حزّة الإفطار في رمضان خليك في بيتك وارتاح!
هل الجوع ينسينا السلامة؟ أليس في الصوم دروس صبر؟ أليس من كمال الصوم التأنّي ولطف المعاملة والحفاظ على الأرواح والممتلكات؟ واحدة من مشاكلنا أننا ننظر إلى العبادات من زاويةٍ واحدة؛ فإذا امتنعنا عن الأكل والشرب فذلك يعني أننا أتممنا الصيام على ما ينبغي وإذا ركعنَا وسجدنا وبان أثرُ السجود في جباهنا فنحن من العبّاد!
العبادة والمعاملة روح وجسد ولا يمكن فصل فصل الروح عن الجسد وتكون حياة! فإذا نزعنا الروحانية والسكينة من الصيام ولم ينعكس على سلوكنا، فماذا يبقى منه؟ ورد عن النبيّ ﷺ: ”يقول الله عزّ وجلّ من لم تصم جوارحه عن محارمي فلا حاجة لي في أن يدع طعامه وشرابه من أجلي“. إذا كنا قضاةً وحكّامًا عادلين، هل يا ترى يتم الصيام في حالة فوضوية من الأخلاق والسلوكيات؟!
مضى أكثر من نصف شهر رمضان - سبعة عشر يومًا - ومن المفترض أننا اعتدنا على نمط وجدول من الأكل والشرب والجوع والعطش، مع ذلك تعالَ وانظر كم هي سرعة النّاس في الطريق وعجَلتهم في الوصول إلى بيوتهم دقائق قبل الإفطار! أما من لا يأخذ دوره في الإشارة الضوئيّة - إن استطاع - فتلك مسألة أخرى!
المختصر المفيد هو: لا تستحق دقائق قليلة كل هذه السرعة والعجلة ورفع ضغط الدم. لا يموت أحد من الجوع في 5 دقائق ويموت الكثير في لحظةٍ واحدة بسبب السرعة والتهور! إذا كنت تخشى الجوع أو العطش، خذ معك ما تفطر عليه في السيارة، قارورة ماء وأكلًا ولا تستعجل.
أما إذا كنت غير محتاج للخروج وقيادة السيارة في أوقات الذروة فلا تخرج لأن عدد الحوادث في شهر رمضان بحسب المختصين يزداد تحديدًا في أوقات الذروة، وهو النصف ساعة الأخيرة قبل الإفطار، والنصف ساعة الأخيرة قبل السحور. اجلس في البيت مع ”وليداتك“ وانتظر دقيقة الإفطار بهدوء وسم باسم الله وكل واشرب كما تشاء.
الطريق مدرسة نتعلم منها الصبر ونكتشف فيها مدى تحملنا ويرانا النّاس فيها على حقيقتنا؛ كيف نحترم غيرنا وكيف يحترموننا. فإذا فشلنا في أبسط المدارس والدروس، فماذا عن بقية الدروس والحصص؟ نحتمل الجوع والعطش 16 ساعة من الفجر إلى الليل، فهلّا نستطيع أن نصبر دقائق معدودات؟!