البيوت السعيدة، مميزات وأسباب
البيت هو: المكان الذي يعتاد الإنسان أن يقضي الليل فيه سواء بات ليله فيه أم لم يبت. وهو مكان يجمع الأسرة بأفرادها وقد جاء في القرآن الكريم بهذا المعنى
يقول الله تعالى:
﴿وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ «النساء: 100»
ولكن هل سألتَ نفسك عن سبب ارتياحك لبيتٍ من بيوت أقاربك أو معارفك، ونفورك من آخر؟
هذا ما يُجيب عليه علم «فينج شوي» أو مايُسمى بطاقة المكان وهو علم صيني نشأ منذ آلاف السنين، ومن أهم قواعده العناية الفائقة بمحتويات المنزل من أثاث وكماليات والابتعاد عن تكديس الأدوات التي لاحاجة لنا فيها، فضلًا عن نظافة المنزل ورائحته العطرة.
من جهة أخرى فإن الطاقة الإيجابية في البيت تخلق الراحة النفسية، وتبعث الألفة بين أفراد الأسرة.
وتنبعث هذه الطاقة المكانية أيضًا من شيوع بعض الأسباب، نذكر منها:
صحة أفراد العائلة، الثروة، الرخاء، الحكمة، الحوار الهادئ بين أفراد العائلة، ذكْر الله في كل حال، وجود الأطفال الذي يُضفي السعادة على المنازل مما يجعلها عمارا مأهولا.
وما البيوت السعيدة إلا نِتاج التفاهم والمحبة بين الأبوين، فلا تطلب طفلًا سويّا يواجه المجتمع بشجاعة ويُخرج مالديه من قدرات وقد خرج لتوه من عاصفة هوجاء من منزله، ولا تجد طفلًا يعبّر بشكل تام عن نفسه وعن احتياجه إلا بعد استناده على أم كرّست جهدها ووقتها من أجل زراعة تلك البذرة الناشئة الممتلئة بالعلم والمعرفة. ولدى كلّ أم المفاتيح التي تلج منها لحياة أبنائها فتُذيب الحواجز وتصهر قوالب الثلج التي تكدّست في ممرات التربية الشائكة.
يُقال في الأمثال الصينية:
«قد يتمكن مئة من الرجال أن يصنعوا معسكرًا بعتاده، لكن باستطاعة امرأة واحدة أن تصنع بيتًا شاهقا».
إن البيوت السعيدة لايخرج أبناءها نِتاج تربية عاملة منزلية نام الطفل في أحضانها لأن أمّه قد خلطت بين مهام العاملة المنزلية ومهامها كأم مربية؛ فغاب عن ذهنها مهامها الحقيقية.
فالبيت لايمكن أن يكون له وجودا بدون أم تُشرف على كل صغيرة وكبيرة في شؤون أسرتها وإلا لما كانت الجنة تحت قدميها.
مع الأخذ بالحسبان أن البيوت المهدّمة ذات الجدران المتداعية والأسقف المنهارة هي البيوت التي تقوم فيها المرأة بمهام الرجل فهي أدعى للضياع بمن فيها؛ فالرجل له دوره الريادي بمعناه المتكامل وللمرأة دورها الذي يتناغم مع عاطفتها الجياشة وقلبها العطوف.
وفي كلّ حين يغوص العلم أعمق فأعمق فيخرج لنا بأسباب تجعل منازلنا أكثر راحة فتظهر أمور تساعدنا في رسم الصفاء الذهني وتربية عنصر التأمل الفكري مثل توفّر عنصر الماء بأشكاله المتعددة «النوافير، أحواض السمك، لوحات المياه المتماوجة» وانتشار الزرع الأخضر في كل مكان في المنزل.
ونحن على أعتاب الشهر الكريم شهر رمضان المبارك يجب أن نضع نصب أعيننا أن هناك بيوت مُضيئة، قد حوّلها أصحابها إلى بحر من النور، تزهر في السّماء، وهي حيّة في قلوب الناس، لها بقعة جغرافيّة خاصة تعرفها بها الملائكة، ويضاهي بها الله ملائكته وهي البيوت التي يُتلى فيها القرآن الكريم فعن رسول الله ﷺ أنّه قال:
«إن البيت إذا كثُر فيه تلاوة القرآن كثر خيره واتسع أهله وأضاء لأهل السماء كما تضيئ نجوم السماء لأهل الأرض»
وملاك الأمر كله في أن البيت السعيد يؤسسه أصحابه على إمضاء أوامر الله ونواهيه، فهو الشعور الحقيقي بالسعادة، والجو المتجدد بالسكينة والاستقرار النفسي، وهو أجمل هدية يمنحها الوالدان لأبنائهم.