صعوبات تطور اللغة شائعة عند الأطفال دون سن الخامسة - ويصعب التعرف عليها
صعوبات تطور اللغة شائعة عند الأطفال دون سن الخامسة - ويصعب التعرف عليها
17 يناير 2023
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 129 لسنة 2023
Language development problems are common in under fives - and hard to spot
17 January 2023
يعاني واحد من كل عشرة أطفال أستراليين تقريبًا من صعوبات في تطوير القدرات / المهارات اللغوية ببلوغهم سن المدرسة، ولكن الأمارات ليست واضحة المعالم دائمًا. كيف نتمكن من معرفة ما إذا كان الطفل بحاجة إلى مساعدة في تطوير مهاراته اللغوية؟
يقول الباحث في اللسانيات بجامعة ماكواري Macquarie إنه إذا كان الطفل البالغ من العمر خمس سنوات غير قادر على سرد قُصيصة بسيطة، فقد يكون ذلك أمارة على أن لديه اضطراب يؤثر في تطور مهاراته اللغوية.
بوصول 10 في المائة من الأطفال إلى سن المدرسة الابتدائية بمستوى صعوبة معينة في اللغة، فالمشكلة تبدو أكثر انتشارًا مما قد يتخيله معظم الناس، يقول الباحث في علم النطق «التخاطب» واللغة [2] ، الدكتور جاي هيون كيم Jae-Hyun Kim.
”لدى شريحة صغيرة فقط من هؤلاء الأطفال صعوبات في تطور المهارات اللغوية نتيجة لإصابتهم بحالات مرضية مثل فقدان السمع“. بقية هؤلاء الأطفال - 7 في المائة من جميع الأطفال - لديهم حالة إكلينيكية تُعرف باسم اضطراب تطور اللغة [3] . لدى هؤلاء الأطفال صعوبات في تطور اللغة حتى بدون أن يكونوا مصابين بأي حالات مرضية معروفة.
”نحن هنا لا نتحدث عن حالات مثل التأتة «التلعثم» [4] - وجدت دراسة غلى الأطفال الذين يتأتون أن بإمكانهم اكتساب مهارات لغوية أفضل من المستوى المتوسط. اضطراب تطور اللغة يُمثل مشكلة في استخدام اللغة «التعبير باستخدام اللغة» وفهمها «فهم اللغة المُستقبلة من الأخرين»“.
في ورقة بحثية نُشرت في مجلة اضطرابات التواصل الربع سنوية [5] Communication Disorders Quarterly, وجد كيم وزملاؤه في قسم اللسانيات الدكتور بن ديفيز والدكتور نان شو راتاناسون Dr Nan Xu Rattanasone أن 80 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع لم يسمعوا حتى بمصطلح اضطراب تطور اللغة.
يقول كيم: ”اضطراب تطور اللغة يمثل مشكلة حقيقية، لأننا إذا لم نكن نعلم أو نعرف عن عذا الاضطراب، فكيف لنا أن نتمكن من طلب المساعدة لعلاجه“.
نشعر بالقلق من أن المزيد والمزيد من الأطفال يصلون إلى سن المدرسة ولا يملكون إلّا مهارات لغوية ضعيفة.
للتو انتهينا من فترة إغلاق بسبب كوفيد -19 استمرت فترة سنتين، حيث لم يُعرَُّض فيها الأطفال لبيئات غنية باللغة، كمراكز التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة [رياض الأطفال ومراكز العناية، النهارية].
”خلال هذه الفترة لم يكن لهؤلاء الأطفال أيضًا فرص تفاعل اجتماعي كافية حتى مع أولياء أمورهم وأصدقائهم وجيرانهم وغيرهم من الناس، ولكن على المقلب الآخر زاد لديهم استخدام الأجهزة الاكترونية «وقت الشاشة ارتفع» في كثير من الحالات.“
بالرغم من أن الدراسات بشأن تأثيرات وقت الشاشة في تطور لغة الأطفال مستمرة، فإن أحد المخاوف الرئيسة هو أنه عندما يزداد وقت الشاشة، فإن أساليب التعلم المهمة الأخرى، مثل اللعب الحر [6] والتفاعل مع الأطفال والكبار «مثل الوالدين والمعلمين» والآخرين، تقل.
يقول كيم إنه كلما زادت الفترة التي يقضيها الطفل أمام الشاشة، كلما قل الكلام مع طائفة من الناس - والكلام مع هذه الطائفة من الناس هو أحد مفاتيح تطور المهارات اللغوية حيث من شأن ذلك أن يعرضهم لمجموعة واسعة من المتكلمين المختلفين وبالتالي يتعرضون إلى أساليب مختلفة من الكلام والتعبيرات اللغوية.
حتى بلوغه سن الخامسة، يمكن أن يتمظهر اضطراب تطور اللغة كصعوبات في اللغة المنطوقة [تعبيرًا وفهمًا]، كقدرته على فهم الجمل البسيطة فقط.
يقول كيم إن إحدى أبرز الأمارات التي ينبغي ملاحظتها عند بلوغ الطفل سن الخامسة هي الصعوبة التي يواجهها في سرد قصيصة خيالية بطريقة متناسقة.
