عنز العنازية.. حزاية من الموروث الحساوي
يحكى أنه كان هناك عنز تعيش في بيت بسيط مع ابنيها حبيش وربيش.
في يوم من الأيام خرجت العنز الأم لجلب بعض الطعام لابنيها بعد أن أقفلت الباب خوفا عليهم من أن يأكلهم الذئب وأوصتهم بعدم فتح الباب إلا لها هي.
كان الذئب يراقب من بعيد، بعد أن رأى العنز الأم تبتعد عن البيت انتظر لبعض الوقت ثم توجه إلى بيت عنز العنازية.
طرق الباب وعندما سأل حبيش وربيش من الطارق؟
قال الذئب: أنا أمكم.
ردا عليه:
صوتك خشن، وصوت أمنا ناعم، أنت لست أمنا.
ذهب الذئب وحصل على بعض العسل وشربه لينعم صوته، وذهب إلى بيت عنز العنازية.
طلبا منه هذه المرة أن يمد يده من تحت الباب.
عندما مدها قالا له:
أنت شعرك خشن وشعر أمنا ناعم،
أنت لست أمنا، أنت الذئب.
فكر الذئب في طريقة يخدع بها حبيش وربيش.
لبس الذئب بعض الملابس البالية وظهر على هيئة فقير وأخذ يشحذ من الببوت ويطلب القليل من الدهن لأنه جائع. وبعد أن حصل على الدهن وضعه على شعر يدية ليبدو ناعماً كشعر عنز العنازية.
توجه بعد ذلك إلى بيت عنز العنازية وطرق الباب مرة أخرى وادعى أنه امهم. وعندما طلبا منه أن يمد يده من تحت الباب، قام بمدها أيضا، وهنا وجدا أن الشعر ناعم وأملس ففتحا له الباب.
دخل الذئب وهجم على ابني عنز العنازية وأكلهما.
رجعت العنز الأم إلى البيت بعد أن أحضرت بعض البرسيم، فوجدت الباب مفتوحا وابنيها غير موجودين.
هنا عرفت أن الذئب قد هاجمهما وأكلهما.
خرجت المسكينة تبحث عن صغيريها في السكيك والفرجان،
تقفز من سطح منزل إلى آخر وهي تدبگ برجولها فيقول صاحب البيت:
«من يدبگ على سطح الدار... عسى رجوله الكسر»
فترد وهي تصيح بأعلا صوتها الحزين:
انا عنز العنازية..
اللي حلبتي دزازية..
من أكل
حبيشي..
وربيشي..
يطلع يناطحني في هالعشية.
حتى وصلت لبيت الذئب،
نطحت الباب بقرنيها وهي تقول:
اطلع..
رد عليها الذئب:
ما أكلنا..
حبيشك..
وربيشك..
وما بنطلع نناطحك في هالعشية.
نطحت العنز باب البيت بقرونها بكل تحدي وهي تقول:
اطلع..
فيرد الذئب وهو يضع على جسمه الثياب والخياش خوفا من نطحة العنز القوية، ويرد وهو خائف ويقول:
صبري اسبح عيالي.
تنطح العنز الباب بتحدي وتقول:
اطلع..
يزداد الذئب خوفاً وهو يضع على جسمه مزيد من الخلاجين والثياب ويقول للعنز:
صبري امشط عيالي.
……
اطلع..
…….
صبري اكحل عيالي.
اطلع..
………
صبري اعشي عيالي.
اطلع..
صبري انيم عيالي.
اطلع..
اطلع …
حينها وضع الذئب رأسين من البصل الطويل على رأسه ليجعلهما كقرنين له ويكون شبيه لتيس الماعز وخرج من الباب.
استقبلته عنز العنازية بنطحة قوية في بطنه وبقرت بطنه وأخرجت صغيريها حبيش وربيش.
أخذتهما في حضنها وتوجهو فرحين إلى البيت وهي تقول لهم:
شفتوا يا عيالي اللي ما يطاوع أمه شلون ياكله الذئب!!
هذا الحزاية نقلناها لكم من الذاكرة كما كانت جداتنا الغاليات يحازونا بها قبل النوم، وكنا نخلد في نوم جميل بعد أن نتأكد من سلامة حبيش وربيش ورجوعهم للبيت سالمين مع أمهم عنز العنازية.
