كيف يتجنب المصابون بالرهاب الاجتماعي التواصل البصري
21 أبريل 2023
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 137 لسنة 2023
How socially anxious people avoid eye contact
April 21,2023
القلق الاجتماعي - وهو القلق من التعرض للنقد وللتقييم السلبي من قبل الآخرين - يُعد اضطرابًا شائعًا. الشكل الأكثر حدةً لهذا الاضطراب هو اضطراب القلق الاجتماعي [1] «أو الرهاب الاجتماعي والذي يختصر بعبارة SAD, الذي يفسد حياة المصاب بشكل ملفت للنظر. ”لكن هذا الاضطراب هو عبارة عن سلسلة متدرجة «من الضعف إلى القوة»،“ كما تقول الباحثة، في علم النفس التنموي جييمياو تشين Jiemiao Chen. ”بعض الناس بالكاد يعانون من القلق الاجتماعي، والبعض الآخر يعاني منه كثيرا.“ أثناء دراستها للحصول على درجة الماجستير في شنغهاي كان بعض أصدقائها يعاني من هذا الاضطراب، ولاحظت مدى صعوبة تلك المعاناة. لا يُذكر هذا الاضطراب مطلقًا ولا أحد يتكلم عنه على الرغم من أنه قد يمثل عائقًا كبيرًا في طريق أي شخص، على سبيل المثال، قد يكون عائقًا خلال مقابلة توظيف تُجرى مع شحص متقدم علي وظيفة عمل [2] . لدراسة اضطراب القلق الاجتماعي بشكل أكثر، جاءت جييمياو تشين إلى جامعة لايدن Leiden للعمل على بحث الدكتوراه.
واحدة من الأمارات الجلية المرتبطة غالبًا باضطراب القلق الاجتماعي هي تجنب التواصل البصري [3] . تشين تقول: ’ هذا قد يُفسَر على أن الاضطراب في حد ذاته يُعتبر استراتيجيةً للمصاب للبحث عن الأمان أثناء التفاعلات الاجتماعية [4] . وقد تكون له نتائج سلبية: يتوقع المصاب بالقلق الاجتماعي من توظيفه لمثل هذه الاستراتيجيات، أن يحظى بإعجاب الآخرين وقبولهم، لكن الناس سيجدون في الواقع سلوكه سلوكًا غريبًا، وهو مما يؤكد ويعزز قلقه هذا.
”تجنب الاتصال البصري يعتبر استراتيجية للبحث عن الأمان“
ولكن كشفت هذه الدراسة التي أجرتها تشين أن العلاقة بين القلق الاجتماعي والتواصل البصري [3] ليست علاقة، بسيطة. فقد يتجنب المصابون باضطراب القلق الاجتماعي SAD التواصل البصري في جميع المواقف، لكن هذا ليس واضحًا جدًا بالنسبة لشخص سجل ”للتو“ درجات عالية على مقياس اضطراب القلق الاجتماعي [5] [6] . لذلك قررت تشين التركيز على مجموعة من المشاركين غير المرضى ومقارنة المسجلين درجات عالية ومتدنبة على مقياس اضطراب القلق الاجتماعي، باستخدام أحدث التقنيات لقياس حركات العين بدقة عالية: وهي أجهزة تتبع حركة العين يمكن ارتداؤها. ”الميزة الكبرى لهذا الجهاز هي أنه يمكن استخدامه في الفعاليات / التفاعلات الاجتماعية الطبيعية.“
”متى كانت آخر مرة بكيت فيها أمام النس؟“
كشفت التجربة الأولى، التي أُجريت أمام شاشة عرض معروض عليها فيديو لجمهور مسجل مسبقًا كشفت أن المصابين باضطراب القلق الاجتماعي SAD يتجنبون الاتصال البصري مع هذا الجمهور فقط حين يلقون خطابًا «أو حين يقدمون عرضَا تقديمي يعرضون فيه شيئًا أو سلعة محاولين إقناع الجمهور بدعم هذا الشيئ أو بشراء تلك السلعة - يعني حين يُروج لشيء أو لسلعة»؛ ولكن ليس مجرد النظر إلى الجمهور بدون القاء خطاب عليهم. في المقابل، من المعروف أن الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي يتجنبون الاتصال البصري حتى عندما يحاولون النظر إلى صورة من الصور.
”باستطاعتنا استخدام قياس تتبع حركة العين، وبالتالي اتجاه النظر [المكان الذي تتحرك باتجاهه العين] للكشف المبكر عن المعرضين لاحتمال الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي“
التجربة الثانية كانت عبارة عن حوار جرى وجهًا لوجه «حوار حضوري» حول موضوعات تتراوح بين مواضيع غير شخصية نسبيًا «مثلًا، ”ما هي عطلتك المفضلة؟“» إلى موضوعات حميمية شخصية «مثلًا، ”متى كانت آخر مرة بكيت فيها أمام الناس؟“». كما تناوب المشاركون على الاستماع وسرد قصة من القصص. قالت تشين: ’وجدنا، على سبيل المثال، أن جميع المشاركين ينظرون بشكل أقل إلى المُحاوِر [من يحاورهم] عند الحديث عن الأمور الشخصية. ولكن أيضًا كان التواصل البصري عند أولئك الذين سجلوا درجات عالية على مقياس اضطراب القلق الاجتماعي أقل من الآخرين خلال الحوار.
الاستنتاج الرئيس لأطروحة الدكتوراه لـ تشين هو أن المصابين باضطراب القلق الاجتماعي يتجنبون بالفعل التواصل البصري في الحالات الطبيعية الواقعية، وطريقة اختيارهم لمن يوحهون اليه نظرهم مرنة. ”لذلك يمكننا استخدام اتجاه النظر [أي المكان الذي تتحرك باتجاهه العين] للكشف المبكر عن الذين قد يكونون معرضين لاحتمال الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي. علاوة على ذلك، من المهم مراعاة العوامل الظرفية أثناء دراسة اتجاه النظر [أي مكان الذي تتجه باتجاهه العين]“.
تعمل جيمياو شين Jiemiao Chen الآن كباحثة ما بعد الدكتوراة في نفس المجموعة البحثية لدراسة الاتصال البصري عند الأطفال أيضًا. ”ما زلنا لا نعرف إلَّا القليل جدًا عن تطور الاتصال البصري بشكل عام.“