يوم الأخوة
من نعم الله سبحانه وتعالى علينا، أن وهبنا قلوباً فيها الرحمة وسمو الروح والإنسانية والأخوة الصادقة، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ .
تعلمنا في هذه الحياة الكثير، فالإرث الحقيقي هي القيم وما نغرسه في القلب من أخلاق وأفعال حميدة، وهي من الأسس الكريمة والمعاني الجميلة التي نورثها للأجيال، من أخوة متحابين بعضهم لبعض، ففي وحدة الأفراد، وحدة الأمة على المحبة والإخاء والتعاون وحسن الظن وقبول الاختلاف، وعن الإمام علي بن أبي طالب قال: الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.
إننا في هذه المناسبة من كل عام «يوم الأخوة» إذ نؤكد بأن ثمة حقيقية يجب معرفتها، وهي أن لكل مجتمع خصوصياته وظروفه التي منها على سبيل المثال، الاجتماعية والإنسانية والثقافية والأدبية والاقتصادية وكذلك العقدية والفكرية، وأنه قد يجمعهم عنصر واحد هو ”التعامل“ فالتعامل الحسن بالمثل بينهم، هو بمثابة تقريب الفكر وبناء الثقة، يصنع التفاهم الودي والتفكر الإيجابي وفصل الجدل، يبني أسس القواسم المشتركة من الأخوة والتسامح والتعايش والتوافق بين الآراء المتعددة.
قال سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى? وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ .
نسأل المولى عز وجل، أن يحفظ ولاة أمرنا، وأن يعزز وحدتنا، ويقوي لحمتنا، ويغرس في قلوبنا الحب والأخوة الصادقة والاحترام المتبادل «أخوة متحابين» والولاء لهذا الوطن الغالي بلاد الحرمين الشريفين، وأن يجعله آمناً مطمئناً، وسائر بلاد المسلمين والعالم بأسره، إنه سميع مجيب الدعوات.