشي سعيدة لا تقارني نفسك بزوجته الأولى، وأعلمي أن الحياة في يوم ما ستنتهي ولتكن خاتمة الإنسان خيرًا، قال تعالى: ”وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ“
جعل الله السعادة حليفتك