كيف تتمكن من معرفة ما إذا كانت المعلومات التي تراها أو تسمعها أو تقرأها صحيحة؟
كيف تتمكن من معرفة ما إذا كانت المعلومات التي تراها أو تسمعها أو تقرأها صحيحة؟ اطرح على نفسك هذه الأسئلة الثلاثة قبل أن تصدقها
بقلم بوب بريتن، أستاذ مشارك في الوسائط الإعلامية، جامعة وست فرجينيا
28 نوفمبر 2022
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 99 لسنة 2023
How can you tell if something is true? Here are 3 questions to ask yourself about what you see, hear and read
Bob Britten, Teaching Associate Professor of Media, West Virginia University
November 28,2022
هل سبق وأن سمعت خبرًا مثيرًا لدرجة أنه جعلك متحمسًا في أن ترسله فورًا إلى «تشاركه مع» آخرين؟ خبرًا، مثلًا، عن سمكة قرش شوهدت تعوم في طريق سريع مغمور بالمياه؟
صورة تبرز مثل منظر قرش يعوم في طريق سريع مغمور بالمياه جعلت العديد من الناس يتداولونها بعد أن ضرب إعصار إيان فلوريدا في عام 2022. كما تم تداولها على نطاق واسع بعد أن ضرب إعصار هارفي هيوستن، تكساس، في عام 2017.
تبين أن هذه الصورة مزيفة - صورة طريق سريع غمرته المياه مصحوبة بصورة قرش أبيض كبير. موقع Snopes للتحقق من صحة المعلومات يقول أن هذه الصورة تم تداولها منذ عام 2011 بعد أن ضرب إعصار إيرين بورتوريكو[1] .
معرفة الحقيقة قد تكون مهمة صعبة. كل رسالة تقرأها أو تراها أو تسمعها تأتي من عدة مصادر ولابد أن يكون مصدرها في الأصل شخص أرسلها إلى شخص آخر.
أنا استاذ ثقافة الوسائط الإعلامية[2] ، وهي طريقة للتفكير والتأمل في المعلومات التي تحويها الرسائل التي تتلقاها عبر هذه الوسائط. قد تظن أن الوسائط تعني الأخبار، ولكنها تتضمن أيضًا رسائل منشورة على تطبيق تيك توك TikTok والتلفزيون والكتب والإعلانات وما إلى ذلك.
عندما تقرر ما إذا كنت ستثق بجانب من المعلومات التي وصلتك، من الجيد أن تبدأ بثلاثة أسئلة رئيسة - من قالها [مصدرها]، وماهي البراهين المقدمة علي صحتها وصدقها وما مقدار ما تريد أن تصدقه منها؟ السؤال الأخير قد يبدو غريبًا بعض الشيء، لكنك سترى لماذ هذا سؤال مهم في النهاية.
لنفترض أنك متحمس جدًا لإحدى الألعاب الاكترونية التي ستصدر في وقت لاحق من هذا العام. وتريد أن تكون أول من يعرف كل شيء عن هذه اللعبة الجديدة. لذلك عندما يذكر اليوتيوبر في مقطع الفيديو، ”أن اللعبة ستطرح قبل أسبوعين من الموعد المزبور،“ فستكون متحمسًا جدًا ولن تطيق صبرًا حتتى تشاهد ذلك المقطع. ولكن بعد أن نقرت على رابط الاعلان، لم يكن الخبر سوى يوتيوبر يتنبأ بموعد طرح اللعبة. هل تثق بهذا الشخص؟
المصدر هو مصدر المعلومات. تأتيك معلومات «رسائل» من مصادر مختلفة كل يوم - من معلمين وأولياء أمور وأصدقاء، ومن آخرين لم تشاهدهم قط على مواقع الأخبار، وتصلك من قنوات المعجبين ووسائل التواصل الاجتماعي. ربما لديك مصادر تثق بها وأخرى لا تثق بها. لكن لماذا؟
هل تثق في مدرس التاريخ لو أخبرك عن شيء في التاريخ؟ ربما، لأنه حاصل على شهادة جامعية تشير إلى إنه عارف بتخصصه. ولكن ماذا لو قال مدرس التاريخ عن بعض الحقائق العلمية قال عنها مدرس العلوم إنها غير صحيحة؟ ربما يكون من الأفضل أن تقبل من مدرس العلوم فيما يتعلق بالحقائق العلمية. لمجرد أن المصدر جدير بالثقة في إحدى المواد «أحد المواضيع» لا يعني أنه جدير بالثقة في المواد / المواضيع الأخرى.
