نظرة الأب والأم لبعضهما كشريكين في التربية تؤثر إيجابًا أو سلبًا في مخرجات طفلهما
بقلم جيف غلامير، جامعة ولاية أوهايو
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 114 لسنة 2023
How moms and dads view each other as co-parents affects kids
March 15,2023
Jeff Grabmeier، The Ohio State University
مخرجات سيئة تنتظر الطفل عندما يكون الأب غير سعيد بشأن مدى جودة علاقته مع الأم فيما يخص تربيتهما المشتركة لطفلهما
يعاني الطفل عندما يكون آبوه أقل إيجابية من أمه بخصوص ما يتعلق بعلاقتهما ومسؤليتهما المشتركة في تربية طفلهما.
كيف ينظر الأب والأم إلى بعضهما بعض كأبوين مشاركين في تربية طفلهما يلعب دورًا رئيسًا في مدى ما من شأنه أن يصبح الطفل بشكل عام في المستقبل قادرًا على التعامل مع الناس والمشكلات والحياة بشكل معقول وحصيف، بحسب ما توصلت اليه دراسة جديدة.
وجد الباحثون، في عينة من الأزواج ذوي الدخل المحدود، أن الأطفال يحققون أفضل المخرجات [1,2] عندما يرى كلا الوالدين أن العلاقة التربوية المشتركة بينهما لطفلهما بالغة الإيجابية ولكنها قد تكون بالغة السوء عندما يرى كلا الوالدين أن هذه العلاقة البينية سيئة.
ومع ذلك، تتباين مخرجات الطفل [1,2] عندما يرى الأبوان أن علاقتهما التربوية المشتركة لطفلهما جيدة إلى حد ما، لكن الآباء والأمهات لديهم وجهات نظر مختلفة عن بعضهم كمربين مشاركين [يتحملون مسؤليات متكافئة] في تربية أطفالهم، كما قالت سارة شوبي - سوليڤان Sarah Schoppe-Sullivan، المؤلفة الرئيسة للدراسة، وبرفسورة علم النفس في جامعة ولاية أوهايو، ورئيس مجلس إدارة مجلس الأسر المعاصرة [3] .
”أفضل مخرجات للأطفال [1,2] كانت عندما رأى كلا الوالدين أن العلاقة التربوية المشتركة بينهما إيجابية. وقالت شوبي - سوليڤان:“ ”أفضل نتيجة للأطفال كانت عندما رأى كلا الوالدين أن العلاقة المشتركة في التربية بينهما إيجابية. ولكن“ كان الطفل قادرًا على التعامل مع الناس والمشكلات والحياة بشكل معقول وحصيف تقريبًا عندما كانت جودة العلاقة بين الأبوين في التربية علاقة متوسطة وكانت الأم أقل إيجابية مقارنة بمستوى ايجابية الأب فيما يتعلق بالعلاقة المشتركة في تربية طفلهما" كما قالت شوبي - سوليڤان.
لكن الدراسة كشفت أن مخرجات الأطفال [1,2] تضررت عندما يكون الأب أقل إيجابية تجاه تربية الطفل المشتركة.
نُشرت الدراسة مؤخرًا في مجلة تطور ونمو [4] الطفل [5] Child Development.
الدراسات السابقة أثبتت أنه كلما كانت العلاقة المشتركة بين الأبوين في تربية طفلهما أفضل كلما كانا أكثر فاعلية في تربيتهما لطفلهما وكلما كان طفلهما أكثر قدرة على التعامل مع الناس والمشكلات والحياة بشكل معقول وحصيف - على سبيل المثال، تصبح مشكلات الطفل سلوكية أقل وعلاقاته الاجتماعية مع الآخرين أفضل. لكن معظم الأبحاث السابقة أُجريت في أسر من الطبقة المتوسطة من العنصر الأبيض واعتمدت فقط على وجهات نظر الأمهات فيما يتعلق بالعلاقة بين الأبوين في تربية الطفل.
بلغ عدد المشاركين في هذه الدراسة الجديدة 2915 زوجًا «أم وأب» من ذوي الدخل المحدود من سبع ولايات أمريكية ممن شاركوا في برنامج دعم الزواج الصحي [6] . جميع أولياء الأمور لديهم طفل سنه أقل من 5 سنوات.
سُئل المشاركون عن علاقة المشتركة بينهم كوالدين في تربيتهم لأطفالهم - وبعبارة أخرى، مدى تفاهم الأبوين مع بعضهما بعض كأبوين في تربيتهما لطفلهما.
”الأبوان المشتركان في تربية طفلهما اللذان تربطهما علاقات عالية الجودة يقدمان الدعم العاطفي لبعضهما بعض ويدعم كل منهما قرارات الآخر فيما يخص أمور تربية طفلهما،“ كما قالت شوبي - سوليڤان.
بعد ثمانية عشر شهرًا من إفادة الأبوين عن طبيعة علاقتهما المشتركة في تربيتهما لطفلهما، طُلب منهما الإفادة عن الكفاءة الاجتماعية [7] لطفلهما وتعديل السلوك [8] .
