أساليب التواصل السلبية بين الزوجين تترك جروحًا حقيقية واعتبارية
أساليب التواصل السلبية بين الزوجين تترك جروحًا حقيقية واعتبارية
18 يناير 2023
بقلم إميلي كالدويل، جامعة ولاية أوهايو
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 119 لسنة 2023
Negative marital communications leave literal, figurative wounds
18 January 2023
Emily Caldwell, Ohio State News
The Ohio State University
الدراسة تربط بين أساليب النقاش المدمرة والوظيفة المناعية المنخفضة
توصلت دراسة جديدة إلى أن نزعة أحد الزوجين أو كليهما إلى تجنب النقاشات الصعبة / الحادة أو الانسحاب منها قد يتسبب في إصابة الزوجين بأزمة عاطفية [خوف، اكتئاب، قلق، أو حزن أو ما إلى ذلك[1] ] والمشاعر السيئة بشأن علاقتهما والالتهاب المزمن وانخفاض وظائف المناعة. [المترجم: النقاش / الحوار الصعب هو مناقشة موضوع غير مريح لطرفي للخلاف أو تجربة سلبية الهدف منها هو تبادل وجهات نظر مختلفة والتوصل إلى تفاهم متبادل وتعزيز الاحترام بين طرفي النقاش وليس التوصل إلى إقناع أحد الطرف الآخر أو كسب النقاش[2] ].
التحليل أعاد النظر في بيانات دراسة أجرتها جامعة ولاية أوهايو عام 2005 والتي أثبتت أن الضغط النفسي الذي يشعر به الزوجان من جراء جدال استمر لفترة نصف ساعة بينهما[3] قد يبطئ من قدرة جسميهما على التعافي من هذه الجروح لمدة يوم واحد على الأقل - وهو اكتشاف بارز في حينه يُبين مدى تأثير الضغط النفسي في المناعة.
نظرة جديدة في البيانات تبين أنه عندما يتواصل الزوجان عادة مع بعضهما بعض بأساليب سلبية، فإن كلا الزوجين - والزوجة على وجه الخصوص - يعانيان عاطفياً وتضعف وظائفهما المناعية وتظهر على شكل جروح تستغرق وقتًا طويلًا قبل أن تشفى. كشف التحليل أن التبعات الصحية لأساليب التواصل السلبية كانت واضحة حتى قبل بدء الدراسة التي نشرت عام 2005: تحليل عينات دم الأزواج قبل وصولهم مختبر أبحاث الطب السلوكي في الجامعة يبين أن مستوى تركيز العلامات الحيوية «البيولوجية» على الالتهاب كانت عالية.
أظهرت التجربة الأولى أن إحدى المناقشات الجدالية المسببة للضغط النفسي - التي أجريت في مختبر أبحاث الطب السلوكي في الجامعة، وسجلها الباحثون وحللوها - يمكن أن تضر بالوظيفة المناعية لكل من طرفي الجدال. تفيد هذه الدراسة الجديدة أن الجدال الأكثر شراسة / عنفًا في المختبر كان مرتبطًا بأسلوب تواصل أكثر سلبيةً بين هؤلاء الأزواج - وأساليب التواصل اليومية هذه هي السبب المحتمل وراء المشاعر السلبية القائمة بين الأزواج والعلامات البيولوجية التي يمكن أن تؤدي إلى مخرجات صحية[4] سيئة لهم.
قالت المؤلفة الأولى روزي شراوت Rosie Shrout، التي أكملت هذا العمل كباحثة ما بعد الدكتوراه في معهد أبحاث الطب السلوكي «IBMR» في جامعة أوهايو: ”الزواج مقترن بصحة أفضل، لكن العلاقة الزوجية المأزومة [5] يمكن أن تؤدي إلى تدهور الحالة الصحية“. "من المهم فهم ما يجري وراء الكواليس والذي يؤدي إلى هذه التأثيرات.
ما نلاحظه هو أن كلًا من المشاعر السلبية اليومية المزمنة والمشاعر السلبية الحادة، والشعور بهما بشكل متزامن - سيء بشكل خاص لمشاعر الأزواج وعلاقاتهم ووظائفهم المناعية، " كما قالت شراوت، وهي أستاذ مساعد في التنمية البشرية وعلوم الأسرة في جامعة بوردو في الوقت الحالي.
نُشرت الدراسة الجديدة مؤخرًا في مجلة علم الغدد الصماء العصبية[6] Psychoneuroendocrinology.
دراسة عام 2005 ضمت 42 من الأزواج متزوجين زواجًا شرعيًا وبقوا كذلك لمدة 12 عامًا في المتوسط. فحص الباحثون المستوى الأساس للبروتين المحرض على الالتهابات proinflammatory protein في عينات من دمهم واستخدموا جهازًا لإحداث نفطات blisters صغيرة على ساعد كل زوج / زوجة - تم رصد عملية التئام جروح النفطات كمؤشر على مدى كفاءة عمل الجهاز المناعي لكل مشارك.