إذا لم يتم حسمها وعلاجها، يمكن أن ي=تؤدي في كثير من الأحيان إلى صعوبات في القراءة والكتابة مع تقدم الطفل في السن.
إذا كان طفلك مريضًا مرضًا بدنيًا، لا بد من اصطحابه إلى عيادة طبيب، واضطراب تطور اللغة لا يختلف عن ذلك. اطلب المساعدة من أخصائي التخاطب «النطق» مبكرًا.
ربما يقرؤون بصوت عالٍ، لكن يعانون من صعوبة في فهم ما يقرؤونه. عحزهم عن الفهم هذا يؤدي إلى صعوبات تعليمية أخرى، بما فيها صعوبات في التعلم ومشكلات سلوكية في المدرسة، ويؤثر في الصداقات مع أقرانهم وفي علاقاتهم مع معلميهم.
لو عُرف اضطراب تطور اللغة مبكرًا، وطُلبت المساعدة من أخصائي التخاطب «النطق» في حينها فقد يكون ذلك فعَُالًا في التعامل مع المشكلة وحلها. ولكن لو كبر الطفل في السن، فالحاجة إلى العلاج لا يقتصر على صعوبات التعلم فحسب، بل يحتاج إلى علاج التبعات المترتبة على ذلك التأخر في العلاج الأول، مثل القلق والمشكلات السلوكية.
يقول كيم إن العائلات والذين يعملون مع الأطفال الصغار لا بد أن يكونوا على دراية بمراحل تطور التواصل [7] التي يجب أن يصل إليها الأطفال في كل مرحلة من مراحله العمرية.
على سبيل المثال، على الطفل ذي الثلاث سنوات أن يكون قادرًا على فهم الأسئلة التي تبدأ بأدوات الاستفهام البسيطة، مثل ماذا وأين ومن ومتى، وأن يكون قادرًا على تصنيف الأشياء المختلفة في مجموعات تنتمي إليها عند الطلب منه ذلك. بالإضافة إلى قدرته على سرد قُصيصة قصيرة وبسيطة، على الأطفال في سن الخامسة أن يكونوا قادرين على اتباع التعليمات المكونة من ثلاثة أوامر «طلبات» والتناوب في الحوار مع الشخص الآخر. [المترجم: مثال على التعليمات المكونة من ثلاثة أوامر / طلبات: البس معطفك وحذاءك وضع كتبك في الدرج]،
معظم الناس يفهمون العلاقة بين القراءة للأطفال وتطوير مهارات اللغة، ولكن يجب أن يكون التركيز دائمًا على التفاعل البيني [بين ولي الأمر أو المعلم والطفل] - لذا ينبغي أن تكون قراءة الكتب مع الأطفال وليس لهم / اليهم.
بالإمكان التحدث مع الأطفال عن الصور في الكتاب، والطلب منهم أن يتكلموا عما يظنون أنه قد حدث لهذه الصور وماذا سيحدث لها بعد ذلك، وعدَّ الأشياء المتشابهة - كل ذلك لبدء حوار معهم عن القصيصة التي تقرأها معهم.
ثبت أن قراءة الكتب مع الطفل مفيدة في تطوير مهارات الطفل اللغوية، وبذلك تساعدهم في اكتساب مفردات جديدة، ويمكن للأطفال الاستفادة من القراءة المنتظمة للكتب حتى من حين بلوغهم ثمانية شهور [8] .
التكرار مهم للطفل لاكتساب المهارات اللغوية، لذلك يجب ألا يشعر الوالدان بالقلق لو أراد طفلهما قراءة نفس الكتاب كل ليلة. يمكن أن يكون الحل هو البحث عن أشياء مختلفة لقراءتها والكلام عنها حتي تكون القراءة ممتعة لكل من الطفل والقارئ.
المكتبات المحلية لديها مجموعة كبيرة من الموارد المتاحة بالإضافة إلى الكتب. فترة قراءة القصص في المكتبة تعتبر فرصة ليس فقط للأطفال للتفاعل مع الكتب، ولكن للاستماع إلى مجموعة أشخاص يتحدثون. كما أنه يمنح أولياء الأمور الفرصة لبناء شبكة معارف وتبادل الحديث معهم.
رسالة كيم الرئيسة للعائلات هي أنه إذا اعتقدوا أن طفلهم أو حفيدهم يعاني من اضطراب في تطور اللغة، عليهم ألا ينتظروا حتى يكبر بل عليهم المبادرة ومراجعة اخصائي النطق.
”لا ينبغي أن يكون الأمر متروكًا لأولياء الأمر وحدهم فقط للتأكد من أن الأطفال يحققون مراحل تطورهم اللغوي. هذه مشكلة يجب أن نتعامل معها كمجتمع. ولذا نحن بحاجة إلى مزيد من الدعم للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، ونحن بحاجة إلى المزيد من أخصائيي النطق «التخاطب» في مراكز التعليم لمرحلة الطفولة المبكرة، والمزيد من التمويل لمكتبات الأحياء السكنية.“
الدكتور جاي هيون كيم استاذ مشارك في قسم اللسانيات في جامعة ماكواري، ويدرِّس مادة في اتقان النطق واللغة في الجامعة.