في ذكرى رحيل أمي العظيمة
يوافق اليوم ذكرى رحلة والدتي إلى حيث جوار الله تعالى، رحلت أمي ذات النفس الطيبة المحبة الشفوقة نبع الحنان، وقد ترك رحيلها ألما كبيرا في نفوس أسرتها وجميع من يعزها لصحبتها اللطيفة للجميع.
إلهي بحق القرآن الكريم والنبي العظيم والسادة الطاهرين ارزقها صحبتهم وجوارهم في منازل الآخرة، إذ باعت حياتها كلها لله تعالى ولمن فرض طاعتهم ومودتهم .
أمي الحبيبة على قلوب كل الطيبين صنعت نفسها بما يقوي روحها وجسدها في منازل القيامة، وادخرت لعالم البرزخ الصورة الإنسانية المشرفة بملكات نورانية ظهرت عليها في الدنيا كما كانت واضحة في تربيتها لأسرتها حيث جسدت الأم بمعنى غزير تقي أبنائها وبناتها العيوب، وتدعو لهم بكمال التوفيق في الدنيا والجنة في العقبى.
كما نعتقد أن الإنسان لا يفنى بموت جسده وتلاشيه، بل يكون خطا وباقيا سوى أنه ينتقل من مكان إلى مكان في عوالم الآخرة وعمله يسير معه، وقد كانت تسعى والدتي العظيمة بروح بصيرتها إلى دار الجنة الأبدية بالتقوى التي يشهدها كل من عرفها أو سمع عنها.
رحمك الله يا قلبي النابض ويا بصر عيني يا والدتي الحبيبة ما أعظم هبة الله لنا بك وب أبي رحمه الله وأعلى منازلهما منازل السرور والكرامة.
أسأل الله أن يهبكما وجميع موتى المؤمنين والمؤمنات شراب الأبرار يوم التغابن.
لقد سقاها الرب شراب الأبرار في دركها أن طهارة النفس وطهارة الروح هي الغاية من الخلق، فكانت تسعى بنيتها الصافية وقوة نفسها التي عرفتها أنها أعدى العدو إن لم تداويها بالمعرفة لحياة المعاد.
كما في الحديث الشريف: «من عرف نفسه عرف ربه».
فمعرفة النفس عين معرفة الرب.
في نفس والدتي الطاهرة رضوان الله عليها رؤية سعودية لجمال العبودية بين يدي الله تعالى.
فيا حر قلبي اليوم على بعدها عني، فقد فقدت من يذكرني ويعينني للسير إلى بجنان الخلود.
هي غائبة عني جسدا ولها شهود في حياتي اليومية تزيدني عقلا كلما صحيت ذكراها ذكرى العاشقين للإمام المهدي طاووس أهل الجنة.
وفقت للحج مع والدتي بعناية مولاي صاحب العصر والزمان في رحلة روحانية لم أعهد مثلها في سنوات الحج، وسر ذلك بركات روح هذه الأم التقية، كما تشرفت مع والدتي ذات الولاء الرفيع بزيارة جميع المراقد الطاهرة للمعصومين
وحتى في آخر يوم قبل رحيلها كنا قد تهيأنا لزيارة الأسوة الحسنة النبي الأعظم وآله الطاهرين، وهي تشيد بقلبها الداعي حتى آخر ساعات أنفاسها المباركة بمعاني الولاء التام.
«إني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم وولي لمن والكم وعدو لمن عادكم».
كنت في سنوات حفظ القرآن الكريم أشاهد كرامات عظيمة لوالدتي تتكرر كثيرا أشاهدها مع مصحف القرآن الكريم، وكان بجوارها من هي أشبه بسيدة نساء العالمين والسيدة المعصومة عليهما السلام.
كما كانت بعض الأخوات من صديقاتها تخبرني أنها رأت منامات بخصوص القرآن وبخصوص السيدة الطاهرة كريمة أهل البيت .
سارت رحمها الله رحمة واسعة في طريق الصالحين بإخلاصها لله تعالى.
تعزم في سيرها للوصول إلى حقائق قرآنية
أرسلها إلى مقام؛ «فادخلي في عبادي وادخلي جنتي».
نهدي لوالدتي ووالدي ثواب ما تيسر من القرآن وسائر أعمال الخير ولجميع موتى المؤمنين والمؤمنات.
إنا لله وإنا إليه راجعون.