تلقائية الإنسان
الإنسان كائن تلقائي هو أحد عناوين مؤلفات المفكر السعودي البارز إبراهيم البليهي، ويتكون من جزئين. وهذا الكتاب من مجموعة كتب عبارة عن سلسلة أسماها: تأسيس علم الجهل لتحرير العقل. في هذا الكتاب يحاول أن يثبت كما أورد في كتابه بأن الإنسان كائن تلقائي، متطبع بثقافته، وأنه كائن مقلد ويقاوم التغيير، وأن الإبداع ليس إلا حالات فردية استثنائية خارقة؛ قوبلت كلها وقت ظهورها بالرفض والمقاومة. هذه المقدمة غرضها توضيح الفكرة الذي عرضها المفكر إبراهيم البليهي في كتابه الإنسان كائن تلقائي.
في الأصل ما طرحه الكاتب في كتابه، يثير تساؤلات عديدة، تجعل الإنسان باحثًا عن ماهية النظرية الذي حاول إثباتها. مما يثير الانتباه ما ذكره بأن احتماليات التطبع بالأجود ضئيلة، مقارنةً باحتمالات التطبع بالأسوأ، يقول: طواعية الدماغ تتيح المجال للأسوأ، مثلما تتيحه للأجود؛ لذلك تكون احتمالات التطبُّع بالأجود في غاية الضآلة مقارنةً باحتمالات التطبُّع بالأسوأ؛ لأن السلبيات تتراكم تلقائيًّا. أما الإيجابيات فلا تحصل إلا بيقظة الوعي، وقوةِ الاهتمام، وانتظام الجهد، ومداومةِ التركيز، ومقاومةِ التشتت. والأهم من كل ذلك أن يكون العقلُ فاعليةً نقدية فاحصةً؛ ليقاوم سيل السلبيات التلقائية...
يحاول أن يصل الكاتب في كتابه بأن الإنسان محكوم بما يتشكل بعد ولادته، وأن عقل كل شخص يتشكل بالأسبق. ويبقى الإنسان رافضًا لما هو جديد، لأن ما يتطبع به يصبح بالنسبة له بديهًا «كما يعبر الكاتب»، لذلك يقف الإنسان موقفاً معارضًا تجاه ما يتصور أنه مخالف لمسلماته. فهم الإنسان لطبيعته التلقائية يساعده على إعادة النظر تجاه الإنسان والأفكار بشكل أوضح. لأن الفرد لا يقبل ما يخالف تصوراته الذهنية ويبقى أسيرًا لها. يقول الكاتب: الأصل في الفرد؛ أنه لا يتقبل ما يتعارض؛ مع أنماطه الذهنية؛ إلا إذا انكسر الإطار المعرفي القاعدي التلقائي. ولا يحصل ذلك إلا في حالات فردية نادرة؛ بفاعلية تساؤلات قوية حادة ضاغطة يتغير بها نمط تفكير الفرد فيصبح خارج التيار العام السائد.
الكتاب يحتوي على أفكار عديدة تجعل القارئ يعيد النظر في كثير من التصورات التي في ذهنه، وأن العالم أكبر من القابليات التي تشكلت في منظومته الفكرية.
رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير.