مضيق حي المحمدية
يُعرف المضيق بأنه تقلص المسافة بين ضفتي اليابسة في المجرى المائي. وقد يسبب ذلك إلى حالة شبيه بعنق الزجاجة لما يحدث من تزاحم أو بطئ في حركة العبور والمرور. وأشهر مضيق في العالم هو مضيق هرمز في الخليج العربي ومضيق باب المندب في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر. وهي مضائق طبيعية ضمن جغرافيا الكرة الأرضية. وعليه تكييف الإنسان على التعاطي وتنظيم وتأمين تدفق المرور عبر المضائق، وأدخل ذلك ضمن أطر ومعاهدات دولية ملزمة وفاعلة.
في المدن القديمة والحديثة تبرز في المخططات السكنية، ولو بعد حين، شوارع شبيه بعنق الزجاجة للتدفق المروري وهي مصداق لشبه مضيق أو مضيق. وقد تكون الأسباب عدة في حدوث ذلك المضيق على اليابسة، ومنها سوء تقدير التدفق المروري المستقبلي أو وجود طفرة زيادة سكانية أو توالد اختزال للمسافة عبر هذا المضيق لبلوغ أماكن العمل والطبابة والأسواق والتعليم والعمل لرواد الطريق.
إن دفاشة وحماقة ووقاحة واستبداد بعض - نؤكد على كلمة بعض أي القلة القليلة - رواد الطريق في أوقات الذروة المرورية يكشف عن طبيعة أولئك البشر وما تحتويه أنفسهم من أنانية وهمجية واستبداد وقلة ذوق وانعدام الاحترام للآخرين وهتك الحقوق وإيذاء الناس ووجود حثالة بشرية داخل المجتمع الواحد وسقوط النرجسية الاجتماعية وانكشاف الأقنعة الأخلاقية، فأعان الله رواد تلك الطرق من الناس المحترمين. التعدي على الحقوق في الطرق حدث ويحدث في طرق عدة قد تحتوي على أربع أو ثلاثة مسارات مثل طريق الجبيل - الظهران السريع في أوقات الذروة. فما بالك بمضيق يحول ثلاثة مسارات في شارع واحد إلى مخرج مسار واحد.
مؤسف أن تتحول بعض شوارع الأحياء السكنية في بعض المدن ونتيجة لوجود زنقات واختناقات مرورية في أوقات الذروة من مكان سكن إلى معبر. فتتحول حالة سكان مجاوري ذلك الشارع من الراحة إلى شبه معاينة صراع يومي بين مرتادي الطريق للمرور من المضيق. والحقيقة أن مخرج شارع الخليج العربي الملتحم بشارع الأمير نايف ”مقابل مركز طابا التجاري“، والواقع في رأس حي المحمدية الشرقي الجنوبي بمدينة الدمام شرق المملكة هو أحد تلكم المضائق التي تؤرق ساكني الحي ومرتاديه صباحا / مساء في ساعات ذروة ذهاب الموظفين والمراجعين للدوائر الرسمية والمتسوقين لسوق الجملة والخضار والانصراف منها إيابا في أيام العمل خلال الأسبوع. أسميته ”مضيق المحمدية“ لما شاهدت من صراعات كلامية واستفزازات بين بعض رواد ذاك المخرج صباحا ومساء. ونرجوا من الجهات المعنية اتخاذ الخطوات لفك عنق الزجاجة المرورية فيه بطرق هندسية وحلول مستدامة.
نسعى عبر هذا المنبر تنبيه رواد الطرق حيثما كانوا أن يلتزموا بحقوق الطريق والالتزام بالصف والتحلي بالأخلاق وعدم التجاوز على حقوق الآخرين لكي يبدأ الإنسان يومه بعيدا عن العصبية والاستفزاز والكلام الهابط والتهتك والتنابز بالألقاب وتعطيل مصالح الآخرين.