في سفرك وحيثما تكون: انتبه ونبه أولادك
متفائلون بأن يكون صيف هذا العام أقل حرارة والطف جوا وأكثر فعاليات ترفيهية للعوائل والأفراد في كامل ربوع الوطن. إلا أن ذلك حتما لن يحول دون قضاء البعض لإجازتهم بالخارج، لا سيما مع حدة تنافس الخطوط الاقتصادية في عروضها وحب الأغلب من الناس لكسر الرتابة وتجديد النشاط وتعويض سنوات العزل الصحي؛ بسبب جائحة كوفيد واستثمار فرصة إلغاء تصريح الدخول المسبق ”فيزا“ لبعض الدول.
قبل قضاء أي إجازة خارج مدينتك ودولتك، من الجيد التخطيط السليم وقراءة نشرات سياحية بقدر كاف، وتتسم بالموضوعية من مصادر غير ربحية. كما يوصى بالاطلاع على آخر الأخبار والأحداث والحوادث والفعاليات والأنشطة لتلكم المدن والدول وأحوال الناس المزاجية وسماتهم النفسية ومستوى معدل الأمان Crime index وجودة الخدمات وصدق التعامل مع الناس.
في الواقع معظم مكاتب السياحة ووكالات الطيران يهتمون في إعلاناتهم بإبراز وترويج لافتات تحطيم الأسعار وجمال الطقس وارتفاع المباني الشاهقة وتعدد مناطق الترفيه ومقاطع فيديو جميلة ومحببة للنفس للمسطحات الخضراء والشلالات والسفاري والشواطئ البِكر كجزء من التسويق لجذب أكبر عدد من السياح للوجهة التي يروجون لها. واقع الأمر أن هناك محطات سياحية قديمة وجديدة في أصقاع الأرض.
بعض تلك المحطات لم يعد يشعر السائح المحافظ فيها إلا بانعدام الأمان وازدياد معدل الجريمة ونمو فيروس العنصرية وتفشي السرقة وبعض مظاهر السطو المسلح وانتشار ضحايا المخدرات وتقاطر بنات الرذيلة العلني وتمادي مسوقي السموم ومجاهرة عارضي الشذوذ ومنتهكي حدود الأخلاق والفضيلة وتزايد حوادث إطلاق الأعيرة النارية في أماكن عامة وتنامي عدد اليمينيين مروجي كره الأجانب والتحريض على الاعتداء على السياح في بعض المناطق السياحية وكثرة الإضرابات للنقابات العمالية.
مرفق أمثلة خاطفة لمقاطع فيديو واقعية مختلفة مصاديق ما ذكرناه وبعضها مزعج ولذا تم التنويه والتنبيه قبل ضغط الرابط لإبراء الذمة والتنصل عن أي مسؤولية. وأتمنى من جميع أبناء الوطن، وكل الطيبين الأوفياء لأفراد أسرهم ممن يسافر خارج البلاد بأن يكون كَيّس فطن في اختياره للوجهة قبل الذهاب إليها مع أحب الناس لقلبه. روابط الأمثلة:
ونكرر بأني أُهيب بكل رب أسرة واع وحريص وغيور أن يحسن انتقاء محطة / محطات الإجازة العائلية الخارجية قبل الذهاب بهم إلى هنالك. وألا يكون معيار الاختيار للوجهة مبنياً على رخص الأسعار أو الدعاية الترويجية المضللة أو التأثر بكلام الآخرين ضحلي الخبرة أو محاكاة رحلات أهل التفاخر والفشخرة. ونلفت عناية من عقد النية على قضاء الإجازة خارج أرض الوطن أن يستعين بكل ما أوتي من أدوات علمية وبحثية واستقصائية لعمل مسح عام وشامل قبل الذهاب بفلذات كبده إلى الخارج، سواء لإجازة صيفية أو رحلة تعليمية أو تسوق أو شهر عسل أو استجمام أو صفقة تجارية أو انتداب عمل أو بعثة دراسية. وأن يكون ملماً بأكبر قدر من المعلومات التي يستعين بها لإنجاح رحلته في كل مراحلها ذهابا وإيابا وتجنب المحذورات والاستمتاع بنعم الله في أرضه.
أدرج بين أيديكم مجموعة نقاط لعلها تنفع
1 - ترشيد الفضول
فضول الإنسان بعض الأحيان قد يلقي به إلى التهلكة. Curiosity kill the cat كما يقول المثل الإنجليزي. في الزمن السابق كان الفضول يُشبع جنبة المعرفة، ويزيد رقعة حب المخاطرة، ويعمق مفهوم التجارب لدى الرحالة والسائح. في الوقت الحاضر، أضحى من واجب على كل مسافر ومتجول وسائح أن يحسب الأمور حساباً دقيقاً، ويدرس خطواته قبل الإقدام على الخروج والتنقل والتنزه والاستكشاف. لا سيما في الدول التي انتشرت فيها المخدرات، وزاد معدل الجريمة، وكثرت حوادث الاعتداء على السياح والاعتداء على رجال الأمن بالسلاح وأعمال النصب والمشاجرات الدموية في الأماكن العامة بين السكان والسطو المسلح واختطاف الأطفال وانتهاك حرمة المتاجر والأملاك الخاصة جهارا نهارا.
2 - ملاحظة قوانين البلاد التي يزورها السائح في المواضيع التي تختلف فيها قوانين الدول أخلاقيا.
الحمد لله الحملة الوطنية لمحاربة المخدرات في وطننا العزيز، كشفت مشكورة حجم أعمال وأنشطة المهربين والمروجين والموزعين وبعض أساليبهم وأضرار أعمالهم على المجتمع والوطن والاقتصاد والأسر والأمن الاجتماعي. وبذلت الدولة عبر الأجهزة الرسمية جهوداً، وما زالت تبذل جهوداً كبيرة لصد ومعاقبة المهربين. ما لا يعلمه أو يغفل عنه البعض من أرباب الأسر أن دولاً غربية متعددة أفسحت كامل الحرية لشركات مدرجة في بورصاتها المالية في زراعة واستيراد وبيع وتسويق وتوزيع المخدرات نهارا جهارا. وهذه انتكاسة أخلاقية في تلك الدول. إلا أن السائح العفيف قد يتأذى من أصداء ذلك عند زيارته لها. والواقع أنه عانى أبناء مجتمعات تلكم الدولة، وما زالوا يعانون من مجموعة ويلات وجرائم واغتيالات وسرقات وتمزق الأسر وانتشار الجريمة. وإن كانت تلك القوانين الوضعية ضمن تشريعات قانونية اعتمدتها برلمانات تلكم الدول. وعلى السائح الطاهر المتعفف أن يحمي نفسه وأهله عند زيارته لتلك الدول.
3 - اعتمد على إجراءاتك الاحترازية بعد التوكل على الله أكثر من أي شي آخر.
البعض يبني كل ضماناته الأمنية والدفاعية في درء الأخطار عن نفسه وأهله حين زيارته لبعض البلاد الأجنبية على الصورة الذهنية التي أخذها من أفلام سينما هوليوود بسرعة استجابة دعوات الإغاثة. ولكن الواقع أن مبدأ ”درهم وقاية خير من قنطار علاج“ مبدأ فعال وناهض ومهم. انعكاسات التصدع الاقتصادي لما بعد جائحة كوفيد على الوضع الاجتماعي ما زال قويا في بعض الدول. والحذر واجب لوجود تصدعات في هذا أو ذاك المجتمع. وعليه يجب تجنب كل الأماكن التي يُحتمل وقوع ضرر على الإنسان فيها، لا سيما السائح والغريب. ملاحظة الوقت ففي بعض الدول الأجنبية مع غروب الشمس، يخرج اتباع الشيطان من كل صنف في معظم الشوارع السياحية التي يقصدها السياح بهدف ترويج الرذيلة واصطياد الخرفان ونهب أموال الناس. ولذا من الحكمة وحيثما يكون السائح: برمجة كل أنشطة التجول السياحي في النهار واعتبار الليل محطة إعادة شحن لليوم التالي. ختاما نتمنى للجميع إجازة صيف ممتعة.