آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 5:50 م

النساء ومهامّ شهر رمضان بين الماضي والحاضر!

المهندس هلال حسن الوحيد *

لولا النساء الطيّبات لما دخلت السعادةُ بيتًا! ألف رحمة على نسوة الزمن الماضي - المضني - في كل شيء. عانين في الحصول على أبسط الأشياء؛ الماء والنّار والهواء وتحضير الأكل، حدِّث عن تلك الأيام المرّة مثل طعم العلقم وكلما حدثتَ فهو قليل! وللتأمّل؛ ما يُكتب آتٍ من خبرة وتجارب من يكتبه؛ في كلّ زمان طبقة وشريحة من الناس مرتاحة ماديًّا أكثر من غيرها لديهم خدم وحَشَم. لم يأت على الناس زمان كلّ النّاس أغنياء أو فقراء، إنما في بعض الفترات يتمرد الفقر ويصبح سمةً عامّة وفي فتراتٍ أخرى ينتصر الغنى.

الغرض من سرد المختصر التالي هو استجرار الحمد والدعوة إلى الصبر حينما يكون حال بعض النساء في هذه الآونة أقلّ مما يرجون ويطمحون فيه. تتبدل الأيام ويغير اللهُ من حالٍ إلى حال وفي العادة يغير الله إلى ما هو أحسن ”تكبر الصغار وتعمر الديار“.

نحن وإن لم نجد معنًى نتفق عليه في تعريف السعادة، يمكننا أن نتفق على عدم ربطها بالمادة حصريًّا، هناك من هم سعداء وتعساء من الأغنياء والفقراء على حدٍّ سواء، وأن كانت تجارب الفقر سيّئة جدًّا لكنها مثل إبرة التحصين إن لم تقتل تزيد مناعة. ليس بالضرورة أن يكون الفقر سببًا لتدمير الحياة الزوجيّة أو عموم الحياة، فإن هزمَ الفقرُ الجسدَ فلا تُهزم الروح.

تعبٌ كلها كانت حياة النساء والرّجال قديمًا! كيف يأتي الأكل؟ كيف نُشعل النار؟ كيف نوفر الماء؟ كيف نضيء السراج؟ مأساة في مأساة! ربما يظن القارئ الكريم والقارئة الكريمة أن ذلك قبل ألف سنة! لا، ليس قبل ألف سنة! قبل حوالي خمسين سنة فقط، يستعمل الحطب والكيروسين في الطبخ ويا لها من معاناة، نار الحطب أو طبّاخ الكيروسين والوقت الذي يستهلك في الطبخ. فإذا الآن شعلة كهربائيّة أو شعلة غاز لا تنطفئ ويمكن للمرأة أن تعد أطباقًا متعددة في آنٍ واحد، لم يكن الحال كذلك؛ نار واحدة وقِدر واحد!

الماء ينقل من مسافاتٍ بعيدة ونادرًا ما يكون متوفرًا في مطبخ خاصّ مثل اليوم؛ النساء يجلبنَه من مسافاتٍ بعيدة في أوانٍ قبل أن يتوفر متقطعًا في المنازل. الهواء البارد كان معضلة هو الآخر، ما يضاعف صعوبة العمل تحت درجة حرارة مرتفعة ورطوبة خانقة. الهواء يُحرك إما بمروحة يدوية مصنوعة من أدوات النخيل أو غير ذلك حتى جاءت الكهرباء ومعها مروحات الكهرباء ثم الآن مكيفات الهواء! التعويض كان في الهواء الشرقيّ بين النخيل الذي يجلب النوم سريعًا في غياب الذباب والبعوض. أوف! كم فرحنا واحتفلنا حين حصلنا على سراجٍ أرقى من الفانوس، أكبر وأشدّ لمعانًا، لكنه يحتاج إلى خبرة في الإشعال، يسمونه ”تريك“!

ذلك مع عدد كبير من الأبناء والبنات وأُسر مركبة؛ أكثر من عائلة في بيتٍ واحد وأكثر من طفل. كان التعاون حاضرًا والبساطة، لكن البشر هم البشر، إذا زاد العدد زادت المشاكل. أنواع من المعاناة والمتاعب في كلّ بيتٍ وأسرة وإن بدرجات أقلّ أو أكثر إذا أضفت لها عمل المرأة في المزارع وخدمة الحيوانات المنزليّة والعناية بها.

مستشار أعلى هندسة بترول