التضحية بالبنوك لمكافحة التضخم! «3»
هل حققت الصفقة أهدافها بتطويق الأزمة؟ الإجابة تكمن في أداء سهمي بنكي“كريديت سويس”و”يو بي إس”، فقد أغلقا يوم أمس «الإثنين 20 مارس 2023» على ارتفاع في حدود 1,6% لكلٍ منهما.
ومحلياً، أصدر البنك الأهلي السعودي، الذي يملك أقل قليلاً من 10% من بنك“كريديت سويس”في نشرة صحفية أن لا تأثير على أرباح البنك جراء تطورات“كريديت سويس”.
في مؤتمر القطاع المالي الذي عقد في الرياض يومي الأربعاء والخميس «15-16 مارس 2023» من الأسبوع الماضي، تحدثتُ مع عددٍ من التنفيذيين في بنك“كريديت سويس”، كانت معنوياتهم عالية للحديث عما تعني لهم السوق السعودية، كما أن رئيس مجلس إدارة البنك «ألكس ليهمان» كان من أوائل المتحدثين في اليوم الأول للمؤتمر قائلاً أنها بعيدة عن الدقة مقارنة مشاكل البنك مع بنك“سيليكون فالي”، بسبب - حسب قوله - أنهما يخضعان لهيئات تنظيمية ورقابية مختلفة. لكن كل ذلك تبخر، فقد أغلق سهم بنك“كريديت سويس”يوم الجمعة بسعر 1,86 فرنك سويسري، وكان العرض المبدئي لبنك“يو بي إس”هو 0,18 فرنك سويسري للسهم، بما يجعل قيمة أسهم البنك المصدرة مليار دولار فقط.
ورغم أن القيمة تعدلت إلى 3,3 مليار دولار، لكن نهاية بنك“كريديت سويس”هي أشبه ما يكون بملحمة دراما سوداء، وأقرب ما تكون إلى هزيمة تجرع فيها الخاسر السم وقدم مفاتيح خزائنه لغريمه. أقول ذلك ليس بالضرورة تعاطفاً مع بنك“كريديت سويس”، بل مع المستثمرين والمودعين؛ ففي نهاية المطاف ستنتهي الصفعة على“وجناتهم”. أما بنك يو بي إس «UBS» فقد ابتلع غريمه اللدود مرغماً في ظاهر الامر، باعتبار أن الاستحواذ لم يكن بمبادرةٍ منهُ، بل فُرِضَ عليه من قبل البنك المركزي السويسري. لكن الابتسامة العريضة لرئيس مجلس إدارة بنك“يو بي إس”تفصح عن الكثير. وعندما صرح بأنها صفقة تاريخية، فهي كذلك بكل المقاييس، وستجعل أصول البنك توازي ضعفي الناتج المحلي الإجمالي لسويسرا، وستجلب للبنك قائمة عملاء ومستثمرين يريدون ألا تضيع أموالهم، وسينظرون للبنك باعتباره المنقذ، ليس هم فقط بل لكل من له صلة تحديداً بالقطاع المصرفي وقطاع التأمين، والاقتصاد السويسري والأوربي بشكل عام، والاقتصاد العالمي واستقراره المالي من منظورٍ أوسع.
«يتبع»