آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

ظل حيطة ولا ظل رجال!

مفيدة أحمد اللويف *

الموضوع الذي سأطرحه لا يعمم على الجميع ولكنه يخص فئة معينة بالمجتمع، وأيضا سيتضح أحد أسباب الطلاق وعزوف بعض الفتيات عن الزواج في الوقت الحالي.

تقول رانيا ”معلمة مدرسة“: «الرجل المثالي هو الرجل الذي يهتم بالمرأة عاطفيا وروحيا دون أن تطلب ذلك منه، ويعمل دائما على أن تشعر المرأة بحبه وبتقديره لها ولأهمية وجودها في حياته، وأيضا يشعرها بأنها أهم إنسان بالنسبة له، وأنها تحتل المكانة الأولى في قلبه»، لن أطالب بالمثالية فهي مستحيلة ولكنني سأتطرق لنقطة مهمة تحتاجها المرأة مهما كان عمرها، أن الشيء الأساسي والوحيد الذي لا تطلبه المرأة بشكل مباشر هو مفهوم الأمان وأكثر ما يؤلمها هو انعدامه، يقول نزار قباني: «أكثر ما يؤلم المرأة حقا من كانت تعتبره سندها وخذلها»، ان المرأة لا تسطيع أن تثق في الرجل وهي لا تشعر بالأمان معه، ولكي تبنى العلاقة الزوجية على أساس قوي ومتين لا بد أن يتوفر هذا الشرط الذي يكاد معدوما عند بعض الرجال، فطبيعة المرأة العاطفية قد يدفعها للإتيان ببعض السلوكيات مثل الغيرة والشك التي قد تدمر هذه العلاقة إذا لم يشعرها الرجل بالأمان معه، ولكن بالمقابل الرجل يعتقد بأن توفيره للماديات هو الأمان بذاته وبأنه غير مقصر مع زوجته في شيء.

هذه حكاية فتاة مع أبيها: «مع بابا دوم أميرة» … فالأب بالنسبة لها هو القوة بذاتها وبوجود الأب تحل السكينة، فتقول: «إن أبي ليس مثل بقية الآباء وحنانه لا مثيل له، فبمجرد أن تسقط دمعتي على خدي فهو يمسحها ولا يتحمل أن يراها، وإن حبست نفسي في غرفتي يوما وقت وجبتي امتنع أبي عن الأكل فيأبى أن يأكل حتى آكل أنا مع إخوتي قبله، وان كنا على المائدة وأحس أبي بأن الوجبة ممكن أن تنقصنا قام وتركها لنا فأبي كان يجوع لنشبع ويقهر لنسعد ويشقى لنرتاح، لا أتذكر بأن أبي لبس ملابس جديدة يوما فهو يلبسنا الجديد وعليه القديم، أبي لا ينام حتى يتأكد من وجودي وإخوتي كل واحد منا على سريره»، فتحلم تلك الفتاة بفارس المستقبل وبما يحملها من صفات نبيلة فهي تعتقد بأن كل الرجال مثل أبيها إلى أن يصدمها الواقع.

من العوامل المهمة التي تضعف أي علاقة زوجية هو الجفاف والفتور العاطفي فهو يقتل الأمان ويزيد من المخاوف لدى الزوجة فهي بطبيعتها تحتاج لأن يشعرها زوجها بأهميتها دائما بدلا من تكرار الجمل القاسية كأن يطلقها أو أن يتزوج عليها فهذا نوع من العنف المعنوي الذي يتنافى مع المودة والرحمة، أيضا انشغال الزوج الدائم سواء بخروجه عن منزله أو لسفره وإهماله المتكرر لزوجته ويظهر ذلك في عدم التواصل والاهتمام بشؤونها يضعف العلاقة بالتأكيد وبالتالي تقل الثقة وينعدم الإحساس بالأمان، كذلك عدم مشاركة الزوج لزوجته لحياتهما وأحلامهما معا فهذا يبعد المسافة بينهما، وأعظم سبب في زيادة توتر العلاقة الزوجية هو كبرياء بعض من الأزواج وعنادهم للزوجة ففي اعتقادهم الخاطئ بأنه مهما فعل حتى ولو كان على خطأ فإن على زوجته أن تصمت وتتحمل وتهتم به وتربي أولاده فقط وذلك يظهر في عدم تقدير الزوج لزوجته والتقليل من احترامها وعدم مناقشتها في معظم أمور حياتهم.

كانوا قديما يحلفون بكلمة الرجل فيقول أحدهم توعدني وعد رجال!

من المهم أن يكون الرجل صادقا مع زوجته فالكذب يجرده من الرجولة أمامها ويعدم الأمان الذي تتطلع إليه، أسفي على بعض الرجال الذين لا يحملون من الرجولة سوى الاسم ففي أيامنا نجد بعضهم لا يحملون أي صفة من تلك الصفات النبيلة الذين تحلوا بها الرجال قديما لذلك نجد أغلب النساء فضلن أن يعشن باستقلالية دون زوج حتى تحول المثل السابق“ ظل رجل ولا ظل حيطة ”إلى“ ظل حيطة ولا ظل رجال”.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
لقمان الحكيم
[ القديح ]: 17 / 3 / 2023م - 12:17 ص
لا اعتقد ان هنالك شيء اسمه "عزوف النساء عن الزواج" ، ففي الوقت الذي يتم الحديث عن 4 ملايين عانس - و قد كان هذا قبل عشر سنوات تقريبا - فأي مجال يبقى للمراة ان تعزف عن الزواج اذا كانت الرغبة في الزواج منها غير موجودة اساسا ... او ربما هي محاولة من الفتيات لقلب الطاولة و ادعاء انهن مطلوبات للزواج و لكنهن يعزفن عنه بارادتهن و ليس رغما عنهن ..!!