لنعد إلى اليوتيوبر. لو كنت تشاهده منذ فترة وكان محل ثقة، فهذه بداية جيدة. في الوقت نفسه، تأكد من أنك لا تخلط بين رأيه في الموضوع ومعرفته الفعلية بالموضوع[3] . مجرد إعجابك بالمصدر لا يجعله جديرًا بالثقة.
نفس الشيء ينطبق على مواقع الانترنت أيضًا. عندما يجذب أحد المواقع انتباهك، خذ ثانية لتتحقق من المصدر في شريط العنوان في أعلى الشاشة. تستخدم بعض المواقع المزيفة أسماء تبدو جديرة بالثقة - مثل ”موقع جريدة بوسطن تربيون Boston Tribune“ بدلاً من ”بوسطن غلوب Boston Globe“ أو ”www.cbs.com.co“ بدلاً من ”www.cbs.com“. يمكنك التحقق عن الموقع قبل فتحه من قوائم المواقع المزيفة المعروفة[4] وغيرها من مواقع التحقق من صحة المعلومات[5] لتتجنب الاستغلال من طرف آخر.
الدليل هو ما تقدمه عندما يطلب منك أحدهم أن ”تثبت صحة ادعائك!“ انها التفاصيل التي تدعم ما يقوله مصدر المعلومة الأولي.
المصادر الأولية - وهم الناس أو المجموعات المعنيون بشكل مباشر بالمعلومات - هي الأفضل. لو اردت أن تعرف معلومات عن إصدار منتج جديد، فستكون حسابات المواقع الرسمية للشركة أو القنوات هي المعتبرة كمصادر أساسية.
المصادر الثانوية تعتبر المصدر التالي الذي يجب الرجوع اليه - على سبيل المثال، الأخبار المستندة إلى المصادر الأولية ليست قوية كالمصادر الأولية ولكنها لا تزال مفيدة.
هل يمكن أن يكون المدون أو اليوتيوبر مصدرًا ثانويًا؟ لو بدت ادعاءاتهم معتمدة على مصادر أولية، فهذا جيد ويمكن الاعتماد عليه. ولكن لو بدأوا بعبارة ”أعتقد“ أو ”هناك الكثير من الطنين حول الموضوع“، فكن حذرًا من هذا النوع من المصادر.
يمكن للعواطف أن تقف حائلًا في طريق معرفة الحقيقة. الرسائل التي تجعلك تشعر بمشاعر جياشة - خاصة تلك التي تضحكك أو التي تغضبك - هي أهم الرسائل التي يجب التحقق من صحتها، ولكنها تعتبر من أكثر الرسائل صعوبة لأي شخص لأن يتجاهلها أيضًا [أي تترك أثرًا فيه بغض النظر].
المعلنون التجاريون [شركات الدعايات التجارية] يعرفون هذاه الحيلة. تحاول العديد من شركات الإعلانات أن تكون الاعلانات مضحكة أو تجعل ما تبيع من أشياء يبدو رائعًا لأنها تريدك أن تركز على مشاعرك لا على عقلك. كونك كبيرًا في السن لا يعني أنك اصبحت أفضل في اكتشاف المعلومات الزائفة بشكل تلقائي: اعترف 41٪ من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا و44٪ ممن يبلغون 65 سنة أو أكبر بأنهم وقعوا ضحية معلومات مضللة في دراسة أجريت عام 2018[6] . وأثبتت أبحاث أخرى أن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا كانوا أكثر عرضة من الشباب بسبع مرات لنشر مقالات من مواقع مزيفة[7] .
لذلك، لو كنت تنتظر منتجًا جديدًا بفارغ الصبر، ونشر أحد اليوتيوبر مقطع فيديو يقول إنه سيتوفر مبكرًا، فإن رغبتك في أن يكون هذا الخبر صحيحًا قد تجعلك تتجاهل المنطق السليم - مما يتركك عرضة للتضليل.
أفضل سؤال يمكنك طرحه على نفسك عندما تتأمل في إحدى الرسائل هو، ”هل عندي رغبة في تصديق هذا الخبر بغض النظر؟“ إذا كانت الإجابة بنعم، فهذه علامة جيدة لك لتبدأ في كبح جماح رغبتك وتبدأ في التحقق عن كثب عن المصدر وصحة المعلومات الصادرة، عنه والأدلة المقدمة على الصحة.