كتاب جديد شارك في تأليفه استاذ الفلسفة في جامعة بافلو يدعي أن الذكاء الاصطناعي لن يحكم العالم ”أبدًا“
بقلم بيرت جامبيني
22 أغسطس 2022
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 91 لسنة 2023
New book co-written by UB philosopher claims AI will“never”rule the world
By Bert Gambini
August 22,2022
قال إيلون ماسك في عام 2020 إن الذكاء الاصطناعي «AI» سيتفوق على الذكاء البشري وهو في طريقه ليصبح ”ديكتاتورًا خالدًا“ على البشرية في غضون خمس سنوات. لكن كتابًا جديدًا شارك في تأليفه أستاذ الفلسفة بجامعة بوفالو يجادل بأن هذا لن يحدث - لن يحدث في عام 2025 ولن يحدث أبدًا!
شارك باري سميث Barry Smith، برفسور متميز في قسم الفلسفة في كلية الآداب والعلوم في جامعة بافالو مع جوبست لاندجريب Jobst Landgrebe، مؤسس شركة كوغنوتكت Cognotekt، وهي شركة ذكاء اصطناعي ألمانية، في تأليف كتاب بعنوان: ”لماذا لن تحكم الآلات العالم أبدًا:“ ذكاء اصطناعي بلا خوف [1] ".
هذا الكتاب يستعرض حججًا قوية ضد إمكانية تصميم آلات لها قدرة تتجاوز الذكاء البشري.
التعلم الآلي [2] وجميع البرمجيات التطبيقية [3] العاملة الأخرى - وهي إنجازات يفتخر بها المعنيون بأبحاث الذكاء الاصطناعي - تعتبر بالنسبة لـ سميث ولاندجريب بعيدة كل البعد عن أي شيء يشبه القدرة البشرية. علاوة على ذلك، يناقش المؤلفان بأن أي تقدم يشهده مجال أبحاث الذكاء الاصطناعي لن يجعله من الناحية العملية أقرب إلى إمكانية الأداء الوظيفي الكامل للدماغ البشري.
يستعرض كل من سميث ولاندجريب استقراءات الذكاء الاصطناعي غير المبررة استعرضًا نقديًا، مثل التفرد التكنلوجي «استقلال الآلات عن الإنسان [4] » وآلات النسخ الذاتي القادرة على اعادة انتاج نفسها [5] ، والتحول إلى ”فاعل أخلاقي كامل [6] “. يقولون لا يمكن أن تكون هناك إرادة آلية. كل برنامج تطبيقي من تطبيقات الذكاء الاصطناعي يعتمد على ما يقصده البشر منه - بما في ذلك الاعتزام على إنتاج مخرجات عشوائية.
هذا يعني أن التفرد التكنلوجي [4] ، وهي المرحلة التي يصبح عندها الذكاء الاصطناعي غير قابل للسيطرة والتحكم ولا يمكن عكسه «أي يكون شيئًا حتميًا». الادعاءات الجامحة التي تفيد عكس ذلك لا تؤدي إلا إلى تضخيم إمكانات الذكاء الاصطناعي وتشويه الفهم العام لطبيعة هذه التكنولوجيا وإمكانياتها وحدودها.
مجسرَين بين العديد من التخصصات العلمية، يجادل سميث ولاندجريب بأن فكرة الذكاء الاصطناعي العام [7] «AGI» - وهي قدرة أجهزة الكمبيوتر على محاكاة الذكاء العام للبشر وتجاوزه - تستند إلى برهان استحالة حل المسائل الرياضية الأساسية [8] الشبيهة باستحالة بناء آلة أبدية الحركة [9] في الفيزياء. الذكاء الاصطناعي الذي من شأنه أن يحاكي الذكاء العام للبشر يعتبر شيئًا مستحيلًا بسبب القيود الرياضية على ما يمكن نمذجته ”وحوسبتة“. هذه القيود الرياضية مقبولة عمليًا من قبل المشتغلين في هذا المجال؛ لكنهم أخفقوا حتى الآن في تقدير عواقب ما يمكن أن يحققه الذكاء الاصطناعي.
