حين يختار الأطفال اللعب بعلبة اللعبة أكثر من اللعب باللعبة نفسها: فوائد اللعب بأشياء مستخدمة يوميًا
بقلم الدكتورة أوزليم كانكايا، أستاذ مساعد، دراسات مناهج الطفولة المبكرة، جامعة ماكوان
18 أبريل 2023
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 134 لسنة 2023
When kids like the box more than the toy: The benefits of playing with everyday objects
April 18,2023
Ozlem Cankaya, Assistant Professor, Early Childhood Curriculum Studies, MacEwan University
لاحظ الكثيرون أنه في بعض الأحيان عندما يقدمون لعبة كهدية لطفل من الأطفال، يكتفي الطفل باللعب بعلبة اللعبة، أو حتى مغلف الهدية.
في الأجيال السابقة، ألعاب الأطفال كات غالبًا ما تُصنع في المنازل أو كانت ألعابًا بسيطة نسبيًا. الألعاب التجارية أو المصنعة يدويًا كانت من مواد قوية ومعمرة.
اليوم، الألعاب البلاستيكية ذات الأغراض المحدودة المنتجة تجاريًا دخلت إلى البيئات التعليمة للأطفال بشكل دائم [1] . [المترجم: البيئة التعليمية هي أكثر من مجرد صف دراسي يتعلم فيه الطلاب، بل هي حيز يشعر فيها الطلاب بالأمان والدعم في سعيهم وراء المعرفة [2] ؛ وتشمل موراد التعليم وتكنولوجيا ووسائل التعليم وأنماطه وما يتعلق بسيكولوجيته ودور العاطفة والمشاعر فيه، والارتباط بالأطر المجتمعية والعالمية وعلاقة الطالب بالمعلم [3] ]. غالبًا ما تصمم هذه الألعاب للاستخدام بطرق معينة ولكن بفرص لعب تخيليدائم [4] محدود. اتجاه تسويق الألعاب المستدامة «المعمرة» متوافق مع الاهتمام بقضايا البيئية [5] والاهتمام التعليمي والتربوي بالألعاب التي تسمح للأطفال باللعب بعدة أساليب.
هناك نوع من اللعب يعرفه الباحثون والمعلمون باسم ”اللعب بمجموعة من قطع متفرقة / مفككة / متناثرة [اختصرناها هنا، ب قطع متفرقة] [6] “، والتي يلعب بها الأطفال ويحولونها ويعيدون استخدامها بطرق وأساليب متعددة. يمكن أن يشمل ذلك اللعب بمواد مستخدمة [داخل المنازل] في الحياة اليومية أو مواد طبيعية أو مصنعة «مثل الورق المقوى والعصي والأواني والمقالي والرمل أو الخرز غير المخصص للعب في الأصل» أو بألعاب تجارية مثل المكعبات أو الأكواب القابلة للتركيب على بعضها البعض.
لغة القطع المتفرقة [7] استخدمت للحديث عن استخدام القطع غير المقيدة في لعب الأطفال لأول مرة من قبل المهندس المعماري سيمون نيكولسون في السبعينيات من القرن الماضي الذي ناقش ”نظرية القطع المتفرقة“ عند الكتابة عن تصاميم ساحات اللعب وساحات التربية والتعليم.
الدراسة التي أعمل عليها مع زملائي تتناول أي المواد - بما فيها تلك المواد المشتراة من المتاجر والمواد الطبيعية أو المستغنى عنها - أكثر ملاءمة لأنواع معينة من اللعب الجيد في البيئات التعليمية للأطفال الصغار.
غالبًا ما يُعرَّف اللعب على أنه نشاط يُسعى اليه لذاته ويتسم إلى حد كبير بما يجري فيه لا بالمقاصد النهائية له. بالرغم من أن التعريف الدقيق للعب قد خضع للنقاش، إلا أن الباحثين يتفقون على أنه مركب / معقد بشكل استثنائي. [المترجم: المركب هنا هو الذي يتطلب لعب عدة آدوار باستخدام أدوات رمزية كعوامل مساعدة [8] .
فقد وُصف اللعب أيضًا على أنه عملية تكاملية، توفر منظومة حيوية حيث يتمكن الأطفال من عمل ارتباطات بين التجارب السابقة [9] ، وتصور وتجسيد أفكارهم بأساليب مختلفة وتخيل الامكانيات واستكشاف واختلاق معانٍ جديدة.
يمكن ملاحظة هذا التعقيد / التركيب في محاور لعب الأطفال وألعابهم والمحتوى والتفاعلات / العلاقات الاجتماعية والتفاهمات التي يظهرها الأطفال في ألعابهم.
كلما كان اللعب مركبًا / معقدًا أكثر، كلما كان أكثر تأثيرًا في تطور ونماء الطفل [10] . حتى جرعة بسيطة من اللعب الجيد من شأنها أن تحسن أداء الأطفال في مهام التطور المعرفي اللاحقة [11] [12] .
المهارات المكتسبة أثناء اللعب - بما فيها التغلب على الدوافع والتحكم في السلوك والاستكشاف والاكتشاف وحل المشكلات والتفاعل الاجتماعي والاهتمام بعملية اللعب والنتائج المنبثقة عنه - هي هياكل معرفية أساسية تدفع بالتعلم إلى الأمام أيضًا. [المترجم: الهياكل المعرفية cognitive structures هي عمليات ذهنية يستخدمها الشخص لمعالجة وفهم واستيعاب وتذكر المعلومات المكتسبة وهي جزء لا يتجزأ من عملية استيعاب المعلومات وتذكرها [13] ].
محاور لعب الأطفال اقتفت بشكل عام الأفكار المتأصلة في مواد اللعب والألعاب المتاحة [14] .
ومع ذلك، وكما لوحظ، فقد تغيرت مواد اللعب المستخدمة في الألعاب وألعاب الأطفال بشكل كبير على مر السنين [15] ، مما يعكس التغيرات المجتمعية والتقدم التكنولوجي والتحولات في فهم تطور ونمو الطفل [16] .
مقطع فيديو: كيف تستخدم بعض الأدوات التي تدخل في بعضها بعض في تنمية المهارات اللغوية:
مجتمعات التعلم المبكر ورعاية الأطفال تدمج اليوم نظرية اللعب بقطع متفرقة على نطاق واسع لإمكانياتها المتصورة لتقديم فرص لعب عالية الجودة. تتيح هذه الفرص للأطفال استخدام خيالهم واستكشاف محيطهم ودعم تطورهم المعرفي.
في كندا، توجيهات التربية والتعليم الخاصة بالطفولة المبكرة في أقاليم ألبرتا ومانيتوبا ونو?ا سكوشا تناقش أهمية اللعب بالقطع المتفرقة. أقرت منهج تعليم أقليم نو?ا سكوشا، على سبيل المثال، بأن استخدام القطع المتفرقة يشجع على ”الإبداع والتعلم الحر / المفتوح [17] open- ended learning.“ [المترجم: عندما ينخرط الطفل في التعليم الحر / المفتوح، فإنه غير ملزم بالقواعد أو التعليمات والتوجيهات. وليس هناك طريقة صح أو خطأ فيه ولا توجد نهاية محددة لمشروع اللعب [18] ].
ستة أطر تعليمية أخرى في أقاليم أخرى لا تستخدم عبارة ”قطع متفرقة“، لكنها تؤكد بنفس القدر على أهمية هذا النوع من اللعب. بالرغم من أن العديد من أولياء الأمور والمعلمين والمشرعين يدركون فوائد إشراك الأطفال في اللعب بقطع متفرقة، إلَّا أن القرينة الأساس فيما يتعلق بلعب الأطفال داخل المنزل بقطع متفرقة لا زالت مجهولة إلى الآن.
لا يوجد سوى عدد قليل من الدراسات التجريبية على اللعب بقطع متفرقة داخل المنازل مع تركيز محدود على فوائدها [19] التنموية التي تتجاوز النمو البدني والاجتماعي للأطفال. ركزت الأبحاث بشكل محدود على لعب الأطفال في الهواء الطلق [خارج المنازل] بقطع متفرقة ومعظمها على النمو البدني والاجتماعي [20] .
