3 مهارات اجتماعية تهم طفلك
دخل مع والده الديوانية وكانت مكتظة بالضيوف، صافح الضيوف دون أن ينطق بكلمة «السلام عليكم»...
جلس وأخرج جواله وبدأ يتصفحه...
نظر إليه أحد الضيوف وسأله: في أي صف تدرس...
اكتفى الأبن بنظرة خاطفة للمتحدث...
أجاب الأب: يدرس في الصف الثالث الابتدائي...
قال أحدهم: يبدو أنه متعلق بالهاتف الجوال ارتباطاً وثيقاً...
قال الأب: للأسف نعم... وربما اصبح مدمن على الجوال!!
قال أحد الضيوف: لقد افتقد أطفالنا العديد من المهارات الاجتماعية بسبب الاستخدام المفرط لأجهزة الاتصال الحديثة «الجوال والأيباد» وغيرها حيث يبقى الطفل لساعات طويلة ماسكاً بجواله ينتقل من لعبة لأخرى!
وهنا نود التأكيد على ثلاث مهارات اجتماعية يحتاجها أطفالنا:
القدرة على التواصل وخلق روابط اجتماعية
يفتقد أطفالنا مهارة التواصل وبناء علاقات صداقة صحيحة، وفي عصرنا الحاضر أصبحت الصداقات عبر وسائل التواصل الحديثة وهي تفتقد لروح الصداقة، مجرد تعارف وتبادل أحاديث «فارغة».
افتقدنا أصدقاء المدرسة، افتقدنا اصدقاء المسجد، افتقدنا أصدقاء الحي.
لذا من الضروري أن ننمي في اطفالنا هذه المهارة، ونجعلهم يختارون أصدقاء «أخيار، ملتزمون، ناجحين» يبعثون الروح كما عبر عنهم أمير المؤمنين : صحبة الولي اللبيب حياة الروح [1] .
كما نحذر من الصداقة السلبية كما قال الإمام علي : إياك وصحبة من ألهاك وأغراك، فإنه يخذلك ويوبقك [2] .
وكما قال رسول الله ﷺ: ”توقوا مصاحبة كل ضعيف الخير، قوي الشر“ [3]
تحية الآخرين والترحيب بهم
وهي مهارة مهمة يجب تنميتها في شخصية الطفل، فهي الخطوة الأولى للتواصل مع الطرف المقابل، وهي تعبير عن مدى الحب والاحترام للطرف الآخر، وهي دليل التواضع للأخرين كما قال رسول الله ﷺ: البادئ بالسلام برئ من الكبر [4] . وهي دليل الكرم والعطاء حيث ”إن أبخل الناس من بخل بالسلام“ كما قال رسول الله ﷺ [5] . والتحية تنشر السلام والإيجابية كما قال رسول الله ﷺ: أفش السلام يكثر خير بيتك [6] .
وهي عظيمة الثواب حيث قال الإمام علي : السلام سبعون حسنة، تسعة وستون للمبتدي وواحدة للراد [7] .
لهذا علينا أن ندرب أطفالنا على بدل التحية للأخرين والالتزام ببعض القواعد:
إلقاء التحية قبل بدء الحديث كما ورد عن الإمام الصادق : السلام قبل الكلام [8] .
المصافحة والابتسامة عند إلقاء التحية: يقول الإمام علي : إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا وأظهروا لهم البشاشة والبشر، تتفرقوا وما عليكم من الأوزار قد ذهب [9] .
الرد على التحية بأحسن منها: يقول تعالى ”وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ? إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا“ النساء/86
الإنصات بتمعن
قال الإمام علي : إذا لم تكن عالما ناطقا فكن مستمعا واعيا [10] .
حسن الإنصات هو فن ومهارة عظيمة، ينبغي التدرب عليها واتقانها فهي دليل على احترام وأهمية ما يقوله الطرف المقابل، ومن ثم فهي مهارة كسب القلوب وبناء علاقات طيبة مثمرة كما ورد عن الإمام علي : من أحسن الاستماع تعجل الانتفاع [11] .
ويمكن تعلم هذه المهارة من خلال تطبيق بعض القواعد منها:
النظر إلى المتحدث بطريقة هادئة.
ترك المتحدث ينهي كلامه وعدم مقاطعته.
الاهتمام بما يقوله الآخر والإيماء بالرأس لإبداء ذلك أو بعبارة من قبيل: حسنا أو مثير للاهتمام.