بعض الوعاظ ودورهم الإيجابي
أعجبني أحد الوعاظ عندما وضع النقاط على الحروف، وأشار إلى واقع يعيشه مجتمعنا لا يحسد عليه، بل يتطلب إعادة النظر في بعض السلوكيات السلبية التي تتطلب طرحها للرأي العام وهي متعددة الجوانب، ومنها عدم الترابط الأسري والاجتماعي فما أن يقع أحد ما حتى تجد التجاهل وعدم الاكتراث وكأن الأمر لا يعنينا، بينما هو في صميم الواقع.
فمثلا يتعرض أحدنا لعارض صحي أو وضع اقتصادي صعب أو معيشي لأحد أقاربنا أو أحد معارفنا لا نجعله من الأولويات في اهتماماتنا، بينما يلتزم بعضنا في الوقت نفسه بالواجبات الدينية وتبعاتها، ويحاول بشق الأنفس أن يكون مضرب مثل في التقيد والالتزام، ويلوم نفسه لوما شديدا لو فاتته صلاة الجماعة في المسجد، ويعد نفسه من المقصرين، بينما تراه على الجانب الآخر لا يهتم ولا يكترث بالآخرين من بني جلدته وأقاربه في السؤال عنهم ومتابعة أخبارهم الأسرية والاجتماعية وأحوالهم الاقتصادية وهم ربما يعيشون حياة الكفاف والعوز والمرض، بل قد يواجهون أوضاعا صعبة تدعو إلى الشفقة والمعونة؛ مما يولد لهم البؤس والشقاء، ويحتاجون إلى من ينتشلهم من هذا الوضع الكارثي والمأساوي، قال رسول الله ﷺ «.. خير الناس أنفعهم للناس».
التقيد بأمور الدين وواجباتها من الأمور الحسنة التي هي بدورها تدفعنا إلى بذل المزيد من الاهتمام بأحوال الناس كائن من كان؛ لأنها تمثل الإنسانية في أسمى معانيها لا إلى التجاهل والتغافل، ويدعمها ويعززها الدين في مبادئه وقيمه الرفيعة عندما أشار وشدد فالدين هو حسن المعاملة، وهي تدخل في كل الحيثيات صغيرها وكبيرها، فكلما زاد ارتباطك بربك دعاك أن تقرن طاعتك وعبادتك بما تقدمه من أعمال خيرة في خدمة الناس. ومنفعتهم وتكون بذلك قد جمعت الحسنيين دنيا وآخرة.