علموا أولادكم الحب
يُعد رمضان فرصة موسمية لإعادة التذكير بالكثير من القيم السامية. هو موسم تربوي على الصعيد الفردي والجماعي نحو التفكير والتصرف الإيجابيين. هو محطة لتعزيز روح الحب في علاقتنا مع المحيطين بنا، بل نتعلم الفوارق بين حبنا للمحبة وحبنا للمحبين. والانصراف عن الكراهية تجاه كل من يتعامل معنا، بل نتعلم التفريق في كرهنا لجميع صور الكراهية والتسامح مع الكارهين. بالمختصر، هو طريق للتزكية الحقيقية للنفس.
لذا يقال: علموا أولادكم أن يكرهوا الخطيئة لا المخطئ، أن يدعوا له بالهداية لا بالهلاك. علّموهم أن البيوت قلوب، إن لم يعمّروها بالمحبّة وأفسحوا للغفران، سكنها الظّلم واجتاحتها الكراهية. علّموهم حب الله، حب الأوطان، حب النّاس، حب الحيوان، حب النّفس. علموا أبناءكم الحب، ففاقد الحب لا يعطيه*. مجتمعاتنا بحاجة إلى تعليم الأبناء على ضبط النفس، بالرياضة المتنوعة للجسد والنفس، ومنها الصيام كوسيلة لذلك.
أن نعلمهم أن الأصل والقاعدة هي أن البشرية لا أعداء فيها، بينما العداوة هي الشذوذ عن القاعدة. نعلمهم التوازن في رد الفعل، فلا نرمي الحجر على رؤوسنا ولا على رؤوس غيرنا، بل نبني بها بيتاً، وهو توازن لوضع كل شيء في موضعه الصحيح، بحيث يكون التعليم متكاملاً ببناء الإنسان وتربيته وليس تلقيناً للعلوم أو للحصول على أرقام في الشهادات خالية من الدسم. في المقطع المرفق توجيه نحو: التربية على ”الحب“ هل تقود لعلاقة قوية بين الأبناء والأهل أم تدفع الأولاد للدلع والتمرد؟