قال بنتي تحجبت ولكن زوجتي غير محجبة
قال: أحببت امرأة كندية فدخلت في الإسلام وتزوجتها فرزقت منها بابنتين، فتحجبت البنت الصغرى عندما بلغ عمرها 15 عاما بينما زوجتي وابنتي الكبرى لم يتحجبان، وأنا أعاملهما معاملة طيبة وأنصحهما بالحجاب بين فترة وأخرى باللين والحوار.. فماذا أفعل؟ علما بأن زوجتي أخلاقها راقية ومتميزة في تربية بناتي وقائمة بواجباتها الأسرية.
قلت له: إنك تعامل بناتك وزوجتك بطريقة صحيحة فاستمر في نفس المعاملة وركز علي تقديم الحب لهما، فربما الواقع الذي تعيشه لا يساعدك في سرعة التزامهما بالإسلام، فلا تضغط علي ابنتك بالحجاب بل رغبها فيه، وإذا صارت بعمر الزواج احرص أن تختار لها زوجا صالحا يعينها علي التمسك بدينها ويشجعها علي الحجاب، وأعتقد حينها زوجتك ستتأثر بحجاب بناتها وتفكر بالحجاب، قال وهو يبتسم: أنا عندي أمل وسأستمر بأسلوبي معهم لترغيبهم بالحجاب، قلت له: بإذن الله كما نجحت مع ابنتك فإنك ستنجح مع كل عائلتك.
وعند زيارتي للدكتور جمال بدوي المحاضر والمتخصص في الحوار مع الغربيين حول قضايا الإسلام طرحت عليه سؤالا حول كيف تتحدث مع الغربيين في قضية الحجاب، فقال: نحن عادة أثناء حوارنا معهم نطرح عليهم المعلومة بطريقة غير مباشرة حتي لا ينفرون منا، ونقدم المعلومة الإسلامية كرأي من الآراء ونناقشهم فيها، وفي إحدى الحوارات حول الحجاب قلت لهم: إن الفنانين والرسامين عندما أرادوا أن يرسموا مريم ، على جدران كنائسكم فإنهم يرسمونها بحجاب وفستان طويل ساتر للجسد كله، ولم نجد رساما واحدا في كنيسة واحدة رسم السيدة مريم بفستان قصير أو ببنطلون أو من غير حجاب يغطي شعرها، وهذا يدل أن حتى الفنانين الغربيين الغير مسلمين، إذا أرادوا أن يصوروا المرأة الطاهرة العفيفة بفنهم ورسوماتهم فإنهم يصورونها بالمرأة المحجبة، قلت: وهذه لفتة ذكية وجميلة، قال: وقد تأثر الكثير ممن يحاورني بمثل هذا الطرح.
وأقول لهم كذلك أثناء حواري معهم، أن الحجاب يحافظ على صحة كل النساء فيستغربون من طرحي، ثم أشرح لهم ما أقوله بأن كل امرأة في العالم تحرص علي استمرار جمالها وحيويتها في جسدها وشعرها، ويهمها مهما كبرت بالعمر أن تكون صغيرة، ولهذا مسألة العمر بالنسبة للمرأة قضية أساسية، فالحجاب يحافظ علي جمال المرأة وعلي حيويتها لأن المرأة إذا كبرت بالسن ورأت من أصغر منها فإنها تتمنى أن تكون مثلها، أو أن ترجع لأيامها الماضية وتتحسر علي جمالها الأنثوي، ولكن الحجاب يساوي بين كل النساء، فيحفظ علي المرأة صحتها ونفسيتها وكرامتها ويجعل كل النساء في المجتمع متساويات في الشكل العالم، وهذه فائدة كبيرة تستفيد منها المرأة، قلت له: وهذه لفتة ذكية أخرى ومهمة كذلك، قال: نعم ويتأثرون كثيرا بمثل هذا المنطق، وانتهى اللقاء في أحسن ضيافة فكرية وغذائية في منزله حفظه الله.
إن الحديث حول الحجاب يختلف من مجتمع لآخر ومن ثقافة لأخرى، ولهذا أكبر تحدي يواجه المسلمون اليوم هو كيف يوصلون الإسلام وشرائعه لغير المسلمين بطريقة حضارية تتناسب مع تفكيرهم وثقافتهم، وخاصة في هذا الجو الإعلامي المشحون والذي يسعى لتشويه صورة المسلم ليل نهار، فقد كنت في رحلة سياحية في مدينة «كيبيك»، وكانت تقودنا مرشدة سياحية تشرح لنا معالم المدينة القديمة، فلما انتهينا تحدثت معها حول الإسلام فردت علي بعنف أنا أعرف الإسلام، فقلت لها: هل تعرفت علي الإسلام من خلال القراءة أم الإعلام؟ فسكتت فترة وتركتها صامتة حتي تفكر بسؤالي، ثم ردت علي قائلة: سؤالك ذكي، ولم أفكر فيه من قبل، ولكني تعرفت علي الإسلام من خلال الإعلام، فقلت لها: إن الإسلام الذي تعرفينه من خلال نشرات الأخبار ليس هو الإسلام الصحيح فاحرصي علي البحث عن الإسلام الصحيح من خلال القراءة وانتهي اللقاء.