توصلت دراسة إلى أن التطوع أو التبرع للجمعيات الخيرية أو كلاهما يمكن أن يساعدا في تسكين الآلام البدنية
14 أبريل 2023
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 128 لسنة 2023
Volunteering or donating to charity could help ease your physical pain، study suggests
14th April 2023
بقيادة الدكتورة لوسيا ماكيا Lucía Macchia، ألقت دراسة جديدة الضوء على كيف يمكن أن تساعد السلوكيات المحابية للمجتمع [1] في تسكين آلام الناس في المملكة المتحدة.
دراسة جديدة [2] هي الأولى من نوعها تفيد بأن التطوع في أي منظمة أو هيئة، أو التبرع بالمال للجمعيات الخيرية، يحدان من تأثيرات الألم البدنية السلبية في قدرة الناس على القيام بواجبات ومسؤوليات عملهم اليومي، ما عدا أن للتطوع تأثيرًا ايجابيًا أكبر من التبرع للجمعيات الخيرية.
كما تفيد الدراسة التي أجرتها جامعة سيتي لندن City University of London وجامعة هارفارد، إلى أنه كلما زادت الأموال المتبرع بها للجمعيات الخيرية، كلما خف «سكُن» الألم البدني أكثر. لم تجد الدراسة تأثيرًا متناسبًا مع عدد ساعات التطوع كما وجدت لتأثير التبرع بالمال.
ومع ذلك، توحي الدراسة أيضًا إلى أن حجم تأثير تسكين الألم بسبب التطوع هو أكثر من عشرة أضعاف تأثير كل سنة إضافية من سنوات خدمة الشخص في العمل في زيادة التداخل السلبي للألم مع واجبات ومسؤوليات العمل [المترجم: المعروف أنه كلما زادت سنوات خدمة الانسان في عمله كلما زادت التأثيرات السلبية للألم في العمل؛ وعليه فالتطوع من شأنه أن يقلل من ذلك التداخل السلبي للألم في قيام الشخص بواجباته ومسؤولياته تجاه عمله على أكمل وجه سواء أكان داخل البيت أو خارجه].
بالرغم من أن كلًا من التطوع والتبرع للجمعيات الخيرية يحدان من تداخل الألم السلبي بشكل أكثر من التطوع وحده، وجدت الدراسة أن الاختلاف لم يكن ذا دلالة إحصائية.
يزعم الباحثون أن المشاعر الإيجابية التي قُرنت سابقًا بالانخراط في السلوك المحابي للمجتمع [2] يمكن أن تساعد في تفسير النتائج الراهنة. على وجه الخصوص، وُجد أن التطوع مقترن اقترانًا وثيقًا بالروابط والعلاقات الاجتماعية [3] التي تعد مؤشرًا رئيسًا على مستوى الرفاه [4] ، بما في ذلك ما يتعلق بالألم البدني.
بالرغم من أن السلوكيات المحابية للمجتمع، مثل التطوع أو التبرع للجمعيات الخيرية، قد قُرنا منذ فترة طويلة بفوائد تتعلق بالصحة العقلية والبدنية للفرد، حتى الوقت الراهن، لم تتناول أي دراسة التحقيق فيما إذا كانت هذه السلوكيات مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالحد من الألم البدني.
في هذه الدراسة الطولية [5] ، أجرى الباحثون تحليلات للردود على المسح الاستقصائي الذي أُجري على الأسر في المملكة المتحدة «UKHLS» خلال الفترة ما بين 2011 م و2020 م. هذا المسح الاستقصائي مستمر ويجرى على المشاركين بصورة مباشرة «وجهاً لوجه» سنويًا. صمم المسح الاستقصائي ليكون ممثلاً لسكان المملكة المتحدة ويشمل مشاركين من جميع مناطق المملكة المتحدة ومن أعمار مختلفة، فضلاً عن مشاركين من قطاعات تعليمية واجتماعية واقتصادية.
