حب الذات وتقديسها
من الطبيعي أن يحب المرء نفسه، ولكن ينبغي ألا يكون هذا الحب على حساب من نحب، أو على حساب الأخرين، لأنه إذا تجاوز ذاك الحد فإن هذا الحب ربما يكون سبباً لجعل من نحبهم يكرهوننا. كذلك حبنا لجماعتنا، هويتنا، قبيلتنا، طائفتنا، إذا بالغنا فيه، وتعصبنا له، وبات حبنا أمراً مقدساً، فأننا قد قررنا البدء بكراهية الجماعات الأخرى، فيصبح تعصبنا لمحبتنا سبباً لتبادل التكاره مع الآخرين. ومن أخطر أنواع حب الذات، الفردية أو الجماعية، الحب الذي يتحول إلى تقديس الذات مما يجعلنا متطرفين في الحب والكراهية.
مشاعر الكراهية بين أهل الهويات المختلفة تزداد وتيرتها عندما يتحول حب الهوية عند أهلها إلى حب مقدس. فالتقديس للهوية يجعلها صنم يُعبد، لا تصدر عن أهله العيوب، ولا يقول أهلها إلا آيات منزلة لا تشوبها شائبة. وهنا تأتي المشاعر القاتلة، فيدخل كل أهل هوية، في ظل تقديس أهل كل هوية لهويتهم، يدخلون في صراع مرير لا تتوقف دورته، بعد دورة من الزمن، إلا بسفك الدماء وموت الأحباب من كلا الجانبين.
تتحول هنا مشاعر الكراهية إلى مشاعر قاتلة بفعل التقديس الذي يرسخ ثقافة الكراهية. أما ما فُعل من أجل تحويل فهم الذات إلى وسيلة قاتلة - الكراهية - فهو:
1/ تجاهل أهمية الانتماءات والارتباطات الأخرى.
2/ إعادة تعريف شروط الهوية «الوحيدة» بشكل عدائي معين.
وهذا هو المكان الذي يُقصد أن تتسرب إليه الفضاضة والاضطراب التصوري الخادع. *
في المقطع المرفق رأي متوازن ومفيد حول حب الذات بعنوان ”تقدير الذات“: