أمي.. اغمريني بعطفك
ا. - 03/11/2013م
انا شاب عمري 26 سنة الثامن من اصل عشرة من اخوتي واخواتي.
مشكلتي اعاني من قلة الاهتمام من قبل اهلي يمر اسبوع او اكثر ولا احد يسال عني فقط اني على قيد الحياة وارجع البيت قبل منتصف الليل وبالأخص امي بدأت الحالة من حوالي 10 سنوات، تغربت بعد الثانوية مدة ثلاث سنوات احسست بالراحة لاني غادرت المنزل الذي اصبح يشكل التواجد فيه تعب نفسي، وحزنت في نفس الوقت حيث انه اهلي لا يتصلون ليطمئنون علي، لم انجح في الجامعة لاسباب عدة خارجة عن الموضوع.
بعدها درست دبلوم سنتين والتحقت بالعمل في شركة خاصة، ومنها تعرفت على فتاة تكبرني ثمان سنوات وأصبحنا اكثر من اصدقاء اصبحت اكمل منها النقص الذي عندي من قلة الاهتمام اصبحت تهتم بي واهتم بها لكن لم نتقابل ابدا خارج العمل فقط مكالمات.
هي احبتني وأصبحت تلمح لي بعواطفها وإنها تريد الزواج مني فاعتنيت جزئيا بالموضوع، فهي جميلة وذات خلق ومتدينة، وكلما افكر بالزواج منها منطقي لايسمح لي، بسبب فارق السن، واتردد ولكن استمر في الحديث معها، لأملأ الفراغ العاطفي والأسري الذي اعاني منه، حتى حدثتُ أبي فرفض قائلا: لن اقف في طريقك ولكنى غير راض، ورجعت الى منطقي المعارض لهذه العلاقة فأنهيت هذه العلاقة بصعوبة شديدة، حتى اصبحت مدخناً، خاصة وإنها معي في عملي وانتهت العلاقة باستقالة البنت لأسباب تتعلق بالعمل.
ولكن لازلت اعاني من مشاكلي مع امي، حيث انها تضيع ملابسي عند غسلها، أو تتلف بعضها عن طريق الخطأ، كثيرا وبسبب الجهل في استخدام الادوات الحديثة فأصبحت اغسل ملابسي بنفسي، وجميع وجباتي في الخارج حيث اني لا اميل لطهيها، ومثلها امور اخرى كثيرة، وأنا لا استطيع ان الومها كثيرا فهي امي فالتزم الصمت وانسحب بهدوء فلا اريد ازعاجها، وأصبحت الان اذهب للمنزل للنوم فقط بما انه لا يوجد من يهتم بي فانا بالمقابل لن اهتم لاحد، وفوق كل هذا اعاني كثيرا في عملي بسبب سو وضعي.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما تعاني منه هو مشكلة قائمة يعاني منها الكثير من الاولاد والفتيات في المجتمع، والسبب أن بعض الآباء والأمهات يتوقعون ان تقديم الاكل والشرب، وتنظيف الملابس وتوفير المصروف المادي، هو ما يحتاجه الأبن فقط!، ويجهلون جانب مهم يحتاجه الابن سواء كان صغيرا أو كبيرا، هو الجانب العاطفي، وإغداق الابن بما يحتاجه من حنان.
قال رسول الله ﷺ:
«قبلوا أولادكم فإن لكم بكل قبلة درجة في الجنة ما بين كل درجتين خمسمائة عام»
ملاحظات:
- قد يكون سبب اهمال والدتك لهذا الجانب هو انشغالها بعشرة من الأولاد ولا تستطيع توزيع حبها وحنانها بشكل ظاهري لكم، بالرغم أن الام لا تكره الأبن، وان أهملته عاطفيا.
- قد تكون والدتك مُهمَلة عاطفيا سواء من قبل والديها، او من قبل زوجها «والدك» فلا تعرف كيف تظهر عاطفتها لكم، أو تخجل من إظهارها لك ولإخوانك، لأنها لم تتعود على الحصول على هذه العاطفة، ولم تسمعها في حياتها وهذا منتشر عند الكثير من الأمهات في مجتمعنا.
- انت بحاجة إلى الاقتراب من والدتك، وتقديم بعض الخدمات المحببة لها لتشعر بعطفك وحنانك لها، ومن ثم تثير عاطفتها تجاهك.
- علاقتك بالفتاة التي تكبرك في السن ليست إلا نتاج لفراغك العاطفي، فكنت تعتقد أنها ستغمرك به، لكن لو ارتبطت معها بعلاقة زواج لم تنجح تلك العلاقة، والسبب لأنها ستنتهي بمجرد عجزها عن اغداقك بما تحتاجه من حب، وستجد أن اختيارك غير صائب.
- اشعر أنك متحامل على أمك كثيرا، وتُحملها مسئولية بعض الاخطاء الغير متعمدة كجهلها باستخدام الادوات الحديثة!!.
- تقرب إلى أمك ولا تعزف عنها، فلن ترى في هذا العالم من هو أحن واعطف منها عليك، ون لم تظهر مشاعرها لك، اقبلها كما هي، ولا تنظر لأمهات الآخرين بأنهن أفضل من أمك، فهناك من يغبطك لوجودها في الحياة، وهم منذ وجودهم على هذه الدنيا لم يجدوا أماً!!.
- جرب اظهار حبك وحنانك عليها فستجدها قريبة منك.
- عجبتني عبارتك هذه «فهي امي فالتزم الصمت وانسحب بهدوء فلا اريد ازعاجها» هذا دليل على تقديرك لها.
- اجعل هذه التجربة درسا لك في حياتك بأن تغمر زوجتك، وأولادك مستقبلا بما افتقدته في طفولتك وفي شبابك.
- اهتم بعملك وانجح فيه حتى لا تخسر مستقبلك، اقرأ عن المتميزين والناجحين الذين عاشوا ايتاما، وخير قدوة لنا رسول الله ﷺ.
وفقك الله لكل خير
الأخصائية الاجتماعية مريم العيد