آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

كيف يتجنب المصابون بالرهاب الاجتماعي التواصل البصري

عدنان أحمد الحاجي *

21 أبريل 2023
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 137 لسنة 2023
How socially anxious people avoid eye contact
April 21,2023

القلق الاجتماعي - وهو القلق من التعرض للنقد وللتقييم السلبي من قبل الآخرين - يُعد اضطرابًا شائعًا. الشكل الأكثر حدةً لهذا الاضطراب هو اضطراب القلق الاجتماعي [1]  «أو الرهاب الاجتماعي والذي يختصر بعبارة SAD, الذي يفسد حياة المصاب بشكل ملفت للنظر. ”لكن هذا الاضطراب هو عبارة عن سلسلة متدرجة «من الضعف إلى القوة»،“ كما تقول الباحثة، في علم النفس التنموي جييمياو تشين Jiemiao Chen. ”بعض الناس بالكاد يعانون من القلق الاجتماعي، والبعض الآخر يعاني منه كثيرا.“ أثناء دراستها للحصول على درجة الماجستير في شنغهاي كان بعض أصدقائها يعاني من هذا الاضطراب، ولاحظت مدى صعوبة تلك المعاناة. لا يُذكر هذا الاضطراب مطلقًا ولا أحد يتكلم عنه على الرغم من أنه قد يمثل عائقًا كبيرًا في طريق أي شخص، على سبيل المثال، قد يكون عائقًا خلال مقابلة توظيف تُجرى مع شحص متقدم علي وظيفة عمل [2] . لدراسة اضطراب القلق الاجتماعي بشكل أكثر، جاءت جييمياو تشين إلى جامعة لايدن Leiden للعمل على بحث الدكتوراه.

تجنُّب الاتصال البصري

واحدة من الأمارات الجلية المرتبطة غالبًا باضطراب القلق الاجتماعي هي تجنب التواصل البصري [3] . تشين تقول: ’ هذا قد يُفسَر على أن الاضطراب في حد ذاته يُعتبر استراتيجيةً للمصاب للبحث عن الأمان أثناء التفاعلات الاجتماعية [4] . وقد تكون له نتائج سلبية: يتوقع المصاب بالقلق الاجتماعي من توظيفه لمثل هذه الاستراتيجيات، أن يحظى بإعجاب الآخرين وقبولهم، لكن الناس سيجدون في الواقع سلوكه سلوكًا غريبًا، وهو مما يؤكد ويعزز قلقه هذا.

”تجنب الاتصال البصري يعتبر استراتيجية للبحث عن الأمان“

ولكن كشفت هذه الدراسة التي أجرتها تشين أن العلاقة بين القلق الاجتماعي والتواصل البصري [3]  ليست علاقة، بسيطة. فقد يتجنب المصابون باضطراب القلق الاجتماعي SAD التواصل البصري في جميع المواقف، لكن هذا ليس واضحًا جدًا بالنسبة لشخص سجل ”للتو“ درجات عالية على مقياس اضطراب القلق الاجتماعي [5]  [6] . لذلك قررت تشين التركيز على مجموعة من المشاركين غير المرضى ومقارنة المسجلين درجات عالية ومتدنبة على مقياس اضطراب القلق الاجتماعي، باستخدام أحدث التقنيات لقياس حركات العين بدقة عالية: وهي أجهزة تتبع حركة العين يمكن ارتداؤها. ”الميزة الكبرى لهذا الجهاز هي أنه يمكن استخدامه في الفعاليات / التفاعلات الاجتماعية الطبيعية.“

”متى كانت آخر مرة بكيت فيها أمام النس؟“

كشفت التجربة الأولى، التي أُجريت أمام شاشة عرض معروض عليها فيديو لجمهور مسجل مسبقًا كشفت أن المصابين باضطراب القلق الاجتماعي SAD يتجنبون الاتصال البصري مع هذا الجمهور فقط حين يلقون خطابًا «أو حين يقدمون عرضَا تقديمي يعرضون فيه شيئًا أو سلعة محاولين إقناع الجمهور بدعم هذا الشيئ أو بشراء تلك السلعة - يعني حين يُروج لشيء أو لسلعة»؛ ولكن ليس مجرد النظر إلى الجمهور بدون القاء خطاب عليهم. في المقابل، من المعروف أن الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي يتجنبون الاتصال البصري حتى عندما يحاولون النظر إلى صورة من الصور.

