طفلٌ له خمسة أثواب يوم العيد وطفل ثوب واحد لخمسة أعياد!
بقي عن عيد الفطر بضعة أيام وفي هذه الأيام الأمهات والآباء يقصدون أسواق الملابس الجديدة؛ ما أحلى الصغير والكبير يوم العيد في الملابس الجديدة! الأطفال في ألوانٍ زاهية، البنات لهنّ مزايا جميلة في اختيار الألوان التي تناسب ألوان وجناتهنّ الموردة. تحتار الأم ويحتار الأب: هل الأبيض المورد أم الزهري ولعلّ في يوم العيد وحده يلبس الطفل الواحد أكثر من ثوب!
دَعونا الله في كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان وقلنا: اللهم أغنِ كلّ فقير، اللهم أشبع كلّ جائع، اللهم اكس كل عريان، اللهمّ اقض دين كلّ مدين! أليس في الدنيا - قريبًا أم بعيدًا عنّا - فقراء لا يلبسون الجديد في العيد ومنهم من يلبس الثوب الواحد خمسة أو عشرة أعياد؟ أليس في الدنيا فقير ومديون؟ بلى في كلّ زمانٍ ومكان من هو في حاجة إلى يد من الله تمتد إليه وتكسوه أو تغنيه، وهذه الأيادي هي أيادي الخيرين من عباد الله!
وكأن الدعاء يقول: من كمال الصوم أن يحصل الجائع على الطعام من الأغنياء والعريان على اللباس من الذين لديهم ما يفيض عن حاجتهم ومن عليه دين يُقضى عنه! فإذا اشتريت خمسة أثواب لطفلك، لا تنس من ليس عنده ثوبًا واحدًا، إذا شبعت حتى الامتلاء فكر في الذي معدته فارغة وإذا تضخم رصيدك في المصرف لا تنس المديون.
على موقع الأمم المتحدة ما نصه: ”أفادت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «الأَسكوا» بارتفاع مستويات الفقر في المنطقة العربية في عام 2022 مقارنة بالسنوات الماضية ليصل عدد الفقراء إلى ما يقرب من 130 مليون شخص، أي ما يمثل ثلث سكان المنطقة، باستثناء دول مجلس التعاون الخليجي وليبيا، وذلك وفقا لخطوطِ الفقر الوطنيّة. وهذه المستويات متوقع أن تستمر في الارتفاع خلال العامين المقبلين لتصل إلى 36% في عام 2024“.
إن شاء الله يكون كلّ هذا الكلام المكتوب أعلاه ليس صحيحًا؛ لا أحد عندنا - ولا بعيدًا عنا - إلا وعنده ما يكفيه من الملبس والمأكل والمسكن وأكثر! وإذا صحت الإحصائية، لا يكونون منسيين من أهل الخير الذين أفاضَ الله عليهم من نعمه! وإلا فإن دولاب الدنيا ليس فيه أمان؛ غنيّ اليوم فقير الأمس وفقير الغد غني اليوم!
غاية المرام: تعاند الأيام بعض العوائل في مثل هذه المناسبات ويضطر الطفل أن يلبس ملابس العيد أكثر من مرة ويحزن. الطفل بطبيعته يقارن نفسه بأقرانه؛ لماذا يلبسون الجديد ويشترون الأكل واللعب وأنا لا أستطيع؟ الله سبحانه يستطيع أن ينزل موائد وكسوة وأموال مباشرة وقد فعل! مع ذلك اختار أن يكون البشر سفراءه في الأرض يقومون بهذه المهامّ على أن يجزيَهم عليها جوائز قيمة من عنده.