”التغلب على هذه العوائق يتطلب ثورة في الرياضيات من شأنها أن تكون لها أهمية أكبر من أهمية اختراع نيوتن ولايبنيز حساب التفاضل والتكامل قبل أكثر من 350 سنة،“ كما يقول سميث، أحد أشهر الفلاسفة المعاصرين في العالم. ”نحن لا نتوقع ان شيئًا من هذا القبيل سيحدث مستقبلًا،“
يشير لاندجريب إلى أنه ”كما يمكن التحقق من ذلك بالتحدث إلى علماء الرياضيات والفيزياء الذين يعملون على تجاوز حدود ما وصلت اليه تخصصاتهم العلمية، لا يوجد شيء في الأفق يشير إلى أن ثورة من هذا النوع قد تكون قابلة للتحقق يومًا ما. لا يمكن للرياضيات أن تنمذج سلوك الأنظمة المعقدة [10] بشكل كامل، كأنظمة الكائن البشري“، كما يقول.
للذكاء الاصطناعي العديد من قصص النجاح المثيرة للإعجاب، وقد خُصصت ميزانيات ضخمة للتقدم إلى الحدود القصوى في هذا المجال بما يتجاوز الإنجازات التي حُققت في مجالات ضيقة ومحددة جدًا مثل ترجمة النصوص والتعرف على الصور. يقول المؤلفان إن الكثير من الاستثمارات لدفع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى الأمام في المجالات التي تتطلب نظيرًا آليًا للذكاء العام قد تكون بمثابة اضاعة للمال.
”أثبتت أداة ال GPT-3 لانتاج النصوص [11] قدرتها على إنتاج أنواع مختلفة من المخرجات المقنعة في العديد من المجالات المتباينة،“ حسبما قال سميث. ”لسوء الحظ، سرعان ما أدرك مستخدمو هذه الأداة أن هذه المخرجات فيها أيضًا أخطاء محرجة، بحيث بدأت المخرجات المقنعة نفسها في الظهور على أنها ليست أكثر من حيل سحرية رخيصة.“
أدى دور الذكاء الاصطناعي في تسلسل الجينوم البشري إلى اقتراحات بشأن مدى مساعدته في إيجاد علاجات للعديد من الأمراض البشرية. ومع ذلك، بعد 20 عامًا من البحث الزائد عن المعتاد «الذي شارك فيه كل من سميث ولاندجريب»، لم يتم إلّا إنتاج القليل منها. مما لا يساعد على أي تفاؤل من هذا القبيل في هذا المجال.
يقول سميث: ”في بعض البيئات المحصورة والمحكومة تمامًا بقواعد، يمكن استخدام التعلم الآلي لإنشاء خوارزميات تفوق ذكاء البشر“. ”لكن هذا لا يعني أنها ستتمكن“ من اكتشاف ”القواعد التي تحكم أي نشاط يحدث في بيئة مفتوحة، وهو ما يقوم به العقل البشري كل يوم.“
لا يملك المشككون في التكنولوجيا [12] ، بالطبع، سجلًا مثاليًا. لقد كانوا مخطئين فيما يتعلق بالاختراقات العلمية التي تراوحت من اختراقات علمية في مجال رحلات الفضاء إلى اختراقات علمية في مجال تكنولوجيا النانو. لكن سميث ولاندجريب يقولان إن حججهما تستند إلى الآثار الرياضية لنظرية الأنظمة المعقدة. لأسباب رياضية، لا يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاة طريقة عمل الدماغ البشري. في الواقع، يقول المؤلفان إنه من المستحيل تصميم آلة تنافس الأداء المعرفي للغراب.
”الذكاء الاصطناعي العام AGI أمر مستحيل“. ”كما يثبت كتابنا ذلك، لا يمكن أن يكون هناك ذكاء اصطناعي عام لأنه يتجاوز حدود ما يمكن للآلة من تحقيقه، من حيث المبدأ،“ كما يقول سميث.