آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

عيد الفطر المبارك وجوائز الصالحين الأحرار

نداء الأحمد *

يوم العيد، وتدفق الرحمات الإلهية:

«اللهم إنا نتوب إليك في يوم فطرنا الذي جعلته للمؤمنين عيدا وسرورا ولأهل ملتك مجمعا ومحتشدا من كل ذنب أذنبناه أو سوء أسلفناه أو خاطر شر أضمرناه توبة من لا ينطوي رجوع إلى ذنب ولا يعود بعدها في خطيئة توبة نصوح خلصت من الشك والارتياب فتقبلها منا وارض عنا وثبتنا عليها».

لماذا كل هذا التأكيد من الله تعالى على التوبة كما هو في يوم عيد الفطر المبارك؟

لعل أحد أسرار نفحة العيد تنزل الرحمات الإلهية، فيكون جبران ما قصر المرء في حق شهر رمضان في إعطاء الفرصة الثمينة بقبول التوبة من الله لعباده.

فحقا يا لها من جوائز سنية حيث الدخول في رحمة الله في يوم عيد الفطر المبارك.

بعدما تطهر الصائم في العيد بالتوبة النصوح بين يدي الله تعالى، يكون قد نزع ثوب الدنيا، وارتدى ثوباً جديداً يطهر قلبه من الأغيار.

أن يكون لسانه وقلبه أهلا لذكر الله وحسن عبادته.

﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى: آية 14,15].

يا لها من نعمة عظيمة تنتهي فرحة عبادة شهر الصوم وعبادة شهر الحج بعيد جائزته العتق من النار والفوز بالجنة.

اللهم أفض علينا في يوم عيد الفطر صلة المصطفى ﷺ، ورضي عنا إمام العصر والزمان .

أفض علينا أرواح معلقة بالملأ الأعلى، واكتبنا دعاة لدينك بصون الآيات البينات، وحفظ سنة النبي ﷺ.

هناك في يوم العيد أرواح قدسية تحفها الملائكة، وترتفع درجاتها بجائزة أحوال أهل الخلوص عشاق لقاء المعبود.

وفق اللهم إيانا وجميع المؤمنين لأحوال الوله، والتعلق الحقيقي بالله تعالى.

هب لنا في يوم العيد تجليات أهل التوحيد بمعارف إلهية وواردات قلبية، ومكاشفات توحيدية ومشاهدات إلهية ومقام التمكين واستقرار التجليات كما وهبت للصفوة من عبادك الصالحين.

اللهم هب لنا مناجاتك في الليل والنهار.

اللهم هب لنا رعاية الآداب الباطنية للأعمال وحضور القلب في الصلاة وسائر التشريعات كي تتهيأ قلوبنا فيض تلقي إلهامات عالم الغيب.

اللهم هب لنا الروح اللطيفة، والذوق الرفيع، والرقة الخاصة حتى يلتهب القلب في العبودية الخالصة لله تعالى.

هب لنا الأمن يوم المعاد بقلب ناصع سليم.

والحمد لله رب العالمين.

بكالوريوس علم اجتماع
ماجستير في علوم القرآن الكريم