أستاذتي القديرة مريم
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاماً أدرس في المجال الصحي، وكأي فتاة تبني أحلام المستقبل بشابٍ يكون لها نعم الزوج والأخ والصديق، تسكن إليه ويسكن لها، تتخيل أبناءها ماذا ستسميهم وكيف ستربيهم..
إلا أنه عندما يصبح الموضوع جديّاً ويتقدم لخطبتي شخصٌ ما، أنفر من موضوع الزواج، أكتئب وأدخل في مرحلة بكاء متواصل لا أرتاح إلا حينما ينتهي الموضوع برفض من أحد الطرفين..
أكره أسلوب الخطبة في مجتمعنا.. أن يتم اختياري من قبل أمه وأخواته نظراً لأن شكلي مقبول أو لأن سمعتي محترمة أو لأن المجال الذي أدرس فيه يتطلب ذكاء.. ماذا عن ذاتي وأفكاري؟ في النهاية أنا إنسانة أحمل آراء وأفكار يهمني أن أجد من يوافقني عليها..
مجرد التفكير في أنني أخطو خطوة مترددة فيها يشعرني بالرعب وربما أندم لاحقاً كما أنني لا أرغب أن أؤذي مشاعر أحد. لا أريد أن نكون زوجان جديدان يضافان لأعداد المتزوجين فقط لأني أؤمن أن الزواج توافق فكري وروحي وثقافي أولاً وأخيراً
أمي تخبرني بأني متطلبة وأعقد الأمور كثيراً لكن كل ما أطلبه هو إنسان يوافقني فكرياً لا أبحث عن اسم أو منصب
لا أريد الزواج من شخص يجهلني وأجهل أفكاره لكن كيف لي أن أعرفها؟
بصراحة شديدة أتمنى أن يتقدم لي شخص اختارني بنفسه عن معرفة لي، لا أعني بذلك انه جمعتني به علاقة أو دار بيني وبينه كلام سفيه خارج حدود الأدب والاحترام والحياء في النهاية أنا فتاة لها كرامتها وخُلقها الذي يمنعها من ذلك
أفكر بتأجيل فكرة الزواج إلى أن تستقر أهدافي وتهدأ
احتجت لمساحة أعبر فيها حيث أن آخر نقطة ذكرتها من اختيار الشاب بنفسه لم تعجب أمي إطلاقاً واعتبرتها كلام تافه لا معنى له.
شكراً لحسن إصغائك لمشكلتي وآمل أن أجد الرد الذي يريحني.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
• اهنئك بهذه العقلية الرائعة التي قلّ ما تتواجد عند بعض الفتيات اللاتي في عمرك، فاهتمام بعضهن هو الزواج فقط!! بدون التفكير في المواصفات المناسبة لزوج المستقبل.
• لكن اخالفك الرأي في شيء ما:
• مجتمعنا يختلف عن بقية المجتمعات، لا زالت طريقة الخطبة التقليدية التي تقوم بها الأم أو الأخت هي المتعارف عليها والمعمول بها. ومن ثم يتم نقل المعلومات والمواصفات للولد، فإذا كانت هذه الطريقة لا تعجبك أو غير راضية عنها، فيعني ذلك أنك تشجعين ان يتعرف الشاب على الفتاة عبر المكالمات والوسائل الحديثة، ومن ثم يتم عقد الزواج، هذه الطريقة قد تشوبها بعض المحظورات الشرعية وقد تجر الفتاة إلى الدمار.
• اعلمي أن الرجل في مجتمعنا لا يحب الارتباط بالفتاة التي تعرف عليها قبل الارتباط الشرعي، حتى وإن كان هدفه الزواج في البداية.
• هناك الكثير من المشاكل التي وقعت ووصلتنا من الفتيات، والسبب هو تعرف الشاب على الفتاة قبل الارتباط الشرعي.
• فترة العقد ”قبل الزواج“ وإن كانت تغمرها المجاملات والعواطف، إلا أنها فترة مناسبة كي تتعرفي على توافق الشاب معك.
• المعرفة الحقيقية للزوجين تكون مع العشرة، لأن فترة العقد وما قبل العقد ما هي إلا مشاعر عاطفية أكثر من عقلانيتها من قبل الفتاة أو من قبل الشاب.
• أنت فتاة عاقلة وأفكارك عقلانية لكن لا يمنع ذلك من الالتزام ببعض عادات المجتمع المتعارف عليها.
وفقك الله لكل خير