الناصران.. خديجة وابو طالب
في هذه الأيام الجليلة الشان عظيمة المنزلة من هذا الشهر المبارك يحي المسلمين ذكرى عزيزة على قلب الرسول ﷺ وفاة عظيمين من عظماء الاسلام نصروه في احوج ما كان بحاجة لمن يقف معه.
بعث النبي صلى الله عليه واله بالرسالة فحباه الله تبارك وتعالى بمصدقين مخلصين وقفوا معه مواقف الشرف والتضحية والوفاء بكل صبر وتفاني وهما ابو طالب بن عبدالمطلب شيخ البطحاء، والسيدة الجليلة خديجة الكبرى أم المؤمنين ، كان قلبهما عامر بالايمان والتصديق واليقين لمقام سيد الخلق، فدافعوا عنه وعن رسالته بلا كلل، فكانوا من المؤسسين للتغير الصعب في مواجهة كفار قريش ومحاربة العادات والتقاليد والافكار المنحرفة، فكان الأمر في غاية الصعوبة مواجهة هذا الطوفان بدون الإرادة والاصرار من قبل ناصري الرسول واعتقادهم بما يقوم به، عاشوا أيام من الاذى ومن أحلك الايام قساوة، لم يغير كل ذلك مواقفهم ولم يضعفوا قيد انملة في نصرة الرسول ﷺ واحتسبوا أمرهم لله تعالى، وبرزوا كمدافعين سطع نجمهم في دنيا الوجود وبقى اثرهم وارثهم في ذاكرة التاريخ معنى من معاني التضحية والايثار والفداء كانوا فيه الحصن الحصين والحامين عن الاسلام والرسول صلى الله عليه واله، هذا العطاء كان وليد اصلاب طاهرة وأصول طيبة وعوائل عريقة ونسب شريف جمعوا مكارم الأخلاق والسمو في اتخاذ القرار والاصرار عليه دون تردد، شكلوا في وجودهم المشرف القاعدة الصلبة والاساس المتين والبداية المشرفة لانطلاق الرسالة في مرحلة من اخطر مراحلها، أغنوا بعطائهم حماية الرسالة وبرزوا قادة في سماء خدمة الاسلام ونالوا شهادة الفخر من قبل الرسول صلى الله عليه واله وهو يبين ويعرف ويقدر مكانتهم وجليل خدمتهم للإسلام وحفظه من جلاوزة المشركين واحقادهم على الإسلام والنبي صلى الله عليه واله.
اليوم المحبين يحيون ذكراهم عرفانا بمكانتهم وتقديرا لدورهم وتقربا لله تعالى بمودتهم، اسماء مباركة عصية على النسيان رغم توالي السنين واجتهاد الحاقدين على محو آثارهم وتغييب مناقبهم، من شدة حب الرسول لهم تم تسميت عام وفاتهم بعام الحزن، وقال قولته المشهورة «أن قريش ما نالت مني في حياة أبي طالب ما نالته من بعده»، فقد كان الاب الحنون للرسول صلى الله عليه واله، وكانت خديجة الزوجة والام الباره فقد كانوا يواسونه ويشدان من ازره ويمنعان عنه الاذى واسوا الرسول إذا اشتد البلاء وعدم الناصر، وجودهم حفظ حياة الرسول صلى الله عليه واله من القتل.
بعد كل تلك المواقف النبيلة حضوا بمكانة تليق بمكانتهم من الرسول صلى الله عليه واله ومن كافة المسلمين كانوا خير أهل الأرض منزلة، سنوات من العطاء الخالد في اشد الايام ارهابا على الدعوة من قحط وحصار وأذى لم تضعفهم صابرين محتسبين كل ذلك في جه الله تعالى ورضاه.
فأن بخسهم التاريخ وظلمهم الرواة وتقاعست الاقلام عن الكتابة عن مكانتهم فقد شرفهم الرسول صلى الله عليه واله بعظيم الاشادة بدورهم المشرف في الدنيا والاخرة، العظيمان ابو طالب والسيدة خديجة لهما الحق على كل مسلم يعتز بدينه ويحب رسوله ليحب من احبهم وقدرهم الرسول صلى الله عليه واله بالاحتفاء بذكرهم وإحياء امرهم وإبراز دورهم واخد الدروس من عطاءهم وصبرهم وتضحياتهم واخد العبر واعتبارهم مثل اعلى.
بكاهم الرسول صلى الله عليه واله وحزن عليهم حزنا عظيما وتكالبت عليه قريش بعد وفاتهم فلا عجب ان يخلد التاريخ مثل هؤلاء العظام ويرزقهم الذكر الجليل والمكانة المشرفة بمواقفهم النبيلة.