في الارتباط بالإمام علي عليه السّلام
قال أمير المؤمنين : ”صوم النفس عن لذات الدنيا أنفع الصيام“.
لا يمكننا الحديث عن صفات ومقامات الإمام علي إلا من خلال تعريف الثقلين.
كما نؤمن بأن ذكر الإمام علي عبادة. عبادة تأخذ بنا إلى استكمال الإيمان بفعل ما أمر الله به وترك ما نهى عنه.
من كلمات سيد الموحدين : ”اكسبوا العلم يكسبكم الحياة“.
كي نتحرك في مسير حياتنا التكليفية بحركة صحيحة مفادها الرشد لا بد من اقتران العلم بالعمل. فمعرفة فضائله توجب رفع الدرجات وقبول الأعمال.
واقتران العلم بالعمل نورا يصون العقل من المخاطر، كما يصون الروح من تلوثات الذنوب من خلال ردعها ونهيها عن حب الدنيا واللهث نحوها.
كما علمنا وأرشدنا مولى الموحدين أن التورع عن الذنوب بسير النفس في خطى الاستقامة هو ثمرة العقل.
”الإنسان المؤمن هو باستمرار في حالة صراع مع نفسه وإنّ الله ناصره في هذا النزال وهو لا يتخلّى عنه بتاتاً. فإن زلّ وسقط أرضاً، فإنّ الله لمعرفته بأنّه من أهل الإيمان وأنّه قد عزم على عدم اقتراف المعصية سيمدّ إليه يده ويُنهِضه ليستأنف النزال من جديد. ففي كلّ مرّة يُصرع فيها أرضاً تزداد قوّته وتتضاعف منعته أمام خصمه حتّى يبلغ حدّاً يستطيع معه الدخول في نطاق ولاية أهل البيت“ صلوات الله عليهم أجمعين ”- الشيخ مصباح يزدي،“ قدس سره"
ولكي نتشبه بفكر الإمام علي يتطلب منا طي طريق الجنة بمراعاة آداب الولاية. قال أمير المؤمنين : ”صيام القلب عن الفكر في الآثام أفضل من صيام البطن عن الطعام“.
وقال أمير المؤمنين : ”لا يجوز الجنة إلا من جاهد نفسه“
كي نحيا حياة الإمام علي بن أبي طالب لا بد من مشارطة النفس وتعاهد إصلاحها ليلا ونهارا. ”بنا عبد الله ونحن خزان الله في أرضه وسمائه“.
أن نعيش رؤية الإمام علي في رفض الدنيا والتي من ثمارها التزين بالتقوى. شهر القرآن ينقلنا من حب الدنيا إلى حب الآخرة.
الإمام علي ؛ قدوة المتقين، وزينة العارفين، وولي المتقين. من يبحر في كلمات سيد الموحدين يجني الصلاح والفلاح.
أولياء الله تنزلت عليهم السكينة والطمأنينة بعدما تجاوزوا العقبات إذ نشروا دوواين أعمالهم، وحاسبوا أنفسهم عن كل صغيرة وكبيرة.
كشفوا غطاء أهل الدنيا بعدما أشرقت في ذواتهم شمس ضياء الإمام المعصوم .
لنخصص أوقاتنا بتعريف الإمام علي نفسه كما هو في نهج البلاغة حتى نكون من شيعة خير البرية عمال الليل ومنار النهار.
كي نعيش تعاليم الإمام علي لابد من تصفية الذهن، وتزكية الروح بتطهيرها حتى نعانق الثقلين بعناق العباد الصديقين.
روي أن عليا قال على المنبر: ”سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عن كتاب الله، فما من آية إلا وأعلم حيث نزلت، بحضيض جبل أو سهل أرض، وسلوني عن الفتن فما من فتنة إلا وقد علمت كونها ومن يقتل فيها“.
فليكن حضورنا في ليال الحزن بذكرى شهادته حضورا فيه شجاعة الإيمان، وجودا لا فراق معه.
لنقرأ النصوص الواردة قراءة حقائق تأخذ بنا إلى الاقتداء بمقامات الإمام قسيم الجنة والنار.
مضاعفة الثواب في ليالي القدر بالتعلق بحبله في دار الدنيا كي يتعلق بحبله في يوم القيامة.
التمسك بحبل الكتاب والعترة يفتح للقلب النور، ومن ثم الفوز بالدرجات العالية في الجنة.
﴿إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر﴾ .
نسأل الله أن يمن علينا بثمرة الولاية بحق يعسوب الدين وإمام المتقين .
والحمد لله رب العالمين.