لا يعير الناس اهتمامًا للمعلومات الجديدة ما لم يريدوا ذلك
14 سبتمبر 2021
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 106 لسنة 2023
People only pay attention to new information when they want to
September 14, 2021
تشير درسة نُشرت في مجلة الرابطة الاقتصادية الأوروبية[1] ، التي نشرتها مطبعة جامعة أكسفورد، إلى أننا نميل للاستماع إلى الذين يخبروننا عن أشياء نود أن نصدقها ونتجاهل من يخبرونا عن أشياء نود ألَّا تكون صحيحة. ونتيجة لذلك، يميل المتشابهون في الميول والأفكار إلى جعل بعضهم بعضًا أكثر تحيزًا عندما يتبادلون معتقدات وأفكار ومفاهيم مع بعضهم بعض.
بالرغم من أنه من المعقول الاعتقاد بأن الناس يتخذون قراراتهم بناءً على الأدلة والخبرات فقط، فقد أثبتت الأبحاث السابقة أن متخذي القرارات لديهم ”اعتقادات مدفوعة [أي يميلون إلى تفضيل نتائج معينة، ومن أمثلة ذلك الانحياز التأكيدي[2] [3] “؛ فهم يصدقون الأشياء بشكل جزئي [المترجم: أي يكتفون بالمعلومات حتى لو كانت ناقصة إذا كان لديهم ميول لتصديق المعلومة] لأنهم يرغبون في أن تكون هذه الأشياء صحيحة. المعتقدات المدفوعة «والمنطق الذي يؤدي اليها» قد تؤدي إلى تحيزات خطيرة. يُتكهن أن المعتقدات المدفوعة تفسر انتشار المعلومات الخاطئة في المنتديات الانترنتية [منتدىأو ملتقى هو موقع على الانترنت يجمع أشخاصًا من ذوي الاهتمامات المشتركة ليتبادلوا الأفكار والنقاشات[4] ]. قد تفسر مثل هذه المعتقدات أيضًا أداء سوق الأوراق المالية. هناك قدر كبير من المعلومات الموضوعية المتاحة عن الأسواق المالية، ومع ذلك فإن اتخاذ القرارات الجماعية [قرار / خيار واحد يُتخذ بشكل جماعي من قبل الأفراد من بين جميع الخيارات المتاحة أمامهم[5] ] قد يؤدي إلى حدوث فقاعات وعدم استقرار في الأسواق المالية.
استخدم الباحثون هنا تجارب معملية لدراسة ما إذا كانت مثل هذه التحيزات في المعتقدات قد ازدادت حدةً عندما تبادل الناس هذه المعتقدات مع بعضهم بعض. قام الباحثون بالإقران بين كل اثنين من المتطوعين بناءً على درجاتهما في اختبار معدل الذكاء IQ بحيث يكون كلا العضوين إما قد حصل على درجات أعلى من المتوسط أو أن كليهما قد حصل على درجات أقل من المتوسط. ثم تبادل المتطوعون المعتقدات المتعلقة بأحد الافتراضات الذي يريد كلاهما الاعتقاد بأنه افتراض صحيح: لأن كلا الاثنين كانا من مجموعة معدل الذكاء المرتفع.
كشفت التجربة أن المتطوعين، الذين كانوا متشائمين لأنهم في مجموعة معدل الذكاء المرتفع، أصبحوا أكثر تفاؤلاً بشكل ملحوظ عندما اقترنوا بنظير أكثر تفاؤلاً. في حين، من غير المرجح أن يغير المتفائل معتقداته إذا ما لو اقترن بنظير أكثر تشاؤمًا. يكون هذا التأثير قويًا بشكل خاص للأشخاص الذين في مجموعة معدل الذكاء المنخفض، حيث أدى هذا التأثير إلى تحيزات حادة بشكل خاص. بشكل عام، تشير النتائج إلى أن تضخيم التحيز يحدث لأن الناس ينسبون «بشكل انتقائي» قيمة المعلومات العليا إلى الإشارات الاجتماعية[6] التي تعزز الاعتقادات المدفوعة مسبقًا. [المترجم: قيمة المعلومات هو المبلغ الذي يكون صانع القرار على استعداد لدفعه مقابل المعلومات التي يستفيد منها قبل اتخاذه قرارًا[7] ].
في منتصف التجربة، على أي حال، أعطى الباحثون المتطوعين معلومات غير متحيزة عن أي مجموعة ذكاء كانت موجودة. كان هذا التصرف من قبل الباحثين فعالاً جدًا في إزالة التحيزات الناجمة عن التبادل الأولي للمعتقدات. لذلك تشير النتائج إلى أن توفير مصادر معلومات غير متحيزة وموثوقة قد يقلل من المعتقدات المدفوعة في أماكن مثل غرف الصدى[8] والأسواق المالية.
”تدعم هذه التجربة الكثير من الشكوك الشائعة حول سبب تفاقم المعتقدات المتحيزة في عصر الإنترنت“ كما قال رايان أوبرا Ryan Oprea، أحد مؤلفي الورقة البحثية. ”نحصل الآن على الكثير من المعلومات من وسائل التواصل الاجتماعي ولا نعرف الكثير عن جودتها. ونتيجة لذلك، غالبًا ما نضطر لأن نقرر بأنفسنا مدى دقة الآراء المختلفة ومصادر المعلومات ومقدار الثقة فيها وما يترتب عليها من ناحية استثمارية. تشير نتائجنا إلى أن الذين يتغلبون على هذا المأزق وذلك من خلال مقدار المصداقية التي يضعونها لمصادر المعلومات التي تخبرهم بما يودون سماعه ويمكن أن تجعل هذه التحيزات أسوأ كثيرًا بمرور الوقت بسبب الاستدلال المدفوع[9] “.