أكمل المشاركون استبيانات لتقييم أساليب التواصل بينهم عند ظهور مشكلات بينهما - التواصل الإيجابي البناء المتبادل أو التواصل الايجابي المتماثل symmetrical positive communication [التواصل المتماثل هو الحوار بين طرفين الذي من المرجح أن يؤثر فيه الطرفان في بعضهما بعض بشكل متساوٍ وأن يغيرا آراءهما، وأن يتخذا قرارات مفيدة للطرفين[7] ].، أو التباين في أساليب التواصل السلبية التي تضمنت إما التجنب المتبادل بين الطرفين لبعضهما بعض أو الحالات التي طلب فيها أحد الطرفين النقاش للتوصل إلى حل ولكن الطرف الآخر انسحب من النقاش ردًا على المحاولة.
تم تسجيل نقاشات الأزواج وهم منهمكون في الحوار في زيارتين منفصلتين لمختبر أبحاث الطب السلوكي: الأولى ركزت على الدعم الاجتماعي والثانية كانت محاولة لحل أحد المصادر المعروفة للتوتر في العلاقة الزوجية، مثل الشؤون المالية أو آباء وأمهات واخوان وأخوات الزوجين «الأصهار». قام الباحثون بترميز[8] السلوكيات السلبية والإيجابية خلال هذه المناقشات.
في جلسات المتابعة، قام الأزواج بتقييم المناقشات - سواء أكانوا راضين عنها، والدرجة التي شعروا فيها بدعم شركاء حياتهم وتفهمهم لهم، وفي ضبط أنفسهم والعمل بشكل مثمر أثناء حل المشكلات. تم تقييم التئام جروح النفطات بشكل يومي لمدة ثمانية أيام ثم مرة أخرى في اليوم الثاني عشر.
في الدراسة الجديدة، بينت النمذجة الإحصائية للبيانات الوصفية والبيولوجية أن أساليب التواصل السلبية بين الأزواج - على وجه التحديد التجنب المتبادل من كل من الزوجين للآخر أو بين الطرف الطالب للحوار الذي يسعى للتغيير وايجاد حلول للمشكلات / والطرف الآخر المطالب بالانسحاب وانهاء الحوار [عملية[9] تعرف ب demand / withdraw] - كان لها تبعات متتالية على شعور الزوجين بعد حوارهما في مختبر أبحاث الطب السلوكي، وعلى نتائج فحوصات الالتهاب والوظيفة المناعية.
”إذا كان الحوار بين الزوجين أكثر سلبية عادةً على أساس يومي، وكانوا سلبيين في تلك النقاشات المعينة التي جرت في المختبر، فقد صنفا النقاش بشكل أكثر سلبية وأقل إيجابية وكانت مشاعرهما أقل إيجابية، والتأمت جروح نفطاتهما بشكل أبطأ.“ ”السلبية المزمنة والسلبية الحادة لهما آثار عاطفية وعلائقية ومناعية بين الزوجين - وعلى الأخص على للزوجات.“
في المقابل، الأزواج الذين أفادوا عن أساليب تواصل متبادلة وبناءة قيَّموا النقاشات التي جرت في المختبر بشكل أفضل.
اقترحت بعض النتائج المعينة إلى أي مدى يمكن أن تكون تأثيرات أساليب التواصل السيئة تراكمية وضارة: تلتئم الجروح ببطء أكثر في الزوجين اللذين يتجنبان النقاش في مواضيع صعبة واللذين كانت لهما أيضًا سلوكيات إيجابية أقل أثناء المناقشات التي جرت في المختبر، [المترجم: المواضيع الصعبة مثل الطلاق والفقر والاهمال وتعاطي المخدرات والعنف المنزلي وتدخل الوالدين وغيرها[10] ]. حتى عندما كان الزوجان اللذان يتجنبان النقاش والحوار بينهما أكثر إيجابية أثناء محاولتهما حل النزاع، فإن تلك الإيجابية لم تساعد في التئام جروحهما بسرعة أكثر.
قالت كايكولت غلاسر Kiecolt-Glaser، التي أجرت عددًا من الدراسات على العلاقات الزوجية والصحة، لن يأخذ الزوجين وقتٌ طويلٌ ليكون لديهما توقعات لما يعنيه الزواج، مما قد يتجاوز أي قرينة تفيد عكس تلك التوقعات. في العلاقة الزوجية السيئة، يُنظر إلى السلوك السلبي على أنه تعزيز لهذا التوقع، بينما في العلاقات الزوجية الايجابية، يُنظر إلى السلوك السلبي على أنه علامة على أن الشريك يمر بضائقة نفسية.
”توفر هذه الدراسة نافذة على العلاقات الزوجية: ما يقوله الأزواج عن علاقتهم لم يُترجم بالفعل إلى كيف تصرفوا فحسب، بل أيضًا إلى ما قالوه عن السلوك وعن علاماتهم البيولوجية «فحص البروتين المحرض على الالتهابات في عينة الدم»“، حسبما قالت كايكولت. ”لقد شارك الأزواج في دراسة الحالة هذه، الطريقة التي استجابوا بها قد تكون جزئيًا بسبب ما كانوا قد توقعوه. مثل هذه الخيارات غير الصالحة فيما يتعلق بالتفاعلات بينهما تجعل تغيير رأيهما صعبًا“.
وأشارت شراوت إلى أن هذا لا يعني أن الزوجين ليس لهم خيارات أخرى - بل لديهم الكثير من الخيارات الأخرى لمتابعة التعلم أو العلاج لمساعدتهم على اكتساب مهارات تواصل أفضل.