بناءً على التقارير الواردة من أولياء الأمور عن العلاقة بينهم في تربيتهم المشتركة لأطفالهم، صنف الباحثون علاقة التربية المشتركة إلى أربع مجموعات. المجموعة الكبرى من جيث حجم العينة - 43٪ من مجموع عينة المشاركين - تمثل الوالدين اللذين يرى كلاهما أن علاقة تربيتهما المشتركة لطفلهما بالغة الإيجابية.
المجموعة التالية من حيث حجم العينة «32٪» كانت لأولياء الأمور الذين يروا أن علاقتهم المشتركة في تربية أطفالهم إيجابية إلى حد ما، لكن الأمهات كانت أقل من حيث إيجابيتهن عن طبيعة مشاركة الأباء في التربية.
”لدى أطفال هذه المجموعة من المشاركين تقريبًا قدرة على التعامل مع الناس والمشكلات والحياة بشكل معقول وحصيف كما لدى الأطفال الذين كان أولياء أمورهم إيجابيين بشأن علاقتهم المشتركة في تربيتهم لأطفالهم“ بحسب شوبي - سوليڤان.
حقيقة أن هاتين المجموعتين تشكلان غالبية العينة كانت اكتشافًا مهمًا لهذه الدرسة كما قالت شوبي - وسوليڤان.
"غالبًا ما يواجه أولياء الأمور من ذوي الدخل المحدود أنواعًا من التحديات والصعوبات التي يمكن أن تجعل التربية أكثر صعوبة مما هي عليه بالنسبة لأولياء أمور من الطبقة المتوسطة، لذلك من المشجع أن نجد أن العلاقة المشتركة بين ثلاثة أرباع المشاركين في تربيتهم لأطفالهم أدت إلى مخرجات [1,2] جيدة لأطفالهم، كما قالت شوبي - وسوليڤان.
أما المجموعة الثالثة من حيث حجم العينة «16 ٪» كانت من أولئك الذين أفادوا عن علاقة تربية مشتركة متوسطة الجودة، لكن الآباء «صيغة جمع من أب» كانوا أقل إيجابية من الأمهات. وأما المجموعة الرابعة من حيث الحجم «9٪» كانت لأولياء أمور أفادوا عن علاقات تربية مشتركة منخفضة الجودة، والأمهات كن بدورهن منتقدات بشكل خاص لمستوى جودة مشاركة الآباء في التربية.
أطفال هاتين المجموعتين الأخيرتين «الثالثة والرابعة» كانوا أقل قدرة على التعامل مع الناس والمشكلات والحياة بشكل معقول وحصيف من الأطفال في المجموعات الأخرى.
أحد الأسئلة التي أثارتها الدراسة هو لماذا يصبح الأطفال أقل قدرة على التعامل مع الناس والمشكلات والحياة بشكل معقول وحصيف عندما يكون الآباء أقل إيجابية من الأمهات فيما يتعلق بعلاقتهم المشتركة في تربية أطفالهم.
معطيات الدراسة لا يمكن أن تجيب بشكل قاطع على هذا السؤال كما قالت شوبي - سوليڤان. لكن الدراسة أثبتت أن الآباء الذين يعانون من ضائقة نفسية كانوا أكثر احتمالًا لأن يكونوا في مجموعة ”الآباء الأقل إيجابية“ مقارنة بالمجموعات الأخرى.
حالة الآباء الذين يعانون من ضائقة نفسية قد تشجع الأمهات على إبعادههم عن المهام التربوية، مما قد يؤدي إلى تعرض الآباء لمزيد من المشكلات النفسية ويصبحون غير سعداء بشأن دورهم في تربية أطفالهم.
وقالت شوبي - سوليڤان: ”قد يؤدي ذلك إلى مزيد من الخلافات بين الوالدين وإثارة خلافات أكثر بشأن ما يتعلق بالقرارات التربوية، كما يؤدي إلى علاقة تفاعلية أقل إيجابية بالنسبة للآباء معأطفالهم“.
”كل ذلك قد يلعب دورًا في عدم قدرة أطفالهم على التعامل مع الناس والمشكلات والحياة بشكل معقول وحصيف.“
عندما تكون الأمهات أقل إيجابية من الآباء بشأن التربية المشتركة للأطفال، فقد يوحي ذلك بأن الأمهات قد يخالجهن شعور بأن الآباء لا يقومون بدور كافٍ في التربية. وبالنظر إلى أنه من الشائع أن تشعر الأمهات بهذا الشعور، فقد لا يؤدي ذلك إلى نفس القدر من الخلافات بين الوالدين كما من شأنه أن يؤدي لو كان الآباء أقل إيجابية، وهذا قد يكون السبب في بقاء الأطفال قادرين نسبيًا على التعامل مع الناس والمشكلات والحياة بشكل معقول وحصيف.
بشكل عام، تفيد النتائج بأنه لابد للممارسين الصحيين والنفسيين الذين يعملون مع أولياء الأمور أن يولوا اهتمامًا خاصًا عندما يكون الآباء أقل إيجابية من الأمهات فيما يتعلق بعلاقتهم المشتركة في تربية أطفالهم، على حد قولها.