مشاعرنا مبعثها الكلام
رمضان فرصة ذهبية لتعلم الحب وإعادة الحياة لشعلة المحبة عندما يفتر الحب. فمشاعر الكراهية غالباً ما تنبعث بسبب صراخ المتشددين من كل هوية. هذا الصراخ يُعبر عن خطاب الهوية، وهو صوت من أصوات أهل الهوية، وليس كل الهوية. كلنا يعلم بأن للكلام وقع على الناس مهما كان بسيطاً أو كبيراً. لكل كلام تأثير نسبي على المستمعين مهما كان خفيفاً أو ثقيلاً. كل كلمة تخرج، لا سيما من رموز أهل الهويات لها دوي منعش أو مميت. الكلام هو بداية كل حدث. في الكلام دائماً بداية الحلول والمشاكل.
ولا يختلف اثنان على الفارق بين الكلام الذي يحيي والكلام الذي يميت. بداية الحب والعشق في الكلام. بداية الحرب والسلام من الكلام. فالافتتان بالكلام هو الوجه الآخر للافتتان بالجمال. فلا افتتان بشيء من دون الافتتان بالكلمات، إذ لا وجود للإنسان من دون اللغة. وبالكلمات الجميلة يقبض الإنسان على أمتع اللحظات، وذلك حيث يتوحد بعشق الحاضر، أو الحنين إلى الماضي، أو الشوق إلى المستقبل. *
ربما كلمات تصنع قصة حب لا مثيل لها. وربما كلام يصنع قصة حرب وكراهية لا نهاية لهما بين الأفراد وبين الجماعات. فكل أهل هوية لديهم منابرهم المعبرة عنهم، قنواتهم الفضائية، شعاراتهم، رموزهم، أقلامهم، صحفهم، إذاعاتهم، أفلامهم ومسلسلاتهم، وجميعها يُعبر عن توجهات أهل كل هوية، لا حيادية في هذه الأصوات، لأن أهدافها التعبير عن الهوية والدفاع عنها وبناء توجهاتها المستقبلية. ومن حق كل هوية أن تقوم بذلك، ولكن هناك فرق كبير بين أن تتغلف كل تلك الأصوات بثقافة المحبة، أو تكون صبغتها ثقافة الكراهية. وفي المقطع المرفق وسائل تساعد على تربية الأبناء على الحب والمحبة بعنوان ”هل تحب أبناءك؟ الأسئلة الثلاث الهامة في حب الأبناء“. د. مصطفى أبو سعد: