عيوب المعاملة بالمثل
رمضان يدعونا إلى التسامي في أخلاقنا وتعاملاتنا. منها تقديم الإحسان والتراحم على القطيعة والظنون. فلو سادت قاعدة ”التعامل بالمثل“ بين الناس ما صلحت أوضاع المجتمعات والأمم. هي قاعدة ظاهرها جميل، ولكن نتائجها مدمرة للناس والمجتمعات. عندما يصدر عن حبيبك، القريب أو الغريب، تصرف سلبي غير مقصود، أو يريد من كلامه غير ما أنت فهمت أو توقعت، ثم تبني على ذلك موقفك بحيث تتعامل معه بالمثل، حينها، أنت تتعامل بالمثل بينما مقصد حبيبك بعيداً كل البعد عما أنت فهمت أو توقعت. بينما الخطوة الأصح هي أن تقوم بالاستفسار منه عن مقصده لتتأكد من صحة موقفك الحالي أو التالي.
فلنتخيل أنفسنا، كأفراد، أو كجماعات، أننا نتعامل بالمثل مع من يعنفنا، أو من يكرهنا، أو من يشتمنا، أو من يظلمنا، أو من يهزأ بنا. فلنتخيل كذلك العكس، لو تعامل الناس معنا بالمثل عندما نحتقرهم أو نهينهم أو نعتدي عليهم. حينها سنكون جميعاً قد أدخلنا أنفسنا في دائرة من الكراهية لا تتوقف عن الدوران تهدر معها طاقاتنا وتربك نفسياتنا وتوتر علاقاتنا إلى ما لا نهاية بحيث لا يعود للحب والمحبة حيز بين حتى أهل الهوية الواحدة.
لذا يكون لرمضان فعل السحر في وجدان من يستطعم روحه في وجدانه. وقد سبق لسبينوزا، الفيلسوف الهولندي، أن قال إن الكراهية تزداد إذا قوبلت بالكراهية، لكنها تزول إذا قوبلت بالحب. ويعد الرد على الكراهية بالحب فضيلة عظمى لأنه معاملة بالتي هي أحسن. إلا أنها فضيلة قد تكون فوق طاقة الكثيرين من البشر، أما ما هو في متناول عموم البشر فهو المعاملة بالمثل حيث يرد على الاحترام باحترام مماثل، إلا أن العيب في أخلاق المعاملة بالمثل أن الكراهية، في المقابل، سيرد عليها بكراهية مضادة.*
في المقطع المرفق لفتة جيدة، فيها فائدة ولكن مع بعض التحفظ، بعنوان ”مصطفى الآغا المعاملة بالمثل“