في التحليل الرئيس، استخدمت ردود ما يقرب من 35 ألف مشارك. أجابوا على أسئلة تتعلق بما إذا قد تطوعوا أم لم يتطوعوا، وما إذا تبرعوا للجمعيات الخيرية أم لم يتبرعوا، والتي تمت مقارنتها بإجاباتهم على ما إذا كان الألم البدني الذى عانوا منه يتعارض مع قيامهم بالواجبات والمسؤوليات المناطة بهم في عملهم سواء أكانت داخل البيت كالطبخ والتنظيف والتربية وغيرها أم في خارجه]، وما أجابوا عنه من أسئلة باستخدام مقياس مكوَّنٌ من خمس درجات - درجة 0 «تعني أن الألم ليس له تأثير في العمل - أي لا يتداخل مع العمل - على الإطلاق» إلى درجة 5 «تأثير الألم في العمل بالغ».
متوسط تأثير السلوكيات المحابية للمجتمع مجتمعة في الألم البدني خلال 10 سنوات من المتابعة. يبين هذا الشكل المعاميل غير المعيارية للجمع بين التبرع والتطوع من النماذج المختلطة المباشرة. المصدر: مجلة البحوث النفسية [2]
يتراوح متوسط سن المشاركين من 49 إلى 48 عامًا في كل من مجموعة التبرع ومجموعة التطوع، ومن 42 إلى 46 عامًا في المجموعة التي لم تتبرع والمجموعة التي لم تتطوع، حوالي 45 في المائة من المشاركين كانوا من الرجال.
وجدت تحليلات أخرى، بشكل عام، أن المشاركين الذين تبرعوا مقابل المشاركين الذين لم يتبرعوا بالمال للجمعيات الخيرية قد أبلغوا عن ارتفاع بطيء في الشعور بالألم بمرور الزمن، على الرغم من أن هذا التأثير لم يُلحظ بالنسبة لأولئك الذين تطوعوا.
بالرغم من أن الباحثين لم يستطيعوا استبعاد المخاوف بشأن دور السببية العكسية في النتائج، حيث الذين يشعرون بالمزيد من الألم قد لا يكونون منخرطين في سلوكيات محابية للمجتمع، زعم الباحثون بأن تصميم الدراسة الطولية وعوامل أخرى ساعدت في مواجهة / تقض هذه المخاوف. [المترجم: أصل السببية العكسية هي: بدل أن يكون س سببًا لـ ص، يصبح ص سببًا لـ س].
يعد الألم البدني أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل الناس يراجعون غرفة الحوادث والطوارئ في مستشفيات المملكة المتحدة. يعاني ما يقرب من تسعة ملايين شخص في المملكة المتحدة من آلام مزمنة، وتشكل آلام العضلات والعظام وحدها 30 في المائة من الاستشارات الطبية في البلاد.
ومن المعروف أيضًا أن الألم البدني يؤثر سلبًا في جودة حياة الشخص، بما في ذلك صحته العقلية وإنتاجيته في العمل وممارسته مع الأسرة وانتاجيته في العمل. فهم العوامل التي تساعد على تقليل الألم يُعتبر ضروريًا لتصميم سياسات الصحة العامة اللازمة لمعالجة هذه المشكلة.
قالت المؤلفة الرئيسة للدراسة، الدكتورة لوسيا ماكيا Lucía Macchia، الاستاذة المساعدة في علم النفس بجامعة سيتي لندن: يساهم هذا البحث مع الأوراق المنشورة الجديدة المضطردة في النمو في تناول الألم بالدراسة من منظور اجتماعي اقتصادي «سسيو اقتصادي [6] ومنظور نفسي اجتماعي [المرتبط بنمو النفسي للشخص في بيئة اجتماعية والتفاعل معها [7] ومنظور سلوكي. توفر الدراسة معلومات مفيدة لتصميم سياسات الصحة العامة وتقييمها من خلال الكشف عن أساليب الانخراط في السلوك المحابي للمجتمع، والذي يمكن أن يخلق مشاعر إيجابية قوية ويقلل من الحالة المزاجية السلبية، مثل التوتر، ويؤثر بشكل إيجابي في تسكين الألم.