أدونيس بالقطيف
كانت لحظات استثنائية أن تلتقي في غضون 48 ساعة المفكر والأديب الإستثنائي أدونيس عبر محطة إثراء من بعد وعبر دعوة من قرب لجلسة أدبية خاصة لتعبر لبوابة الزمن من نقطته الحداثية الأولى لمجلة شعر وروادها الذين شغلوا الناس بالشعر والأدب وأشعلوا فتيلة القصيدة المعاصرة في رؤيتها المتسعة بالشعر والذي عرفنا به أدونيس من عمق وثراء معرفي حول الشعر بمؤتلفه ومختلفه.
كان لقاء عالي الثقافة حميمي النكهة مُركز في توجيهه الأدبي والشعري وجهه الأديب الأستاذ محمد رضا نصر الله بكل عناية فائقة وفخامة كما هي عادته ليأخذ بعدا تاريخيا كما فعل أسلافه في زيارة الدكتور الخولي والدكتورة بنت الشاطي قبل خمسين سنة من الآن.
ولعل كلمة الشاعر أدونيس عن مستقبل الشعر في الصوت الإنثوي وإنه صوت متفجر بالابداع بعد كل هذا الكبت الطويل ليستحق الإشادة.. ودعوته للشعراء الشباب أن لا يكونا مثلنا وليستقلوا بذواتهم كانت الدعوة نحو عبور بوابة وجهة الشعر لرؤيته الأعمق التي في الذوات كانت بمثابة انقلاب على الذكورية الشعرية التي تسيدت المشهد لسنوات طويلة.!.
وأيضا دعوته للقراءة بكونه عمل خطر وأن لا نقرأ لذواتنا لكي لا نكررها كقصيدة واحدة يكتبها الجميع كان حجر الألماس الذي وضعه من خلال هذا الأصبوحة القطيفية الرائعة.
كما أشير هنا لمداخلة الناقد الكبير شوقي بزيع بأن هناك توم الشعر والمتجسد باللغة وجيري النقد الذي يدخل في الأماكن الضيقة للنص الشعري عليه أن نتنبه أن أنثوية الشعر هي أبدية للذكور والإناث كما قال غوتي.
وألقت الدكتورة بروين حبيب من ضيوف اللقاء قصيدة فارعة بعنوان سرير يتيم فائضة بالإحساس في لغتها الجميلة والهادئة في تصوير الوحشة والغياب .
وكان لمداخلة الدكتور نجم عبد الكريم فصل الخطاب في حصاد السنين الذي زرعها أدونيس منذ أعوام كثيرة هاهو اليوم يتمثل في هذه الوجوه الشابة المبدعة التي ألقت النصوص الجميلة والرائعة.
وهذا بحد ذاته ترك انطباعا عاليا من الرضا لما وصل له الشعر في السعودية ومحافظة القطيف والأحساء بالخصوص من علو كعب وحضور فارع بالوطن العربي الذي أعطى ثماره اليانعة رغم الطعونات الجائرة عليه.
نعم كان احتفاء بالقطيف الشاعرة وبأدونيس والأدباء العرب الضيوف بمعنى الكلمة الشاعرة الواعية فشكرا للأديب محمد رضا نصر الله الذي نقش التاريخ عند أول لقاء وهاهو يقطف ثمار جهود قرن من العطاء الكبير والمستمر.
أما عن الشعر الذي ألقي بالمحفل كان شعرا جميلا عبر عن كيان مجتمع شعري عريض الرؤية وعالمي المثول والتمثل في ابداعه ومتجدد في أجياله الشابة في شرق المملكة المتمثلة بالقطيف والأحساء المبدعتين.