”باستطاعتنا استخدام قياس تتبع حركة العين، وبالتالي اتجاه النظر [المكان الذي تتحرك باتجاهه العين] للكشف المبكر عن المعرضين لاحتمال الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي“

التجربة الثانية كانت عبارة عن حوار جرى وجهًا لوجه «حوار حضوري» حول موضوعات تتراوح بين مواضيع غير شخصية نسبيًا «مثلًا، ”ما هي عطلتك المفضلة؟“» إلى موضوعات حميمية شخصية «مثلًا، ”متى كانت آخر مرة بكيت فيها أمام الناس؟“». كما تناوب المشاركون على الاستماع وسرد قصة من القصص. قالت تشين: ’وجدنا، على سبيل المثال، أن جميع المشاركين ينظرون بشكل أقل إلى المُحاوِر [من يحاورهم] عند الحديث عن الأمور الشخصية. ولكن أيضًا كان التواصل البصري عند أولئك الذين سجلوا درجات عالية على مقياس اضطراب القلق الاجتماعي أقل من الآخرين خلال الحوار.

من قد يكون لديه احتمال اصابة باضطراب القلق الاجتماعي؟

الاستنتاج الرئيس لأطروحة الدكتوراه لـ تشين هو أن المصابين باضطراب القلق الاجتماعي يتجنبون بالفعل التواصل البصري في الحالات الطبيعية الواقعية، وطريقة اختيارهم لمن يوحهون اليه نظرهم مرنة. ”لذلك يمكننا استخدام اتجاه النظر [أي المكان الذي تتحرك باتجاهه العين] للكشف المبكر عن الذين قد يكونون معرضين لاحتمال الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي. علاوة على ذلك، من المهم مراعاة العوامل الظرفية أثناء دراسة اتجاه النظر [أي مكان الذي تتجه باتجاهه العين]“.

تعمل جيمياو شين Jiemiao Chen الآن كباحثة ما بعد الدكتوراة في نفس المجموعة البحثية لدراسة الاتصال البصري عند الأطفال أيضًا. ”ما زلنا لا نعرف إلَّا القليل جدًا عن تطور الاتصال البصري بشكل عام.“

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  ”اضطراب القلق الاجتماعي «Social anxiety disorder واختصارًا SAD» «أو الرهاب الاجتماعي» هو نوع من الاضطرابات التي تحدث للفرد عندما يريد التحدث أمام الآخر لأول مرة أو حتى بعد فترة من معرفة ناس جدد لا يعرفهم فيشعر بالخوف والتوتر المفرطين، وفي المواقف التي يشعر فيها هذا الشخص أنه تحت المجهر أو داخل حلقة التركيز وأن الكل ينظر إليه، يخاف أن يظهر عليه الخجل أو الخوف أو أن يخطئ أو يتلعثم مما يؤدي به للارتجاف والخفقان وضيق التنفس وجفاف الحلق والتعرق، الخ. عندما تحدث هذه الأعراض في موقف ما فإن المرء يخاف ويتجنب المشاركة في الفعاليات الاجتماعية أو الدخول في مناقشات مع الآخرين... الخ، مما يزيد من مخاوفه ويضعف ثقته بنفسه، فيجعله سلبيًا وعرضة لهذه المشاعر في المستقبل مما يزيد الحالة سوءاً وتعقيداً يبدأ هذا الاضطراب مبكراً في سن الطفولة أو بداية المراهقة حيث تبدأ معظم الحالات في الظهور عند سن الخامسة عشرة تقريباً. وقد وجدت دراسات مختلفة أن هناك مرحلتين يكثر فيهما ظهور هذا الاضطراب: ما قبل المدرسة على شكل خوف من الغرباء، ومرة أخرى بين 12 - 17 سنة على شكل مخاوف من التعرض للنقد والتقويم الاجتماعي، وتظهر بشكل ملحوظ في سلوك الإناث أكثر من سلوك الذكور، وتندر الإصابة به بعد الخامسة والعشرين من العمر. وبالرغم من أن الإصابة بالرهاب الاجتماعي تحدث في هذه المراحل المبكرة إلا أنه يعتبر أيضاً من الاضطرابات النفسية المزمنة التي قد تستمر عشرات السنين والتي تؤثر بصورة سلبية في حياة الشخص اليومية والاجتماعية والعملية. ومع ذلك فإن المصابين بالرهاب الاجتماعي حتى مع علمهم بهذه الحالة فقد يتأخرون في طلب العلاج سنين عديدة، مما بسبب خجلهم من الحالة نفسها أو خوفاً من مواجهتها والاعتراف بوجودها.“ مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_القلق_الاجتماعي

