آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

كمالات إنسانية للعلماء العظماء

نداء الأحمد *

قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [الزمر: آية 9].

قد شق المؤمن المتقي زينة معنوية بقوة العلم، وبقوة التزكي حيث العمل الصالح، فارتفع بعالم الآخرة لا الدنيا.

استلهم نور العلم وضياء العمل من مصابيح النور والضياء الأنبياء، والأوصياء ”صلوات الله عليهم“ ليكون في أعلى الذروة بالمعارف الكاملة بالله تعالى، والتي هي الغاية الأسمى من خلقنا ووجودنا.

لنكن حقا تلامذة جيدين حفظوا العلم والعمل، فصاروا في زمرة أرباب اللوح والقلم.

﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق: آية 2,3].

ثق أيها الإنسان بالبركات التي يهبها الله لمن أخلص في طلب المعرفة الحقة، ولتكن أنت ممن يلهم الإحساس الإدراكي العالي في معرفة الحقيقة في كل أمر.

فالمواهب الإلهية العظيمة تعطى لمن نوى وسار في طريق التخلق بالأخلاق الربوبية، واجتهد في تزكية نفسه بالآداب الإنسانية.

لنحيي المعارف الإلهية بهمة من ساروا في وادي الولاية بتطهير السر وإضاءة الروح بنور الله تعالى.

الاتكال على الله المتعال يوسع مدارك العقل، كما تزداد بارقة النفس بالإلهام لتكون النفس في أقصى مدارك العرفان.

قال الإمام الصادق : «إن روح المؤمن أشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها».

من الألطاف الإلهية التي تغاض للإنسان في دار العمل أن يكون عالما ربانياً ذا محاسن غزيرة وروح ذات مؤانسة تأبى إلا أن تكون دوما في الحال الأسنى الرفيع.

كلما كان العالم الرباني مدركاً لشأن اليقين ستكون شخصيته الروحية ذات خصال وفضائل جمة تأخذها حيث الكمالات الروحانية.

أفاض الله علينا وعليكم الأنفاس النفيسة باكتساب المعارف والحقائق بالليل والنهار.

في الكافي بإسناده إلى حفص بن غياث قال: قال لي أبو عبد الله : «من تعلم العلم، وعمل به، وعلم لله دعي في ملكوت السماوات عظيما، فقيل: تعلم لله، وعمل لله، وعلم لله».

والحمد لله رب العالمين.

بكالوريوس علم اجتماع
ماجستير في علوم القرآن الكريم