آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

حالة القراءة في العالم العربي

نجفيه حماده *

يتشعب الموضوع كثيرًا حول ما وصل به حال القراءة في العالم العربي، فالقارئ العربي لا يستهان به إذا وجد مادة نهمة تغذّيه، كما أنّ هناك حقائق واقعية ممكن أن تغيّر في إحصاء عدد القراء في عالمنا العربي وليس غريبًا عليه، حضرت حوارًا ثقافيًا في مركز إثراء ضمن برنامج حفل أقرأ بوجود ومشاركة نخبة من الأدباء للحديث حول هذا الموضوع، وأحببت أن أسلّط الضوء على حالة القراءة بين الأمس واليوم في العالم العربي وسهولة وصول المادة الأدبية بما يضمن حق القارئ والمؤلف معًا.

تم مناقشة القراءة الإلكترونية وفاعليتها في الوصول للمتلقي والتنافس الواضح بين الوسيط الورقي والإلكتروني ودورهم الفعّال في نشر المادة الأدبية كما أشار الدكتور واسيني الأعرج خلال الحوار إلى وجوب الوعي في تطوير البنية الثقافية ومسؤولية الكاتب في طرح المادة الأدبية، وفرّق بين الناشر والطابع، فالناشر ذلك الذي يجعل من المادة المطروحة كنزًا ينير العقول، بينما الطابع هو ذاك الذي يجعل من المادة الأدبية موردًا ماديًا ومكسبًا تجاريًا همّه كيف يحصد من ورائها لا بالقيمة الفكرية والمخزون الثقافي في محتواها، لذلك الوعي المجتمعي في قيمة المحتوى الأدبي الذي يكمن في داخل السطور.

فيما أشارت الدكتورة إنعام كجه جي إلى أنّ المشكلة تكمن أولاً في المناهج الدراسية، والتي تنعكس سلبًا على حب الطفل للقراءة وأهمية تركيز الكاتب على جذب القارئ من خلال طرح مادة أدبية مميزة، فيما أشارت الأستاذة هنادا طه إلى أنّ حل مشكلة تدني مستوى القراءة تكمن من المدرسة وحث الأهالي على توفير البيئة المناسبة للقراءة من سنوات الطفولة الأولى.

أرى أنّ صناعة القراءة وصناعة الكتاب من مسؤولية الكاتب وقيمة الكتاب إذا ما جعلت قراءته فرضًا لكل قارئ فهو كتاب حُكم عليه بالفشل، وإذا ما أصابك البرود عزيزي القارئ عند قراءة أي كتاب فاعلم بأنك تضيّع وقتك في قراءته، دعه وخذ كتابًا آخر يلهمك.

القراءة غذاءٌ للعقول وبناءٌ للأمم ووطننا العربي راقٍ وواعٍ، فنحن أمة تقرأ. اقرأ لنفسك ولبناء وطنك ومحيطك، ولنجعل عالمنا ينظر لإنجازاتنا، فمن المستحيل أن نرتقي بدون قراءة فهي بوابة العظماء والعلماء، اجعل القراءة حاجتك اليومية وضرورة يكتمل بها يومك، غذِّ عقلك لترقى روحك، لا تتكاسل ولا تركن نفسك وراء جهازك، وتبقى بلا هدف فيتمكن منك كل جاهل ومدّعي العلم، أغلبه بعلمك واجعله سلاحك.

دمت بخير عزيزي القارئ، ولا تنس اقرأ.. اقرأ.