آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 5:11 م
أمي وحيدة
أ. - Qatif - 18/11/2013م
أستاذتي العزيزة مريم،

عائلتنا متشتتة جداً، ليس هناك علاقات انسانية مع بعض. فلا أحد يسأل عن الآخر. منذ السنة الماضية في شهر سبتمبر، أختي الكبرى واخي الأصغر ذهبوا للدراسة في الخارج، وبعدها بفترة انا ذهبت لمدينة الرياض. والآن سأكمل الشهر السابع والبيت خالي تماماً، مظلم وموحش، الأنوار في العادة مطفئة، والأبواب مغلقة.

عندما قدمت في الليلة العاشرة من المحرم لوفاة الإمام الحسين ، رأيت أمي وهي منهمكة ومتعبة نفسياً وملامح وجهها يدل على أنها مرهقة من الوحدة. الحمد لله الوالد على قيد الحياة ولكن لا يجلس معها فهو في مجلسه دائماً ولا يتكلم معها إلا نادراً.

طرحت الموضوع على أحد أقاربي، وأني أفكر في الرجوع إلى وظيفتي السابقة قبل هذه الحالية فقط لأكون قريباً منها وقال «حاول تنقل بأسرع وقت لان يبين عليها تعبانة أصلاً واذا ما رضوا عملك ارجع لوظيفتك القديمة» ولكني لا أريد أن أخسر وظيفتي الحكومية وليس هناك أي مجال في النقل حالياً. ليس مشكلتي الغربة فأنا جداً ما بين زملاء محترمين وأصدقاء رائعين ولكن قلبي متقطع لأمي.
الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قال الله تعالى: ﴿واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً

لقد جعل الله تعالى الشرك بالله وعقوق الوالدين من أكبر الكبائر وأن كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يجعله لصاحبه في الحياة الدنيا قبل الممات.

• جزاك الله خيرا احساس رائع بوالدتك، قل من يشعر به هذه الأيام.

• المعاناة التي تعانيها والدتك ليست وليدة سنوات بُعدكم عنها، بل كانت موجودة بوجودكم فظهرت جلية بعد ابتعادكم عنها. فهي تتسلى بكم فتنسى وحدتها.

• تحتاج الوالدة لتغيير جو المنزل لها بالخروج معها، او عمل زيارات للأقارب وإن كانت صفتهم القطيعة.

• بعض الازواج تقوى علاقته بزوجته عندما يكبر الأولاد، فتكون هذه الفترة فترة راحة لهم، وهناك من عاش بعيدا بعاطفته عن زوجته فلم تغيره السنون من شبابه إلى هرمه، وهذا ما أراه في والدكم من خلال طرحكم للمشكلة.

• انت الشخص المناسب من الاولاد التي قد تساعدك ظروف عملك أن تملأ فراغ والدتك، إذا كان ذلك مناسبا.

• لابد من تواصل اخوتك الذين يدرسون في الخارج مع امهم دائما ولا يقطعونها، فحياة الأم بأولادها.

جاء في الحديث: «من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه»

وفقك الله لكل خير

الأخصائية الاجتماعية مريم العيد