آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 1:07 ص

انقضى ثلثُ شهر رمضان.. غالب أم مغلوب؟!

اليوم هو الثّاني عشر من شهر رمضان، يعني صرنا نعدّ الشهرَ بالثلث ثم النصف وإذا مضى من الشهر نصفه قلنا عنه انتهى! إذن، بعد أن مشينا أكثر من ثلث المسافة في الشهر، فهل تعتقد أيها القارئ الكريم والقارئة الكريمة، أنك غالب أم مغلوب؟ رجاءً، في الساعة التي تعتقد أنك غالب، صلّ واطلب من الله لنا - جميعًا - أن نكون في فريقٍ واحد؛ الفريق الغالب.

أنت غالب، إن كنت وضعتَ نصب عينيك أهدافًا وتراها تتحقق كما خططتَ لها وعلى الأرجح أن معظم أهداف النّاس العقلاء - الذين أنت منهم - أعظم من المال، وأن الهدف هو الحصول على تذكرة عبور نحو مغفرة الله والبعد عن النار! يقول القارئ الكريم: عملتُ فكيف أعرف أنني من الغالبين؟ الجواب هو: الله أكرم من أن يخيب من دعاه ويحرم من رجاه!

إذا كنت غالبًا، فطوبى لك وبشرى! واصل وأكمل المهمة وارتق. حافظ على التفوق حتى نهاية المطاف لأن الكثير يخسر ما جمع من نقاط قبل نهاية السباق بلحظات.

أنت مغلوب إذا كسرَ الشيطان قيودَه وأغلالَه ومشيتَ معه! وما دخل الشيطان؟ أليست الشياطين تُغل في شهر رمضان؟ بلى، الشياطين مغلولة ومقيدة لمن يستحق بعمله أن تُغل عنه؟ ألا ترون أن بعض المسلمين لا يصومون أو يغشون وغير ذلك من أعمال الشياطين في شهر رمضان؟ أعطيك مثالًا واحدًا على عظم خسارة المغلوب: عن رسول الله ﷺ أنه صعد المنبر فقال: آمين ثم قال: أيها الناس إن جبرائيل استقبلني فقال: يا محمد من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فيه فمات فأبعده الله قل آمين فقلتُ آمين.

على المغلوب أن ينتظر فرصةً أخرى في موعدٍ آخر ”من لم يُغفر له في شهر رمضان لم يُغفر له إلى قابل إلا أن يشهد عرفة“. من يدري ماذا يحدث في الأيام، من يبقى ومن يموت؟ من يستقيم ومن يعوج؟ مع ذلك، إن لله في باقي ليالي وأيام الشهر نفحات، يعطي فرصًا لا تعدّ ولا تحصى والفوز أسهل مما نظن!

القول المختصر هو إن طاحونة الأيام تدور بسرعة؛ تطحن بأضراسِها من يأتي عليهِ الدور وفي شهر رمضان هذا - سنة 1444 هجرية - فرصة غير تلك إن بقينا لها وحصلت في العام القادم 1445 هجرية. بعد أيام من الشهر يعرف التاجر كم اشتَرى وكم باعَ وكم ربح من الدراهم، وكذلك التاجر - المخلص - مع الله عليه أن يعرف ويطمئن أنه رابح وغالب بإذن الله!

مستشار أعلى هندسة بترول