موعد غرامي
إنني على موعد غرامي.. قالتها وهي مستعجلة.. ركض أخوها خلفها ممازحًا ”أيتها البائسة“، جرّ شعرها قليلاً فأخذت تصرخ ضاحكةً ”أيها الأخرق إنني مستعجلة“ فقال لها ”لن أدعكِ تخرجين“، فردّت: ”سأخرج رغمًا عنك“، فجاء والدها مسرعًا ”ما بكما؟“ فقال له: ”ستخرج في موعد غرامي!“ فقال الوالد: ”نعم.. أين؟“ قالت: ”موعدي يا سراجي المنير مع عشقي الذي تعرفه.. موعدي مع كتابي في زاويتي المريحة“، فقال الأب مبتسمًا: ”الله معكِ صغيرتي“ فقال أخوها: ”ستذهبين مع عقلكِ الأخرق“،
فردّت عليه: ”سأجعل هذا العقل مصباحًا مضيئًا وسيضيء لك دربك يومًا ما“ فخرجت إلى زاويتها المريحة.
كتبت في أجندتها ”يومًا ما سأزرع الأفكار وأنير العقول كعقل أخي“
مرّت السنوات، قرأت فتعمّقت ودرست كافة العلوم وها هي اليوم تنير العقول حقًا، ألّفت الكتب وأصبحت مؤلفة ومدرِّبة معتمدة، أنارت قلبها وبيتها ومجتمعها فأصبح ذلك الموعد الغرامي عشقًا وشغفًا وسلاحًا ونورًا تنير به حياتها وقلبها وفكرها
تلك الأديبة والكاتبة هي أنتِ وكل من تريد أن تصبح هكذا، أنتِ تستطيعين عزيزتي وهذا ما ستصلين إليه، فأبحري وتعلّمي وستصلين.