طفلي يعض ويضرب ويركل. أنا في حيرة من أمري لا أدري ماذا أفعل؟
بقلم جون ماكالون استاذ مشارك، كلية الدراسات العليا للصحة، جامعة التكنولوجيا في سيدني الاسترالية
30 يناير 2023
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 94 لسنة 2023
?My kid is biting، hitting and kicking. I”m at my wit”s end، what can I do
John McAloon
يواجه كل من لديه طفل صغير تحديات وصعوبات في التربية. وغالبًا ما تتفاقم هذه المشكلات بسبب الإعياء [1] أو الصعوبات المالية أو العلاقات وضغوط العمل التي يعاني منها الوالدان أو أحدهما.
أنا أخصائي أطفال نفسي اكلينيكي وأدير عيادة لأولياء الأمور الذين يواجهون صعوبات في تربية أطفالهم الصغار. أحد الأسئلة الأولى التي يطرحونها علي هو ”هل نحتاج إلى مساعدة؟“
إذا أنتِ تعانين من ضغط نفسي أكثر مما تستمتعين بعملية التربية كأم، أو أصبحت انفعالية بشكل أكثر، حيث يستفزك سريعًا أو يثير غضبك سوء تصرفه، أو تجدين صعوبة في العثور على ما تحتاجينه، فقد تكون الإجابة ”نعم تحتاجين لمساعدة“.
عندما يراجع عيادتنا أولياء أمور الأطفال يخبروننا بأن طفلهم قد يركل أو يعض أو يصرخ. أو قد يقولون إن طفلهم يشعر بالقلق أو بالخوف / الهمَّ أو أنه قليل الكلام / كتوم. قد يقولون لنا أيضًا أنه يثير غضبهم مما يجعلهم يصرخون عليه.
بعد عقود من الدراسات الجينوم [2] ، نعلم أن هناك فرص [3] لتحسين هذه التصرفات. وكلما بدأنا مبكرًا، كانت النتائج أفضل [4] .
غالبًا ما نحيل أولياء الأمور الذين يطلبون المساعدة إلى برامج تربوية قائمة على أدلة علمية.
تثبت الأدلة العلمية أن الأطفال يولدون ببصمة جينية «وراثية» تحدد طبيعة سلوكياتهم الخارجية المستقبلية. ولكن حتى التوائم المتطابقة يولد كل منهم بمزاج فريد - التعبير الخارجي «الظاهري» عما يدور في ذهنه ويخالج نفسه.
تتأثر سمات الطفل الوراثية [التي ورثها من أبويه] ومزاجه أيضًا ببيئته / بمحيطه [داخل الأسرة وخارجها] الذي نما وترعرع فيها]. منذ الأيام الأولى للطفل، تؤثر الممارسات والخبرات التي يمر بها ويتعرض لها الطفل مع والديه ومقدمي الرعاية له [5] في الكثير من تطوره ونمائه الاجتماعي [6] والعاطفي [7] والسلوكي [طريقة تعاطيه مع الآخرين وتواصله وتعاطفه وحل الخلافات معهم] والمعرفي[8] .
يُعتبر أولياء ومقدمو الرعاية هم الأكثر أهمية بالنسبة لحياة الطفل، وتعزز عنايتهم واهتمامهم به الروابط بينهم وبينه بشكل كبير [9] - فالطفل مفطور على تلقي تلك العناية والاهتمام، ولذلك يتطور وينمو.
من المهم أن تحصل العائلات على المساعدة من ذوي الخبرة والمؤهلين لعلاج صعوبات التربية التي يواجهونها. ولكن إليك كيف نعمل مع العائلات التي تعاني من مثل هذه الصعوبات.
أولاً نسأل والدي الطفل الذين يراجعون العيادة كيف عاشا تربية أبويهم لهما عندما كانا طفلين صغيرين [10] . في بعض الأحيان يخبروننا أن تربية والديهما لهما لم تكن على ما يرام وهما الآن يغضبان على طفلهما تمامًا كما كان يغضب والداهما عليهما حينما كانا طفلين. في أوقات أخرى، نسمع من الوالدين أنهما مصممان على ألَّا يكونا مثل والديهما لدرجة أنهما لم يفرضا أي روتين أو قواعد على طفلهما ليتصرف وفقًا لها.
أحيانًا نشاهد أطفالًا قلقين أو مهمومين أو متشبثين بوالديهم [لا يستطيعون مفارقتهم] - ونلاحظ والديهم يعملون بجد لحمايتهم من أمور تقلقهم.
عندما يراجع أولياء الأمور عيادتنا راغبين في تغيير السلوك غير السوي لأطفالهم، نقول لهم إن التغيير بشكل عام يجب أن يبدأ منهم - ومن علاقتهم بأطفالهم.
نعمل على ارشاد أولياء الأمور الذين يصرخون على أطفالهم أو يغضبون عليهم وذلك بتعليمهم أساليب تهدئة وتوجيه انتباههم بعيدًا عن أمور ربما تثير غضبهم من سوء تصرف أطفالهم.
يتعلم الأطفال، الذين يشاهدون والديهم يضبطون انفعالاتهم ومشاعرهم، كيف يضبطون بدورهم انفعالاتهم ومشاعرهم وكيف تكون لديهم قدرة على التحكم في سلوكياتهم.
من ناحية أخرى، قد تؤدي المشاعر غير المنضبطة إلى ممارسة الطفل الضرب والعض والركل لأنه غير قادر على تهدئة نفسه، أو لأن الضرب والعض والركل يضمن له تفاعل والديه معه واستجابتهما لرغباته.
نرغب في أن نعرف كل شيء يفعله الطفل مرغوب من جهة والديه.
بإمكان الوالدين عادة التعرف على أشياء يرغبون في أن يتحلى بها طفلهما. يرغب الوالدان أن يتصرف الطفل القلق بلا خوف أو همّ. بالنسبة للطفل الذي يركض هنا وهناك ويسبب فوضى وصخبًا وازعاجًا، قد يُرغب في أن يكون جالسًا هادئًا مركزًا على تلوين رسومات. بالنسبة للطفل الذي يمر بانهيار عصبي، قد يرغب الوالدان في أن يشاهدا الانهيار العصبي وقد بدأ يهدأ.
نطلب من الوالدين تطوير عادات جديدة: حيث نطلب منهم البدء في التعليق بأساليب ”ثرية من حيث الكلمات ولغة الجسد وتعابير الوجه“ بنحو ايجابي على جميع الأمور المرغوب فيها التي يفعلها أو تصدر من أطفالهم.
خذ مثال الأرجوحة. في أحد طرفيها هناك سلوكيات وتصرفات مرغوب فيها ونريد أن نراها تتعزز وتزداد. في الطرف الآخر هناك سلوكيات وتصرفات غير مرغوب فيها ونريد أن نراها تتراجع وتتلاشى. نحن نعلم، بالنسبة لمعظم العائلات، أنه كلما زاد أولياء الأمور من انخراطهم في تعزيز سلوكيات الطفل المرغوب فيها، كلما ازدادت هذه السلوكيات ورجحت.
إذا كنت تشعر بالقلق بشأن وجود طفل من هذا النوع في عائلتك، فابدأ بمناقشة الحصول على مساعدة. قد تكون هذه المساعدة من طبيب العائلة أو من ممارس مختص في السيكولوجيا الإكلينيكية ومتخصص في الأمور التربوية. تذكر، إذا كنت بحاجة إلى مساعدة، فاستشر شخصًا من ذوي الخبرة ومؤهل في ذلك.