لم تتناول الأبحاث الحالية لعب الأطفال في داخل المنازل بقطع متفرقة وعلاقتها بالمهارات المعرفية [21] للأطفال. ونتيجة لذلك، لا يملك المعلمون والمشرعون سوى القليل من الأدلة التجريبية التي يتمكنون من خلالها اتخاذ قرارات مهمة بشأن المواد التي يجب الاستثمار فيها وادماجها في بيئات تعلم الأطفال.
يبدأ الأطفال من خلفيات محرومة اجتماعيًا - اقتصاديًا رياض الأطفال بشكل غير متناسب بعد أقرانهم الأكثر ثراءً وتميزًا في المعرفة والأداء التعليمي. [المترجم المحرومون اجتماعيًا واقتصاديًا بحكم التعريف يعانون من مستويات تعليم منخفضة ومعدلات دخل ضعيفة. وهذا يقلل من خياراتهم في الرعاية الصحية والسلوكيات الصحية - من ممارسة التمارين الرياضية وتناول الغذاء الصحي [22] ].
لا تستطيع الأسر ذات الدخل المنخفض في كثير من الأحيان شراء ألعاب لأطفالها [23] . هل بامكان القطع المنزلية «مثل الأحواض البلاستيكية أو أطباق البيض الكرتونية» أن توفر فرصًا بديلة للعب متكافئ لجميع الأطفال، لو تولت برامج الطفولة المبكرة والمهنيون مساعدة أولياء أمور هؤلاء الأطفال بأدوات استغنوا عنها لتحويلها إلى قطع للعب؟
أجريت أنا وزملائي بحثًا لمعالجة الفجوات في فهمنا للعب الأطفال بالقطع المتفرقة للأطفال. على وجه التحديد، ندرس أنواع اللعب ومستويات اشراك الأطفال المشتركين في الدراسة، ممن تتراوح أعمارهم بين أربعة وخمسة سنوات في دراستنا، في اللعب.
أخذنا أيضًا في الاعتبار تأثيرات التطور المعرفي [11] [12] للأطفال ودخل الوالدين والتعليم في كيف يلعب الأطفال الصغار بالأشياء المستخدمة يوميًا في المنزل، سواءً عندما يلعبون بمفردهم أو مع والديهم.
انتهينا للتو من جمع البيانات في المرحلة الأولى من دراساتنا التي ركزت على اللعب الانفرادي للأطفال [وهو اللعب الذي يمارسه الطفل بمفرده وبالاعتماد على نفسه فقط [24] ]. مُنح الأطفال فرصًا للعب إما بعلبة مليئة بقطع منسقة ومرتبة بعناية مثل المكعبات أو كرات اللباد «ومنها كرات مصنعة من الصوف» أو لعبة مصنوعة من خيوط الغزل أو الأكواز الصنوبرية أو ألعاب لها وظيفة محدودة فقط: مثل آلات الإيقاع.
لقد جمعنا بيانات باستخدام تسجيلات فيديو للعب الأطفال في جلستين «واحدة بقطع متفرقة والأخرى باستخدام لعبة محدودة الهدف كلعبة تحكم للمقارنة»، واستبيانات لأولياء الأمور وأداة لقياس التطور المعرفي ونمو المهارات اللغوية عند الأطفال.
نحن نحلل الآن العلاقات المهمة بين لعب الأطفال بأشياء مختلفة متفرقة والتطور المعرفي للأطفال، وأخذنا في الاعتبار المحددات الاجتماعية الرئيسة [وهي الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتي يعيش الأفراد في ظلها والتي تحدد صحتهم [27] ] مثل الجنس وحالة السيسيواقتصادية [28] ومستوى تعليم الأم. ستدعم هذه النتائج المعلمين وأولياء الأمور من خلال فهم الألعاب الأكثر ملاءمة لأنواع معينة من اللعب الجيد في بيئات الأطفال الصغار.