آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

الحقائق وصدق الكلمة

جمال حسن المطوع

مِن الحقائِق التي لا لَبس فيها ولا غموض هي صِدق الكَلِمة وأمانة الرأي وخاصةً إذا جاءَت مِن رَجُلٍ ذي ثِقة وعَقلٍ راجِح وصَاحِب مِصداقِية في القَول والفِعل، وكل همه كان اتخاذ القرار المناسب في أي نزاع پين أي فريقين متضادين، ولكن أن ينقلِب الوَضع رأساً على عَقِب، فَيرى الحَق باطِلاً والباطِل حقاً، هُنا تَختلِط الأوراق فيما بينها مِما يؤدي إلى فِقدان الثِقة وانهيار مَعايير القِيم والمُثُل العُليا فيقُودُ ذلِك إلى تَشَتُت المُجتمع وانهيار مَبادِئه وأخلاقه التي اتخذ مِنها شِعاراً، فما إن تحدُث مُشكِلة ما ولا يَجِد المُتخاصِمِين فيما بَينَهم من يُعالج قضاياهم بِروحٍ شفافَة فهم فَقدُوا الرُكن الأساسي الذي كان يُعتَمَد عليه في حَلِ مَشاكِلَهم، وفُجأةً أصبَح ذلك الشخص طَرفَاً مِن القَضية عندما أيد فريقاً على الآخر، في حين أنه كانَ مِن المَفرُوض أن يكون مُحايداً لِيكسِب ثِقة الجَميع، اعتقادا مِنهم بِأن يكون مُنصِفاً مَصغِياً إلى الجَميع بِإنصَاف وعَدل وحِياد حتى تُوأد الفتنة في مَهدِها، لكِنه سَعى إلى الحِفاظ على مَصالِحِه الشَخصِية وأمور دُنياه التي تَتعلق به مباشرةً بأحد الطرفين في الوقت نفسه أنه كان مَحل ثِقة الجَميع من خِلال مَواقِف سَابِقة إيجابِية له، ولكن بين عَشِيَةٍ وضُحاهَا أسقط ما كان يعتَقِدَه ويتبناه فتصَدَع ذلك الطَود الشَامِخ مُحَدِثاً أضراراً لا حَصر لها، فباتَت الأمور خَارِج السَيطَرة وكل يُغني على ليلاه، والناس بين حَانَا ومَانَا، ينتَظِرون من يقود السَفينَة مرةً أخرى إلى شاطِئ الأمان فيقُول بَعضُهم لا تَفقدُوا الأمل لو خُلِيت خُرِبَت.

مازَال الرَجَاء بالله قوياً في إيجاد البَدِيل وعند الوَقت المُناسب حيثُ قال جَلَ جَلالُه...

﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ [يوسف: آية 87]

صَدَقَ اللهُ العَليُ العَظِيم

فإن لُطفُه قَرِيب...