السيهاتيون يعانقون الذهب
كثير من الأحداث مايكون بها المرء عاجزا عن التعبير عما يكنه بداخله من أحاسيس ومشاعر تجاه العديد من المواقف أنا أعتقد بل أجزم حقيقة أن هذا الإنجاز هو أحد المواقف الذي لايستطيع اللسان أن يصفه أولا لما له من أهمية كبيرة على المستوى الرياضي، وثانيا: لما له أيضا من فرحة عميقة وغالية علينا جميعا نحن السيهاتيون وعلى جميع من يكن لنا الحب والتقدير.
إخوتي وأخواتي لست محللا رياضيا ولا ناقدا فنيا ولا خبيرا كرويا، فلكل مجال رجاله ومنتسبوه لاشك ولكن ما إن انطلقت صافرة الحكم معلنة انتهاء مبارة الخليج ومضر بتقدم أبطال النسر ونجوم الدانة وبفارق كبير ناهز اثني عشر هدفا بعدها لم أستطع أن أكتم ما جال بخاطري وعظيم فرحتي ومسايرة لفيض مشاعري بعدها استجبت لقلمي الذي أبى إلا أن يشمر عما لديه وأجبرني لكتابة هذه المخطوطة والتي لو قدر لي لاستبدلت ذلك الحبر بماء الذهب لما تحقق لفريق بلدي.
نعم فما عساني أن أقول هي ساعة ونيف تابعها أهل سيهات وكل الأحبة والأخلاء من حولنا وكل من يعشق فريقنا بزيه الأصفر والأخضر مع ليلة مضيئة كانت اشبه بليلة طرب أصيل أبطالها الحقيقيون تلك الرابطة وهم يرقصون ويتمايلون فرحا معلنين حبهم وعشقهم بأهازيج ملونة منتقاه من صدفات جاءت بها أمواج بحر قد تلاطمت على ساحل يكنى ببحر أفان، وبشعار ملؤه تميز وإبداع، سجل له التاريخ انتصارات وانجازات صارت مفخرة لكل أهل سيهات قل نظيرها بين الأقوياء والكبار.
نعم كانت تلك الليلة وما شاهدناه من سيمفونية موسيقية ساحرة ورائعة من روائع فريقنا قد أعادت لنا الزمن الجميل وبالأخص من عايش حقبة الثمانينات والتي عرفت بحقبة الذهب لجيل الذهب وإن ذكرنا تلك العبارة فيجب أن نقف إجلالا واحتراما وتقديرا لرجال تألقوا ونقشوا بلغة المعاجز أروع الهمم وسطروا للذكريات أفضل القصص حتى أصبحت تلك المآثر بمثابة رواية عز نتناقلها لأبنائنا جيل بعد جيل ليدركوا أن ماتحقق مؤخرا لذلك الفريق العتيد ليس جديدا وأن سيهات ليست حديثة عهد باعتلاء منصات تتويج الأبطال إنما هو تخصص تكونت من خلاله صداقة عميقة ووثيقة بين نجومه الكبار كالكابتن المتميز وقائد الانتصارات منصور الدبيس والأسطورتين السيد أحمد حبيب وعباس السبع وبقية المتألقين مصطفى عيد ومحمد عباس وعبدالله هزاع والقائمة تطول هذا من جهة أما الأخرى هي الذهب والانجازات المتتالية والمتعاظمة والموروثة جيلا بعد جيل حتى استحق ذلك الفريق من مشجعيه ومحبيه ومتابعيه، ونال كل تلك القاعدة الجماهيرية الكبيرة، والتي امتدت لجميع مناطق مملكتنا الحبيبة وبات اسم الخليج مدرسة كرة اليد السعودية بكل جدارة واستحقاق وهذا لم يتحقق في واقع الحال إلا من خلال النتائج الكبيرة التي حققها ذلك الفريق محليا وخليحيا وعربيا على مدى العقود الأربعة المنصرمة.
أيها السيهاتيون المكرمون نساء ورجال فتية وفتيات أولا وليس آخرا أبارك لكم جميعا هذا الحصاد الكبير والذي ماكان ليتحقق إلا بدعمكم الملموس وبمؤازرة جلية وواضحة من رابطتنا المتميزة والمخلصة والمثابرة والتي نجدها مع فريقنا أينما حل ووجد مهما اختلفت الظروف أو تعدد الصعاب فهذا ديدنهم منذ القدم حتى أصبحت رابطة نادي الخليج يشار لها بالبنان على مستوى الساحة الرياضية ليس فقط بالمنطقة الشرقية إنما على مستوى الوطن كافة والشكر موصول لرئيس النادي الأخ الموقر المهندس علاء الهمل والذي يعمل بجد واجتهاد حتى وصل بالفريق لشاطئ الأمن والأمان بمعية الإخوة أعضاء مجلس الإدارة وكذلك الجهاز الفني والإداري ولا ننسى نجومنا اللاعبين الأبطال ولكل من يعمل تحت مظلة نادينا العريق سائلين الله العلي القدير أن يديم علينا الأفراح عامرة وأن يوفق الجميع لكل مافيه رفعة لسيهاتنا ولمملكتنا الغالية.