أهُوَا الفوزُ الإلهي أم الخُسران المُبين.
ها نحن على مشارِف نِهاية شهر رمضان المُبارك ومِن المُستَحسَن أن نعمَل جُردَة حِساب لِنعطي أنفسنا مُراجَعة دقيقة وشفافة لِنُفَرِق بين ما جنيناه من إيجابيات وما تَفادَيناه من سلبيات حتى نَقُوم بِغربَلة وتقويم مدى ما حَققناه في هذا الشَهر الكريم مِن مُكتسبات تَتَّسم بِالقُدسية والهُدوء النَفسي والطمأنينة الوِجدانية بالارتفاع عن صَغائِر وكبائِر الأمور التي تُؤثِر على صيامَنا أو تَخدِش واقِعنا المَعَاش، فهُناك مَن حقَق أهدافُه الإيمانية بامتياز فكانَ قريباً من الله في اتباع أوامُره وتجنُب نَواهِيه لِأننا في شهر نخضع فيه إلى اختبار رباني كلٌ مِنا يَطمَع في اجتيازه فَهُناك من يَفلَح ويفوز بِرِضا الله سبحانه وتعالى.
وهُناك لِلأسف من يفشل لِعَدم التزامه بما وَجَب عليه مِن ترك المُوبِقات صغيرةً كانت أو كَبِيرة فتضيعُ فِرصة لا تقدر بِثمن لأنها تَمُر كل إحدى عَشر شهراً، والأعمار بيد الله فهل نَحنُ من الأحياء أو من الأموات لا سمح الله تعالى... إذا علينا أن نُسارِع في هذا الشَهر الكريم والبَقِية البَاقية إلى اغتنام وقتهُ الثمين فيما يُقَرِبنا إلى نيل رِضوان الله ورحمَتِه ومَغفِرَته ما أمكن إلى ذلك سبيلا، فَنعِيش فَرحَتين فرحة الفوز الرباني الذي لا يُعادِله شيء، وفرحة العِيد السَعيدة التي تملؤنا وأحباؤنا، صِغارِنا وكُبارنا البهجة والسُرور والفرحةَ والحبور بإذن الله جلَ جلاله.