اشتر صديقا لابنك
”اشتر صديقا لابنك“ جملة يرددها الدكتور الطاهر في معظم محاضراته التربوية الهادفة. لم نكن نسعى في يوم من الأيام أن ندفع أموالاً لتأمين أصدقاء لأنفسنا فضلا عن أبنائنا. ولم يكن في يوم من الأيام مما مضى من الزمان أكثر سهولة من هذه الأيام في عقد صداقات في شتى المجالات وبقاع العالم بفضل تطبيقات التواصل الاجتماعي. إلا أن جودة الأصدقاء أهم من الكم.
مع شديد الأسف نرى ونسمع أحداثاً مأساوية وقع فيها فتيان وفتيات في سن المراهقة وسن الشباب لا بل حتى بعض المتقاعدين بسبب صديق السوء. وكلمة الدكتور السيد مهدي الطاهر بحق كلمة ذات وزن نوعي مميز. ولا يعني صديق السوء فقط من هو سيئ السلوك أو منحرف الأعمال وطويل اللسان ومنحرف الأفعال وشاذ الخصال، ولكن أيضا يشمل الأمور التالية:
1 - من يحدث مغالطات شيطانية
2 - يبعد الإنسان عن أبويه وأهله وأهل الخلق الحسن
3 - يعين الفتيان والفتيات على التمرد على أسرتهم ولو بالإيعاز.
4 - يزين لهم المعصية بعناوين مختلفة وتحت عناوين الكوميديا السوداء.
5 - يصعب أمام أعين الشباب أعمال البر بالوالدين، ويعقدها لهم.
6 - يوسوس للآخرين للهروب من تحمل المسؤولية
7 - يحرض أو يحتضن الهاربين من بيوت أهلهم
8 - يحرض الفتيان والفتيان على انتهاك المحرمات بعنوان براقة مثل ”عش التجربة“ أو بعنوان ”أكسر حاجز الخوف“
9 - يزين للآخرين أعمال السوء أو الكسل
10 - يريد أن يتحكم بحياة الآخرين وقراراتهم ومستقبلهم والتدخل في أساليب إدارة والدي الآخرين لأبنائهم
11 - تزيين للشباب التشبه بأهل الفسوق
12 - تغرير بالآخرين لخوض تجربة المخدرات أو التدخين أو المعسل أو الحث على حضور التجمعات المنفلتة أخلاقيا.
جميعنا نريد أن نرى جيلاً قوياً في البناء الجسدي والفكري والعقائدي والنفسي والتعليمي والعاطفي والصحي والوعي والبصيرة، بحيث أنه لا يقع فريسة إغواء أو انحراف أو استهلاك أو تغرير أو تضليل أو ابتزاز. وجميعنا نتطلع أن نكون مساهمين فاعلين قولا وفعلا في صنع هكذا جيل والمساهمة في تحصينه من أصدقاء السوء ومروجي الرذائل. الحملة الوطنية الحالية لمكافحة المخدرات في وطننا العزيز وأدائها الرائع نرفع لرجالاتها القبعة، وندعو للأبطال من رجال الأمن الأوفياء بالتوفيق وحسن الإنجاز. ولكون حقيقة أن الصاحب ساحب ماثلة أمام العين، وجب على الآباء والأمهات والإخوان الكبار والأخوات الكبار:
1 - بذل جهود مضاعفة لإبطال أي اختراق من قبل الشر وأهل الرذيلة و
2 - تكثيف التواصل بين أولياء الأمور وأبنائهم و
3 - دعم وتحفيز الأبناء بإحاطة أنفسهم بأصدقاء صالحين وصادقين وأوفياء ومهذبين ونظيفي السريرة. قد يكلف ولوج هذا الأمر بعض الآباء والأمهات بعض التضحية من مصاريف مالية «على شكل انعقاد ولائم وحفل نجاح وذكرى ميلاد» لابنهم وجهود ذاتية وتضحية ببعض الوقت والتنازل عن بعض الشموخ والتصابي مع الأبناء والانحجاب عن بعض الأنشطة الاجتماعية لكسب الأبناء في صفهم وضمان صفة إنجاح تكوين أصدقاء ذوي أخلاق عالية لهم.
السؤال: في ظل العولمة في الاتصالات والتطبيقات الرقمية المتعددة وتفشي ظاهرة انكفاء عدد غفير من الشباب والفتيات على تطبيقات التواصل الاجتماعي، هل نجح الآباء والأمهات في مهمة إحراز أصدقاء أكفاء لأبنائهم؟! وإن لم ينجحوا، فما هو المطلوب من أعمال وجهود لإنجاح هذه المهمة ولتعميم ذات الأساليب في إنجاح إقناع الشباب في ضرورة حسن اختيار الأصدقاء وتفعيل مفاهيم الصداقة النافعة؟