آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

ماذا تعرف عن وحم الطعام PICA: فساد الشهية لدى الأطفال؟

الكلمة اللاتنية، [1]  Pica، تشير إلى طائر مشتهر بشراهه للأكل، يسمي العقعق.

ويراد منه الاستهلاك المستمر للمواد غير الغذائية، لفترة لا تقل عن شهر واحد، وتتسم بابتلاع مزمن أو متكرر لمواد غير غذائية كالتراب والطين والجص والصوف والفحم والفحم، والطباشير، والخشب، واللاصق «البلاستر»، والإبر، والخيوط وغيرها.

غالبًا ما تحظى بيكا عند الأطفال باهتمام إكلينيكي بالاقتران مع مشكلات سلوكية وطبية أخرى.

في أي عمر يمكن تشخيص بيكا؟

يمكن أن تحدث بيكا في أي عمر، والأكثر شيوعًا مع بداية الطفولة.

يبدو أنه أكثر شيوعًا في الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية واضطرابات طيف التوحد، وبدرجة أقل في الوسواس القهري واضطرابات الفصام.

تبدأ هذه العادة في ما بين السنة الأولى والثانية من العمر في معظم الحالات، ولكنها قد تبدأ أبكر من ذلك.

إن ابتلاع الأشياء معروف في الرضع والأطفال الصغار، حيث إن وضع الأشياء بالفم تكون طبيعية لدى الرضع، ولكن استمرار هذه العادة إلى ما بعد السنة الثانية من العمر أمر يستلزم الاهتمام والمتابعة للبحث عن الأسباب المؤدية إليه.

يبدأ بيكا عادة في الأطفال الصغار وينتهي في سن المدرسة باستثناء الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، الذين قد يكون لديهم بيكا ممتدة إلى مرحلة البلوغ.

يكثر حدوث هذه الظاهرة لدى الأسر ذات المستوى الاجتماعي المنخفض.

قد تظهر بيكا في الحمل مع الرغبة الشديدة بالنسبة للمواد غير الغذائية مثل الطباشير أو الطين، لكن التشخيص لا يؤخذ في الاعتبار إلا إذا كان الابتلاع يشكل خطرًا طبيًا.

المسببات:

تشمل الأسباب المحتملة نقص التغذية، وعدم كفاية التحفيز، وصعوبات العلاقة بين الوالدين والطفل، أو التقاليد الثقافية.

⁃ توجد عوامل تزيد من مخاطر حدوث الوحم مثل المرض النفسي عند الوالدين أو الطفل، والتشوش العائلي، والحرمان البيئي، والحمل، والصرع، ووجود تلف بالمخ، والتأخر العقلي، واضطرابات النمو.

⁃ نقص التغذية «على سبيل المثال، الحديد والزنك والكالسيوم»

⁃ انخفاض العوامل الاجتماعية والاقتصادية، الاضطراب العقلي، الاضطراب البيوكيميائي، والعوامل الثقافية والعائلية.

⁃ فقدان الحنان من الأبوين، فهذه العادة أحد مظاهر الاضطراب العائلي، وعدم المتابعة من قبل الأسرة، وإساءة معاملة الأطفال وإهمالهم وفقدان التغذية العاطفية للطفل من قبل أفراد الأسرة؛ ويلجأ الطفل إلى هذه العادة لسد جوانب نقص عاطفي لديه.

أضرار بيكا:

تختلف العلامات المتعلقة بالوحم حسب المادة التي تم ابتلاعها.

من مخاطر هذه العادة:

- حدوث التسمم بمادة الرصاص. الرصاص الذي هو أكثر السموم المرتبطة بالوحم انتشارا، له تأثيرات عصبية، وتأثيرات بالدم، وتأثيرات في الغدد الصماء، والقلب والكلى.

- حدوث نقص في مادة الحديد بالجسم، مما يؤدي إلى فقر دم حديد.

- الإصابة ببعض الأمراض الطفيلية.

⁃ يمكن أن يكون بيكا قاتلاً بناءً على المواد التي تم تناولها.

- الوحم من أسباب حدوث المضاعفات بالجهاز الهضمي والتي تشمل الإمساك، وقرح الجهاز الهضمي، وانثقاب القناة الهضمية، والانسداد المعوي نتيجة ابتلاع مواد حادة غير قابلة للهضم.

تقييم الحالات:

يجب اعتبار بيكا في جميع حالات التأخر في النمو وصعوبات التعلم والإعاقة الذهنية والأعراض السلوكية غير العادية، والإمساك المزمن.

من أجل تشخيص مرض بيكا، يجب على الطبيب عمل تقييم نفسي كامل للطفل، وكذلك تحديد تغذية الطفل وتاريخ التغذية.

ينبغي الاهتمام بمعرفة إذا كان هناك اهتمام بالطفل أو إهمال من قبل الوالدين.

العلاج:

يتم الجمع بين الأساليب السلوكية والاجتماعية والطبية بشكل عام.

تقييم للإهمال والإشراف الأسري، جنبا إلى جنب مع التقييم النفسي للاضطرابات النفسية المتزامنة

وتأخر النمو مهمة في تطوير فعالية استراتيجية التدخل من أجل بيكا.

التدخلات السلوكية:

بالرغم من أن الوحم عند الأطفال في أغلب الحالات يشفى تلقائيا، إلا أن الطفل يحتاج للعناية النفسية، ومتابعة من قبل الطبيب.

استشارة المختصين بالطب النفسي للتعرف على طبيعة المرض وعلاجه.

التدخلات السلوكية على وجه الخصوص، التحليل السلوكي التطبيقي في المرضى ذوي الإعاقة الذهنية.

تشمل خطة العلاج وضع أعراض الوحم في الاعتبار، والعوامل المساهمة، وعلاج المضاعفات الناتجة.

تغذية الجوانب النفسية لدى الطفل المهمة في العلاج من قبل الأبوين.

العلاج السلوكي ناجح في علاج بيكا لدى الأفراد ذوي الإعاقة الذهنية، وقد يكون قابلاً للتطبيق على الأطفال الآخرين.

مكافآت الأكل المناسب «التعزيز الإيجابي: نظام المكافآت»، وتعليم كيفية التمييز بين الأطعمة الصالحة للأكل.

التحفيز السلبي، حيث أن التحفيز السلبي يقوي السلوك الإيجابي.

تحسين فرص اللعب.

علاج المضاعفات الطبية المصاحبة «على سبيل المثال، سمية الرصاص، فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، الإصابة بالطفيليات».

يمكن أن تتطلب العواقب المتعلقة بالعنصر المبتلع علاجًا محددًا، على سبيل المثال ابتلاع كمية من الشعر قد يتطلب تدخلًا طبيًا أو جراحيًا.

 

[1]  وصف عالم الطبيعة السويسري كونراد غيسنر هذا العقعق ورسمه في كتابه «Historiae animalium» عام 1555. في 1758 أدرج كارولوس لينيوس هذا النوع في الطبعة العاشرة من كتابه نظام الطبيعة تحت الإسم العلمي «Corvus pica»، تم نقل العقعق إلى جنس منفصل تحت اسم «pica» بواسطة عالم الحيوان الفرنسي ماثورن بريسون في عام 1760. «pica» هي الكلمة اللاتينية الكلاسيكية لهذا الطائر.
استشاري طب أطفال وحساسية