الحرامية وأسوأ السرقات!
أشكال وأنواع من اللصوص والسرقات فأي السرقات أعظم وأيّ أنواع الحراميّة أخطر؟ القارئ الكريم والقارئة الكريمة، لو أردنا - أنا وأنتم - استقصاء أنواع السرقات لملأنا صفحات دون أن ننتهي! كل السرقات خطيرة لكن بعضها أخطر من بعض وبعض اللصوص أعظم من بعض!
ما رأيكم أننا ربما كنا لصوصًا دون أن نعلم أو نتعمد؟ من أخطر اللصوص هو اللص الذي لا يُمسك به فلا يعاقبه إلا الله! لصوص نحن إن كنا نسرق من صلاتنا دقائق ثمينة نقف فيها طالبين الحديث والقرب مع الله، عليها يتوقف مستقبلنا الأبدي وهي أثمن من الدراهم والدنانير المذهبة.
أمران أكثرنا لا يؤمن بهما على حقيقتهما؛ الله والشيطان، فترانا لا نخشى أيًّا منهما كما ينبغي! نؤمن بهما نظريا إيمانًا يقرب من الكمال. أما الإيمان العمليّ فأقل من ذلك بكثير! وميولنا نحو الصداقة والألفة مع الشيطان أعمق!
يروى عن رسول الله ﷺ قوله: ”أسوأ النّاس سرقة الذي يسرق صلاته، قالوا: يا رسولَ الله، وكيف يسرق صلاته؟ قال: لا يتمّ ركوعها ولا سجودها“. متى ما وقفنا للصلاة دقائق معدودات تصبح صلاتنا مجرد حركات خالية من كل معنى، نبدأ بتكبيرة الإحرام وننتَهي بالتسليم وما بين ذلك فكر مشتّت وضياع! أمّا لو استدعانا حاكم في الدنيا للوقوف بين يديه والمساءلة كيف نكون؟ نقف خاشعين ومدركين لما نَفعل ومستعدين لأخذ الأوامر والنّواهي، ولقلّة إيماننا بالله فإنا لا نخشاه كما نخشى السلطان!
الكلام عن الصلاة كثير من الله سبحانه وتعالى ومن رسول الله ﷺ ومع ذلك أخال الإنسان يوم القيامة يَسأل ربّه: يا رب، صليتُ ستين أو سبعين سنة فأين ثواب صلاتي؟ يأتيه الجواب: لا! أنت غلطان! ما صليتَ لله! صلّيتَ لتجارتك، كبّرت لشهواتك وركعتَ لعملك الدنيوي وسجدت لأموركَ كلها وما كان الله في خاطرك في أيٍّ منها! ألا تعلم أنك سارق ولص وتستحق العقاب؟
عن الإمام الصادق : ”الصلاة وكّل بها ملك ليس له عمل غيرها، فإذا فرغ منها قبضها ثم صعد بها، فإن كانت مما تقبل قبلت، وإن كانت مما لا تقبل قيل له: ردّها على عبدي، فينزل بها حتى يضرب بها وجهه، ثم يقول: أفّ لك، ما يزال لك عمل يعنيني“.
خلاصة الفكرة هي أن الشيطان فينا ومنا، يأمرنا بسرقة كلّ شيء ثمين، لا عاصم منه إلا الله، وأخطر ما يحبب لنا سرقته هي ثوانٍ ودقائق قليلة من الصلاة! لو وقف الشيطان عن الكلام معنا - وهو لن يقف - أو وقفنا عن الكلامِ معه ما ضره شيء وربحنا كل شيء! ليتنا نستطيع رميَه بحجارة في تلك الدقائق ولا نطيعه في سرقتها!