آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

ستبقى حَياً في قُلوبِنا مهما طَالَ الزَمَن

جمال حسن المطوع

في خَبرٍ مُحزِن وصَادِم أفجعنا وآلمنا كثيراً نبأ وفاة أستاذَنا الفَاضِل المَرحُوم المَبرُور علي أحمد آل رضي أبو محمد الذي انتقل إلى جِوارِ ربه وهو في زِيارة إيمانية إلى الدِيار المُقَدَسة بِالعراق، وكانت وفَاتُه في النَجف الأشرَف مُتشَرِفا بِزيارَة سَيدنا ومولانا الإمام علي ، فنالَ فُرصةً ذهبية لا تُقَدَر بِثمن، بل هو وِسام الاستحقاق الإلهي مِن الدَرجَات العُليا امتزجت في التَرابُط الرُوحي المُقدَس في حُب وولاء امتزج بِقَسِيم الجِنة والنَار الشافِع المُشفع إمام الهُدى والتُقى، ذلِك الطَود الشَامَخ الذي يستَقبل ضِيوفُه ومُحِبيه بِشُحنات من الإيمان الرَبَاني وإغداق إلهي مِلئُه الرَحمَة والرُضوان لِزائِريه ومُحِبيه، خاصَةً لأولئك الذين على أرضِه الطَاهِرة ففَاضَت أرواحُهُم لِتَتَلاقى معهُ على أرض الجِنان تَكرِيماً لهم ورَفعاً مِن شأنَهُم.

فقِيدَنا الغالي له مِن اللَمسَات في حَياتِه ما لا يَنكُر فضلِه، له مِن العَطاء الاجتماعي مَا لا يُحصَى عَدَدُه، تارِيخُه حَافِل وشاهِد على ذلك فكانَ رَجُلٌ بِمعنَى الكَلِمة، فتَرى تُراثُه الخالِد في حياتِه يتحدَث عَن بَصمَات نَيرَة ومُضيئَة وسَاطِعة كَالشمس، وَلِي مَعَهُ وَقفات مُشَرِفة كان فيها الدَاعِم المَعنَوي والمُشارِك الحقِيقي في تعليقَاتِه على ما سَطَرتُه من مواضِيع مُتَعَدِدَة، فكان رَحِمَه الله السَبَاق في التَقييم والمُسانَدَة، أمَا على الصَعِيد الثقافِي فله إشراقَات نَيرَة وقَيمَة أنتَفَع مِنها كثِير مِن شرائِح المُجتَمع لأنها احتوت على أدبيات واسِعة المَعنى، وأما على الصَعيد الاجتماعي فَحَدِث ولا حَرَج وهي واضِحَة لِلعَيان ولِكُل ذي لب وبصيرة، فقَد غَرَسَ غَرساً سينمُو مع الأيام وتنبت بَراعِمُه وأغصانه إن شاء الله.

رَحِمَك الله يا أبا مُحمد رَحمَة الأبرار وخَلَفَك بِلا شَك ولا إشكال سَيَسِيرون على دَربِك وخُطاك لِتكَتمِل المَسيرَة وتبقَى رَمزاً خالداً على صَفحَات الزَمن.

فَنَم قَرِير العَين لا خوف ولا تَثريب عليك، ورَحمَات مِن الله على رُوحِك الزَكَية.