[2]  https://ar.wikipedia.org/wiki/مقابلة_عمل

[3]  ”التقاء العيون eye contact أو التواصل البصري والذي يحدث عندما يلتقي اثنان بعيونهما وهما يتحدثان مع بعضهما بعض في نفس الوقت. وبعتبر شكلًا من التواصل اللاشفهي ويعتقد أن له تأثير كبير في السلوك الاجتماعي. يتفاوت تواتر وتفسير التقاء العيون بين الثقافات والأنواع المختلفة.“ مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/التقاء_العيون

[4]  ”التفاعل الاجتماعي social interaction هو عملية التأثير المتبادل الذي يمارسه الأفراد على بعضهم البعض أثناء اللقاءات الاجتماعية. عادةً ما يشير إلى المواجهات وجهاً لوجه التي يكون فيها الأشخاص حاضرين جسديًا مع بعضهم البعض لمدة محددة، ومع ذلك، في المجتمع المعاصر، يمكننا أيضًا اعتبار اللقاءات الاجتماعية التي تتم عبر الوسائل الحديثة، مثل الرسائل النصية أو اللقاءات الافتراضية، نوعًا من التفاعل الاجتماعي.“ ترجمناه بتصرف من نص ورد على عذا العنوان:

https://opentextbc.ca/introductiontosociology2ndedition/chapter/chapter-22-social-interaction/

[5]  ”قياس شدة اضطراب القلق الاجتماعي «6» يستخدم لفحص واكتشاف استجابة اضطراب القلق الاجتماعي للعلاج. الدرجة التي تساوي أو تفوق 19 تشير إلى الاصابة باضطراب القلق الاجتماعي. الذي سجل درجة أدنى من 55 على هذا المقياس يعتبر مصابًا باضطراب القلق الاجتماعي الخفيف، والمصاب الذي سجل درجة ما بين 55 - 64 يعتبر مصابًا باضطراب القلق الاجتماعي المعتدل، ومن سجل درجة ما بين 65 - 79 يعتبر مصابًا باضطراب القلق الاجتماعي بالغ، ومن سجل درجة ما بين 80 - 94 يعتبر مصابًا باضطراب القلق الاجتماعي حاد ومن سجل درجة فوق 95 يعتبر مصابًا باضطراب القلق الاجتماعي الحاد جدًا.“ ترجمناه بتصرف من نص ورد على عذا العنوان:

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5768085/

[6]  ”استبيان الرهاب الاجتماعي وضعته دائرة الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة ديوك لفحص وقياس شدة اضطراب القلق الاجتماعي. المقياس يتكون من 17 صنفًا تغطي الاصناف الرئيسةلرهاب القلق الاجتماعي مثل الخوف والأعراض الفسيلوجية. من خلال هذا الاستبيان يتم الإجابة على مجموعة من الاسئلة ويجب على الشخص أن يحدد مقدار كل عبارة من الاستبيان تنطبق عليه. ويعتبر هذا المقياس صحيح لفحص اضطراب القلق الاجتماعي وكذلك قياس شدة الرهاب الاجتماعي.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/استبيان_الرهاب_الاجتماعي

المصدر الرئيس

https://www.universiteitleiden.nl/en/news/2023/04/why-avoid-my-gaze