آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

العمل أولاً - مفتاحٌ سحريٌ لتمنيات الشباب العربي

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة مال الاقتصادية

إجمالاً، توظيف الموارد البشري العربي يعاني من نقاط ضعف قاتلة!، ولا أبالغ، فالقضية ليست ارتفاعاً في معدل البطالة فقط، بل كذلك المعاناة من العمالة الناقصة «underemployment»، فيما يستقطب الاقتصاد غير المنظم حوالي 68,6 بالمائة من اليد العاملة مما يعني ضعف الأمان الوظيفي والرعاية الاجتماعية.

وتجنباً لتوسيع الطرح، تقارب البطالة في المنطقة العربية كمعدل نحو 12 بالمائة. والبطالة المرتفعة ليست حكراً فقط على المنطقة العربية، بل حتى دول متقدمة تعاني من ارتفاع معدل البطالة كفرنسا مثلاً التي بقيت تعاني من بطالةٍ عالية مزمنة، وقد أخذت في الانخفاض التدريجي إبان حقبة الرئيس ماكرون، وهي حالياً في حدود 7,5 بالمائة، ومع ذلك يعتبر المعدل مرتفعاً مقارنة بمجموعة التعاون الاقتصادي والتنمية، حيث خبط إلى 4,8 بالمائة في مارس 2023. ما الذي بوسع الدول العربية عمله لخفض معدل البطالة الإجمالي لديها؟

الإجابة ليست معقدة، لكن تنفيذها يتطلب صلابة لا تكل. ولماذا حفض البطالة مهم، لأن العمل يعني مساهمة ذات قيمة اقتصادية للموارد البشرية، ودخل للشاب أو الفتاة ممن يبحثون عن عمل، وهذا شرط لتحقيق الاكتفاء المالي، كما أن العمل هو الوسيلة لتوليد قيمة مضافة للاقتصاد وبذلك ينمو ويكبر ويعم الازدهار. ولن أبالغ إن قلت أن البطالة هي العدو الأول للاقتصاد العربي، إن تمكنا أن نهزمه فسنجد أن كثيراً من تحديات منطقتنا العربية بدأت تتبخر.

من المؤكد أن هناك من يرى الحل يكمن بإتباع مداخل أخرى، قد تكون ثقافية أو تعليمية أو سواهما، لكن يبقى العمل هو ما ينبغي أن تتوجه له طاقات الجيل العربي الشاب، وأن يُعدّ تعليماً وثقافةً من أجل أن يدخل سوق العمل فينتج ويبدع ويحقق ذاته ويخدم مجتمعهِ ليس بالتنظير من على كراسي المقاهي ونفث دخان الأراجيل! فلا يمكن أن نتجاوز بأن أعلى نسبة مدخنين هي في عالمنا العربي، قد يكون هو الفراغ أو الإحباط أو أي سببٍ آخر، فضلاً عن انتشار المخدرات الأشد أذى للشخص ولأسرته ولمجتمعه وبالتأكيد للاقتصاد.

وهكذا، فإن نجاح الشخص في أن يعمل عملاً منتجاً هو المسار الذي من خلاله تتحقق أهدافاً بالجملة للفرد وللمجتمع من حوله وللاقتصاد. لعل لدى منظمة العمل العربية إجابةً لكيفية تحقيق ذلك.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى