أولاً: يعجز اللسان والقلب عن الشكر لمجهودك الجبّار، وصدرك الواسع والحنون، ووقتك الثمين للرد على استفسارات الناس ومساعدتهم على حل وتخطي مشاكلهم، فشكراً مني سرمداً لا ينقطع ابداً.
أنا شاب في العقد الثالث من العمر، متزوج ولدي طفلان، مشكلتي بدأت من فترة الخطوبة.
قبل عقد الزواج سنحت لي الفرصة بالتحدث مع زوجتي «حفظها الله ورعاها» عن طريق الهاتف، وكنت لا أشعر بالراحة النفسية معها أثناء الحديث، لكنها من الناحية العقلية والجوهرية ذات جوهر ثمين ومتين، هذا ما دفعني تجربة الحياة الزوجية معها، فهي ذات مستوى مادي وتعليمي، وثقافي ومهني عالي جداً.
أهلي كانوا يرددون عليّ بأنك لن تستطيع أن تحظى بفتاة تتمتع بهذه المواصفات المعنوية كالعلم والأدب، والأخلاق الطيبة.
الأمر الآخر: كان لديّ صديق مقرب مني، يعمل في نفس المجال الذين تعملين به، أشار علي بأن أتمسك بها وقال لي: امرأة متعلمة، وطيبة القلب، ومخلصة، من الصعب الحصول على تلك المواصفات في الزوجة.
توكلت على الله وأقدمت على خطبتها بشكل رسمي، بعد العقد بدأت أنفر من شكلها حيث لم يعجبني لا شكلها ولا جسمها!!
فأصابتني الحيرة هل أُنهي الارتباط الزوجي، أو أكمل حياتي معها، كانت أمي تعمل مشاكل كثيرة لإتمام الزواج والخروج من المنزل، مما دفعني أن أهرب من الواقع المر الذي كان يحيطني بالبيت، وأتزوج وأهرب لحياة مستقلة، ومن ثم أعيد صياغة الحياة من جديد.
بعد الزواج، لم أكن مرتاحاً نفسياً من الناحية العاطفية كالشعور بالانجذاب، أو الحب الحسي، لكن من جانب أخر كنت مرتاحاً من عدة أمور كثيرة: كتربية الأولاد، والاهتمام بالبيت، وبي أنا شخصياً لدرجة عالية، لكن مازالت مشكلتي قائمة لحد الأن، أنا دائماً متلهف بأن أقترن بزوجة اكون مقتنع بها من الناحية الشكلية الجمالية، وأن تملأ هواي، ومشكلتي أيضاً أنني شغوف بالجنس ولدي القدرة على المعاشرة أكثر من خمس مرات في اليوم، ولكن مع زوجتي لا أشعر بالرغبة بشكل كبير، لسببين: لعدم شغوفها بالجنس، ولمستواها الجمالي من ناحية أخرى.
هل هي نعمة ثمينة لا تقدر بثمن؟ أم هو لعنة الخطأ الذي أقدمت عليه؟ وهل عندما أقترن بزوجة أخرى تتوفر فيها الصفات الجمالية تتوفر فيها أيضا الصفات الايجابية الموجودة عند زوجتي؟ أم الحياة الزوجية معها تكون أدهى وأمر؟!.
شكرا لك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أُحيي فيك الطريقة الإيجابية في عرض مشكلتك، فأنت تختلف عن بعض الرجال الذين يطرحون الجوانب السلبية في زوجاتهم فقط! ويتناسون الصفات الحسنة فيهن.
- لقد ذكرت أن زوجتك ذات خلق ودين، ومهتمة بالأولاد وبالمنزل، وبك بدرجة خاصة وعالية جدًا.
- أما الصفات التي لا تعجبك فيها هي الناحية الشكلية الجمالية فقط، وهذه صفة واحدة، مقابل مجموعة من الصفات الإيجابية التي تتمتع بها زوجتك.
- لو سألنا زوجتك ماهي الصفات التي لا تعجبها فيك؟ فقد يكون الجواب صفات كثيرة، لكنها تتغاضى عنها، وتنظر إلى الجوانب الإيجابية، لتهنأ بالحياة السعيدة معك، حيث لا توجد على وجه هذه الأرض زوجة مثالية وكاملة الأوصاف، كما لا يوجد زوج مثالي ومتكامل من جميع الجوانب.
- الجمال الشكلي يُبهرك من أول نظرة، لكنه يفقد تأثيره مع التعود والمعاشرة، ثم الزمن يغيره بالذات مع المرأة التي تتعرض للحمل والولادة، والرضاعة فيغير من شكلها، كما يتغير شكلك وجمالك مع تقدّم عمرك، فيبقى الجمال الحقيقي هو جمال الشخصية وحلاوة السجايا.
- جمال المرأة لا يتوقف على جسدها فحسب، فإذا كانت زوجتك متزنة، ووقورة، وحريصة على إسعادك هي الجميلة حقا وهذا ما تتمتع به زوجتك.
- كثير من الرجال أرتبط بذات الجمال، لكنها فاقدة للأخلاق، فيلعنون ذلك الارتباط الذي لا يشعرون فيه بالراحة والطمأنينة في حياتهم الزوجية.
- أنت وضعت في عقلك الباطن أن زوجتك ليست جميلة الشكل، ولا يمكنك الراحة النفسية إلا مع امرأة أخرى جميلة، لذلك تتوقع أن الحياة تكون سعيدة مع جميلة المنظر فقط.
- مع التقدم الطبي يستطيع الانسان أن يغير من المواصفات الشكلية، فإذا كان زوجتك بدينة تستطيع ان تنحف، وإن كانت نحيفة تستطيع أن تسمن.
- أما العلاقة الجنسية الخاصة بينكما، فراجع فيها نفسك وطريقة تعاملك مع هذا الجانب، وسترى زوجتك تبادلك المشاعر والأحاسيس التي ترغب فيها.
- لا تجعل تلك المشكلة تحطم حياتك الزوجية، وتبعدك عن تربية أولادك.
- إذا كانت عندك نية الاقتران بزوجة أخرى، فصارح زوجتك بدون المساس بشكلها وجمالها، ولابد أن يتوفر في اختيارك للزوجة الثانية الدين، والأخلاق قبل الجمال ”فاظفر بذات الدين تربت يداك“.
جعل الله حياتكما مليئة بالراحة والطمأنينة